بعض الطرح لا يحتاج الاهتمام والتناول طالما وهو بعيد كل البعد عن الحقيقة، ويظل لغوا لا معنى له ولا أثر يتبخر إثر الإفشاء به، فما بالنا حين يكون الأمر متعلقا بسلسلة حقائق تاريخية لا يستطيع أيّ كان تجاوزها أو دحضها، كما هو الحال في تاريخ الجنوب ككيان مستقل بكل تشعبات تاريخه الداخلي المتصلة ببعضها وفق معطيات من وضعوا ذالكم التاريخ منذ زمن بعيد، لا بهدف الإجابة على أحد إلا أنها حقائق كما هي، تداولها أرشيف وتاريخ موثق لا يمكن البناء إلا على حقائقه، في حين أن المكون السكاني يظل أرشيفاً متداولاً بين الأجيال، حقائقه تفرض نفسها المتوارث البعيد عن أيادي العبث التي يجرى بعضها لأهداف ما رسم، صورة حقائق مغايرة.
لفت انتباهي ذلكم الالتقاط من قبل البعض وبعض وسائل الإعلام لما يشاع من أن الضالع تم تبادلها نظير البيضاء بمعاهدة مع الإمام، هذا القفز على الحقائق لمن يريد أن يعرف لب الحقيقة أن يذهب إلى أرشيف المحميات والمشيخات وحقيقة الإنجليز وأرشيف تلك الأزمنة القريبة البعيدة، لا بل يذهب إلى كتاب «هدية الزمن» موروث الأمير المبدع أحمد فضل القمندان، عندئذٍ يجد جوابا شافياً وقاطعاً من أن الضالع ليست إمامية المنشأ ولا زيدية الأرومة، بل جنوبية الهوى والهوية منذ الأزل، فما الداعي لهذا القول الغريب العجيب الذي يشير إلى الأشياء بغير منطق العقل والحقائق، ثم لماذا يأتي هذا الإنكاء في هذه الأوقات؟!