الفساد ما يزال سيد المشهد!

>
لطالما شكونا طوال حقبة ربع قرن مضت من فساد المتنفذين والنافذين الكبار، وإذا سنوات العاصفة (عاصفة 2015م)، قد أمطرتنا بفساد غير مسبوق وفاسدين جدد تجاوزوا مصطلحات (التماسيح والهوامير).. وحتى هذه اللحظة لم نستطع أن نحصل على مسمى مناسب لهم.
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين

 وبالطبع فإن «الشرعية» هي السبب الرئيسي لظهور هذه الفئة والتي تنهب وتكدس المليارات في حساباتها الشخصية بسرعة الضوء. كما لا نعفي التحالف من المسؤولية كذلك فهم معنيون بمكافحة الفساد، باعتبارهم من الأوصياء ويتعين عليهم حماية ما يدفعونه- عيني أو نقدي- ليصل إلى مستحقيه كما يجب، وفي ذلك حماية للطرفين، أولا للشعب المسحوق وثانيا لأموالهم من أن ينهبها أولئك النفر الذين لم يقدموا للتحالف شيئا يذكر أبدا على عكس ما قدمه لهم الشعب وفي الجنوب خاصة.

لقد عانى شعب الجنوب بعد الانقلاب على الوحدة السلمية ونحرها ونحر الشراكة الجنوبية وذلك من 1994م، واستمرت المعاناة وتجاهل قضيته وحتى بعد العاصفة.. فالأشقاء حالهم مثل حال القوى النافذة والمتنفذة التي قتلت الوحدة، وهاهم بعد التضحيات الجسام ووقوف الشعب الجنوبي وقبل قيام العاصفة كان شعب الجنوب قد أخذ بزمام المبادرة ووقف لوحده دون أن ينتظر أي دعم بل اتكل على الله عزّ وجل ثم على إرادته الصلبة رغم عدم تكافؤ القوة والتسليح بينه وبين الحوفاشيين.. إلا أن الفساد السياسي الذي استشرى في اليمن قد أوصل العدوى إلى التحالف وأصبحوا مثله يستثمرون تضحيات شعب الجنوب ومقاومته مثلهم مثل الشرعية التي لم يعد لها وجود إلا في نشرات الأخبار المكررة والمملة.

هاهم الأشقاء يتنكرون لتضحيات أبناء الجنوب الذين انطلقوا لتحرير وطنهم واستعادة دولتهم وسيادتها، وهم مستمرون في وقوفهم مع التحالف لتحرير أراض شمالية من قبضة الحوثي.

استمرار الفساد بكل أنواعه قد أوجد خللا في قراءة المشهد والاعتراف بجذر المشكلة الأساسي وهو فشل الوحدة أساسا بين دولة الجنوب ودولة الشمال. والبحث عن حلول لإحلال السلم والاستقرار الحقيقي والدائم في منطقتنا تتجاوز حق الشعب الجنوبي بتقرير مصيره وبناء دولته الفيدرالية والديمقراطية لن تكون ذات جدوى، ولن يتحقق السلام الحقيقي إلا بعودة الدولتين.

استمرار رؤية التحالف والمجتمع الدولي اعتبار أن المشكلة هي أزمة السلطة بين قوى الهضبة تعتبر رؤية قاصرة ومضللة.. فالشمال لم يختلف إلا بسبب مساحة الجنوب وثروته حين استأثرت بها أطراف شمالية دون أخرى، وحينما يتم قطع أيديهم عن الجنوب من خلال عودته لأهله سيعودون لتعايشهم الذي ارتضوه من اتفاقية نوفمبر التي أنهت حرب السبع سنوات.

بعودة الجنوب كدولة ذات سيادة سترون الشمال وقد عاد وتاب بعد الضلالة التي وقع فيها وسيعود نعم الابن المطيع والمدلل لدى المملكة وبقية دول الخليج.

الفساد في الرأي والرؤية لتصنيف وتعريف المشكلة بغير حقيقتها هل آن الأوان للتراجع عنه وعن ضلالاته من قبل الشرعية وقوى النفوذ في الهضبة والتحالف والمجتمع الدولي؟ نتمنى أن يعيد الكل حساباته وتقديراته وتعريفه للمشكلة بعيدا عن سيطرة الفساد بكل أصنافه، أم أن الفساد بأصنافه المدمرة للسلم الاجتماعي والمجتمعي داخليا وخارجيا سيظل سيد المشهد؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى