الضالع جنوبية الهوى والهوية

>
عبدالقوي الأشول
عبدالقوي الأشول
بعض الطرح لا يحتاج الاهتمام والتناول طالما وهو بعيد كل البعد عن الحقيقة، ويظل لغوا لا معنى له ولا أثر يتبخر إثر الإفشاء به، فما بالنا حين يكون الأمر متعلقا بسلسلة حقائق تاريخية لا يستطيع أيّ كان تجاوزها أو دحضها، كما هو الحال في تاريخ الجنوب ككيان مستقل بكل تشعبات تاريخه الداخلي المتصلة ببعضها وفق معطيات من وضعوا ذالكم التاريخ منذ زمن بعيد، لا بهدف الإجابة على أحد إلا أنها حقائق كما هي، تداولها أرشيف وتاريخ موثق لا يمكن البناء إلا على حقائقه، في حين أن المكون السكاني يظل أرشيفاً متداولاً بين الأجيال، حقائقه تفرض نفسها المتوارث البعيد عن أيادي العبث التي يجرى بعضها لأهداف ما رسم، صورة حقائق مغايرة.

لفت انتباهي ذلكم الالتقاط من قبل البعض وبعض وسائل الإعلام لما يشاع من أن الضالع تم تبادلها نظير البيضاء بمعاهدة مع الإمام، هذا القفز على الحقائق لمن يريد أن يعرف لب الحقيقة أن يذهب إلى أرشيف المحميات والمشيخات وحقيقة الإنجليز وأرشيف تلك الأزمنة القريبة البعيدة، لا بل يذهب إلى كتاب «هدية الزمن» موروث الأمير المبدع أحمد فضل القمندان، عندئذٍ يجد جوابا شافياً وقاطعاً من أن الضالع ليست إمامية المنشأ ولا زيدية الأرومة، بل جنوبية الهوى والهوية منذ الأزل، فما الداعي لهذا القول الغريب العجيب الذي يشير إلى الأشياء بغير منطق العقل والحقائق، ثم لماذا يأتي هذا الإنكاء في هذه الأوقات؟!

معطيات التاريخ تشير إلى أطماع الزيديين في الكثير من مناطق الجنوب التي جُوبهت بمقاومة وشراسة الدفاع عن الأرض ما دفع بهم إلى ترك تلك اللقمة أو الغنيمة التي تعذر عليهم ابتلاعها.. وهل بعد كل ما حدث وصار يريد هؤلاء التوأمة بين سقطرى وصنعاء ومأرب وحضرموت؟!.. كل ذلك عجز عنه من أراد تجاوز تاريخ الجنوب وطمسه بمختلف السبل وبما فيها فرط القوة والتزييف وقلب الحقائق.. فكيف يكون الأمر ممكناً؟!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى