الريال اليمني في غرفة الإنعاش!!

>
عياش علي محمد
عياش علي محمد
تعرض الريالكو، وهو اللقب الذي تحصل عليه الريال اليمني عقب الإطاحة بالدينار الجنوبي، في حلبة ملاكمة انتهت بفوز الريال اليمني على الدينار الجنوبي، في جولتين غير متكافئتين في الألمبياد اليمني الذي جرى عام 1994م، تعرض لضربة محكمة وقوية، في المنافسة الدولية على اللقب حين أطاح الدولار الأمريكي بالريال اليمني في الجولة الأولى التي جرت بينهما، وأدت إلى الإطاحة به، حيث نقل الريال على إثرها إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى اليمني.

ولم يفق من إثر تلك الضربة الموجعة، حتى علم بمجيء الحكومة الجديدة، التي يرأسها الدكتور «معين» متأملاً منهم زيارته للسؤال عن حالته المرضية والمعنوية، ولكن الريال ظل ممدداً على سريره طالباً العون كي يقوى على النزال مجدداً، ويصرع العملات الأخرى التي ما فتئت تتحداه قبل أن يصرعه الدولار.

الدكتور النفسي والمشرف على تمريضه لم يمنحه جرعة معنوية مهدئة تساعده على الوقوف مرة أخرى على رجليه، لاستعادة صحته وعافيته ومن ثم المجابهة مع خصومه الذين ظلوا يتحدون منازلته.
لكن الوقت لم يمنحه المساعدة، فالحكومة الجديدة لديها مشاغل كثيرة، ولا تعتبره من أولوياتها في برنامجها الزمني، ولهذا سيرقد الريال حتى العام القادم، لكثرة الكدمات التي تعرض لها في صراعه مع الدولار، والتي حددها الدكتور النفساني بحوالي 600 كدمة مقابل كدمة وحيدة تلقاها الدولار.
والريال نفسه عزا هزيمته إلى الحكومة نفسها، التي راحت تسلبه آخر أوراقه النقدية، والتي اعتمد عليها من قام بهزيمته.

في حين أنه لم يتلقَ المصروفات التي تدعم موقفه مثل الموارد النقدية، ومؤسسات التصدير، والسلال من العملات النقدية الأجنبية المحمولة للبلاد، حيث تم بعثرتها من قبل الحكومة بكل الطرق والأساليب، والتي جعلت الريال يفقد توازنه ويهوي في حلبة الملاكمة فاقداً القدرة على النهوض ومواصلة الصراع.

وطالب الريال اليمني من خلال مرقده في غرفة الإنعاش بأن يسمح له بعقد مؤتمر صحفي يحدد فيه سبب هزيمته وكيفية استرداد صحته، واستعادة ثقة الناس به، بعد أن نالوا اليأس وعدم القدرة على شراء تذاكر الدخول لهذه المنافسات لقصر اليد، وفقر الجيوب.
واقترح الريال على ضرورة قيام مؤتمر (بريتون رودز) يمني يحدد فيه السياسات النقدية، والبرامج المزمنة لعودة قوة الريال من جديد، واستعادة شعبيته.

وحدد بأن تقوم البنوك المركزية وممثلوها في بقية البقاع اليمنية بالتفاوض فيما بينهم على تحديد السياسات المتوجب الأخذ بها، لتقوية مركزه ورسم السياسات الكفيلة بالتغلب على ضعفه وتدني قوته الشرائية.

وإن إحدى الوسائل الناجعة لتجاوز أزمة البطل الريال تكمن في عودة نظام (الخزانة) العامة، التي لا تسمح بتعدد الاستحقاقات النقدية، ومن أجل التعامل وفقاً للنافذة الواحدة.

وما لم تتحدد كيفية معالجة هذا الوضع الذي جعل من الريال في وضع سريري لا يرجى قيامه نشيطاً في أقصر مدة ممكنة، فإن السنة القادمة 2019م ستكون عام استقالة الريال يقدمها لمؤسسة النقد المحلي والدولي، ويعتزل عن أي تفكير في المنازلات مع الآخرين، وربما يقتنع بإحلال واحد غيره يغطي فراغ غيابه عن الحلبات، وذهابه للتقاعد النهائي، وسوف يقدم أسفه الشديد عن أية أزمات قد تحيق بالبلد جراء معاملة الخلف بنفس الطريقة التي عومل بها السلف.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى