التحالف والحوثيون ينفيان الهدنة في الحديدة

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مراسلة لها في الحديدة أن هدوءا عم المدينة عقب أيام من المواجهات العسكرية التي وصلت إلى إحدى بوابات الميناء، لكن المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي أكد في تصريحات نقلتها وكالة رويترز أمس الجمعة أن عمليات تحرير الحديدة مستمرة.
وقال المالكي أيضا في تصريح مماثل لـ«فرانس برس» إن «العمليات العسكرية مستمرة، وكل عملية لها خصائصها ومسارها».

وكانت مصادر نقلت عنها وكالات الأنباء زعمت توقّفا للقتال، غير أن التحالف العربي لم يؤكد «صدور أمر بوقف الحملة العسكرية».
وأمس الأول الخميس نشرت صحيفة «الأيام» عن سكان تحدثوا  يوم الأربعاء أن الهدوء خيم بشكل واسع على المدينة لليوم الثالث على التوالي عقب قتال دامٍ استمر 4 أيام في الوقت الذي أعلن متحدثون باسم الجيش الوطني التابع للشرعية أن القيادة قررت تعليق العمليات العسكرية دعما للاعمال الانسانية والإغاثية.


وأفادت مراسلة فرانس برس أن «المدارس في المناطق القريبة من جبهات القتال في شمال وجنوب المدينة أعادت فتح أبوابها وتعمل بشكل طبيعي، والأمر نفسه بالنسبة للمتاجر».
وأوضحت أن أصوات تبادل إطلاق النار تُسمع بين الحين والآخر، وأن الأصوات الوحيدة التي يسمعها سكان المدينة بشكل مستمر هي أصوات طائرات التحالف العسكري الذي تقوده السعودية دعما للقوات الموالية للحكومة.

وبعد أسبوعين من الاشتباكات العنيفة التي قتل فيها نحو 600 شخص غالبيتهم من المتمردين، تراجعت حدة المعارك في المدينة الساحلية مساء الاثنين، قبل أن تتحوّل إلى اشتباكات متقطعة الثلاثاء وتتوقف تماما الأربعاء.
ويرى خبراء أن هجوما للتحالف على المرفأ لا يزال محتملا، وهو ما يمكن أن يضع 14 مليون يمني يعتمدون على المساعدة، على حافة المجاعة.

وقالت إليزابيث ديكنسون الباحثة في «مجموعة الأزمات الدولية» لوكالة فرانس برس «رغم تعليق التحركات العسكرية، فإن التوافق حول كيفية تجنب مواجهة عسكرية في الحديدة قد يكون بعيدا عن المتناول».
وجدد مراقبون سياسيون التحذير من خطورة استخدام الحوثيين للهدنة لتغيير الخارطة العسكرية على الأرض في جبهة الساحل الغربي وتكثيف عمليات تفخيخ المنشآت المدنية والعسكرية في الحديدة والتي شرعت، وفقا لمصادر محلية، في تنفيذها بشكل مكثف خلال اليومين الماضيين.

وأعلنت ألوية العمالقة الجنوبية أنها تنفّذ عمليات تمشيط واسعة لعدد من المزارع، وقتلت عدداً من مسلحي جماعة الحوثي بالإضافة إلى جرح العشرات منهم كانوا يحاولون التسلل عن طريق المزارع لقصف مساكن المواطنين وقطع الطرقات.
وذكر المركز الإعلامي للعمالقة أن الألوية «تواصل تأمين المناطق والطرقات التي يمر عبرها المواطنون والمسافرون، والتي تم تحريرها من سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران، وخاضت فيها ألوية العمالقة معارك عنيفة مع مسلحي الميليشيات وتمكَّنت من دحرهم منها».


وأفادت المصادر بأن الجماعة الموالية لإيران، واصلت زراعة الألغام في أحياء المدينة وحفر الخنادق، فضلاً عن إطلاقها صاروخاً من منطقة الصليف باتجاه الحديدة، وتحريك عناصرها لإحداث اختراقات نحو مواقع الجيش في مديرية التحيتا».
وكانت قوات التحالف رصدت، مساء الأربعاء، صاروخاً حوثياً أطلقته الجماعة من مدينة الصليف باتجاه الحديدة إلا أنه سقط في البحر، بحسب ما أكدته تصريحات رسمية.

وفي الأجزاء الجنوبية من مدينة الحديدة حيثُ توجد جيوب للحوثيين في مديرية التحيتا، أكدت مصادرُ حكوميةٌ أن الجماعة دفعت بعناصرها للهجوم في محاولة لإحداث اختراق نحو المواقع التي تتمركز فيها وحدات لألوية العمالقة الجنوبية والمقاومة اليمنية المشتركة.
وذكرت المصادر أن قواتِ الجيش دفعت بتعزيزات إلى مديرية التحيتا في مسعى لحسم المعركة من الجيوب الحوثية المتبقية بمنطقة المغرس والمزارع المجاورة ورداً على تصعيد الجماعة الانقلابية.

ويرجح مراقبون عسكريون أن الجماعة الحوثية ستسعى لاستغلال الهدنة في الحديدة من أجل تمتين تحصيناتها واستقدام المزيد من عناصرها الذين استقطبتهم للقتال من مناطقَ في حجة والمحويت وإب خلال الأيام الماضية.
وكان اتفاقٌ لوقف إطلاق النار غير المعلن بين الحكومة اليمنية والحوثيين دخل مساء الخميس حيز التنفيذ، في وقت أعلنت فيه الجماعة الحوثية تنفيذ عملية عسكرية بهدف استرداد مديرية التحيتا جنوبي الحديدة من أيدي قوات المقاومة المشتركة.

وقالت مصادر محلية في الحديدة إن العمالقة أفشلت هجوما حوثيا للسيطرة على المدينة الاستراتيجية بهدف قطع طريق الإمداد الرئيسي للقوات المشتركة في الحديدة وريفها الجنوبي.
سياسيا كشفت مصادر غربية مطلعة على مسار المشاورات اليمنية عن انفراجة سيُعلن عنها قريباً في ملف الأسرى، الذي يشكل، مع مسألتي مطار صنعاء ودفع الرواتب أضلاع مثلث، حسبما ذكرته جريدة الشرق الأوسط أمس.

ويحاول المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيثس، إنقاذ المحادثات بين الأطراف اليمنية المتحاربة، بعد انهيار الجولة الأخيرة في سبتمبر الماضي بعدم حضور الحوثيين، ويرغب في إجراء المحادثات قبل انتهاء العام الحالي للاتفاق على إطار عمل لتحقيق السلام في ظل حكومة انتقالية.
وتستعد السويد لاستضافة المشاورات عندما تصبح الأطراف «مستعدة للحديث».

وأضاف مصدر مطلع تحدث لرويترز «سأصف العملية بأنها إيجابية قليلاً. اتخذت خطوات خلال الأسابيع الماضية نحو محادثات السلام».
وقال المصدر الغربي الذي فضل عدم كشف اسمه إن «الأطراف تسلمت وثائق مقترحة للحل، وتجري دراستها لتلقي الملاحظات، على أن تبدأ المشاورات بأرضية أكثر صلابة، وأن تتجاوز لاحقاً مسألة بناء الثقة بالتحدث عن الحل الشامل».

وذكرت قناة «العربية» على شريط أخبارها العاجلة، أمس الأول، أن مصادر تتحدث عن عقد المشاورات في 29 نوفمبر الحالي.

ويحظى المبعوث الدولي بدعم من دول التحالف، والدول الـ19 الراعية للسلام في اليمن، ويسعى بحسب المصدر ذاته إلى عقد المشاورات على مدد أقل، إذ من المرتقب أن تعقد المشاورات 3 إلى 4 أيام، ثم يذهب المبعوث في جولة مكوكية لمدة أسبوعين إلى 3 أسابيع، ثم تعود الأطراف إلى الطاولة مجدداً، في إشارة إلى رغبة جريفيثس بإضفاء ديناميكية أكبر للمشاورات عوضاً عن الجمود الذي قد تتخلله المشاورات ذات النفَس الطويل.

وأشار وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي في الرياض أمس الأول، إلى دعم الرياض الحل السياسي في اليمن، لافتاً إلى استمرار المملكة في دعمها الإنساني لليمن.

وفي أبوظبي بحث وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان مع خالد اليماني وزير الخارجية اليمني، تطورات الأوضاع في اليمن، والجهود المبذولة لتقديم المساعدات الإنسانية اللازمة للشعب اليمني، فضلاً عن سبل تعزيز العلاقات الثنائية المشتركة بين البلدين.
وأكد وزير الخارجية الإماراتي على موقف بلاده «الثابت تجاه اليمن، وشعبه، ووقوفها إلى جانبه من خلال تحالف دعم الشرعية ودعمها للجهود الأممية لعودة الاستقرار إليه، وكذلك ضمان وصول المساعدات الإنسانية».​


> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى