باصرة لم يمت!

> أ. د.محمد عبدالله المحرابي

>  لم يمت باصرة..! وما المرء إلا ذكره ومآثره **  والذكر للإنسان عمر ثاني.
ثم نقول: لئن حسنت فيك المراثي وذكرها ** لقد حسنت من قبل فيك المدائح.
أنت اليوم معنا، وغدا معنا، لا، لا لم تفارقنا، نعم أنت معنا، معنا في جامعة عدن، معنا في جامعة صنعاء، معنا في التعليم العالي.
إن فارقتنا بشخصك، فأنت لم تفارقنا بمآثرك.
ومآثرك في صروح العلم أكثر، في جامعة عدن، وفي جامعة صنعاء.
إنها مراكز الإشعاع الحضاري.
لا نحتاج إلى دليل، ولا يصح في الأذهان شيء.
إذا احتاج النهار إلى دليل.
يا من يعز علينا أن نفارقهم ** وجداننا كل شيء بعدهم عدم.
ثم لا تعجب رحمك الله، بل نحن نعجب كيف عشت غريبا في آخر أيامك، وما كنت تقدر أن تعيش وحدك.
وكأنك كما قال الشاعر: إذا ذهب القرن الذي أنت فيهم ** وخلفت في قرن فأنت غريب.
نعم لقد عشت آخر أيامك غريبا بعيدا عن رجال السياسة، لأنهم لم يطيقوك، صريحا، وشجاعا لا، ولا يريدون دليلا، ورائدا. 
وإذا هم الآن يرثونك فإنما هم كما قال الشاعر:
لا الفينك بعد الموت تندبني ** وفي حياتي ما زودتني زادي
جامعة عدن، وجامعة صنعاء، والمؤتمرات، والندوات، والقنوات، كانت كلها تعرفك وآخراها ندوة مؤتمر الحوار، وآخر القنوات قناة السعيدة، ثم المشاهدون جميعهم يشهدون ومجلة الشاهد تشهد أن قضيتك الأولى الوطن أولا.
رحمك الله رحمة واسعة، لقد تركت فراغا لا يجرؤ أحد أن يملؤه، غير المرحوم الدكتور صالح علي باصرة.
يقول أبو العلاء المعري: ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا ** تجاهلت حتى ظن أني جاهل.
 فوا عجبا كم يدعي الفضل ناقص ** ووآسفا كم يظهر النقص فاضل.
 فيا موت زر إن الحياة ذميمة  ** ويا نفس جدي إن دهرك هازل.
 لكن يكفيه فخرا أنه أدى الرسالة وانتهى.
ليس من مات فاستراح بميت، إنما الميت ميت الأحياء..
 وأخيرا لا يسعنا إلا أن نقول: ما كلام الأنام في الشمس إلا ** إنها لشمس ليس فيها كلام.
الله يرحمك مع النبيين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى