فاجعة رحيل صاحب التقرير الأشهر بكشف جرائم آل الأحمر

> أحمد عمر حسين​

> > لقد صدمنا كثيرا بنبأ وفاة المغفور له بمشيئة الله تعالى الأستاذ العالم والمؤرخ صالح علي باصرة (أبو شادي).
نحن نؤمن بقضاء الله والذي لا يرد ولا يخطئ.. ولكن ما يؤلمنا بفقدان ذلكم الأستاذ الجهبذ والمتواضع جدا وصاحب البديهة والسلاسة في الحوار والإيجاز في الردود، ما يؤلمنا هو أنه قد غادر هذه الدنيا الفانية والحرب لم تضع أوزارها بعد والشعب لم يستعد عافيته وحقه بالحياة الآمنة والكريمة، كما كان يتمنى أستاذنا المرحوم بإذن الله تعالى صالح باصرة الأستاذ الجامعي والمؤرخ والوزير ورئيس الجامعة أيضا ورئيس وصاحب منتدى الرشيد أيضا والذي يحتل طابقين من منزله الخاص.

أستاذنا صالح باصرة صاحب المواقف الثابتة ورئيس لجنة (هلال باصرة) والتي شكلها الرئيس السابق علي عبدالله للنظر في مظالم أبناء الجنوب بعد إنطلاق الحراك السلمي الجنوبي. ولقد اعتقد الرئيس صالح بأن باصرة سيجامل أو يخشى الرئيس، ولكن تفاجأ عندما قدما له التقرير (أي صالح باصرة وعبدالقادرهلال) قدما له التقرير وكان ذلك التقرير الأشهر في صراحته ومصداقيته والذي احتوى على خمسة عشر نافذا وجلهم من بني الأحمر، وهؤلاء بسطوا على مساحات شاسعة من أراضي الجنوب وتقدر بمئات الكيلومترات المربعة. وبعضها في عدن ولحج وأبين وبعضها في مناطق البترول بشبوة وحضرموت. وكانت كلمة المرحوم الأستاذ باصرة قوية ومجلجلة في وجه الرئيس واختزلها المرحوم بكلمتين بعد تسليمه للتقرير: (إما أن تختار الشعب والوطن وإما أن تختار الخمسة عشر ناهبا).. ولقد أخذت الرئيس السابق العزة بالإثم واختار الناهبين والنافذين وضحى بالشعب، فهو كان يرى الشعب (رعاع) ولا يستحقون منه إنصافا!

ذهب سلطان وجبروت الرئيس ولم يحظ بجنازة وتشييع محترم بل لا أحد يدري هل قبر فعلا وكيف وأين؟ اللهم لا شماتة.
وقد تذكرت كلمة قالها فقيدنا الأديب والسياسي المرحوم عمر الجاوي والذي مات بفعل مادة أدخلته غيبوبة فجأة وذلك بسبب مقالته الشهيرة في صحيفة «التجمع الوحدوي» في 1997م، وأعتقد أنها بعد منتصف ذلك العام، وكانت في الصفحة الأخيرة وبعنوان (وكشفت عن ساقيها!!). وقد قال الجاوي، رحمه الله، حينما استدعاه الرئيس حينها وهدده، قال: اعلم أنني سأحظى بجنازة ومشيعين كثر وأكثر منك وأنت لا أعتقد أنك ستحظى بوداع مثل وداعي. وبعدها بأيام سمعنا عن حادثة دخوله بغيبوبة فجائية ورغم تسفيره للخارج إلا أنه قضى نحبه.

وعودة لأستاذنا العالم والمؤرخ والسياسي د. صالح باصرة «أبو شادي» رحمة الله عليه، فلقد قدم تقريره بكل شجاعة وبمعيته أيضا عبدالقادر هلال الذي كان بمستوى المهمة، إلا أن أبا شادي هو حجر الزاوية في تلك اللجنه (هلال وباصرة).

وقد تشرفت من عام 2014م وما بعده بحضور منتدى الرشيد والذي يرأسه المرحوم أبو شادي ويؤمه الكثير من الأساتذه بجامعة عدن يمنيين وعربا كذلك. وكان منتدى الرشيد منتدى العلم والثقافة والمعرفة ويديره المرحوم أبو شادي بحنكته واقتداره المعهودين والجميع شاهد المرحوم في الفضائيات ورأى وسمع كيف يتكلم ويحاجج ويقنع المستمع والمشاهد بكل سهولة ويسر ودونما ضجيج.

لقد فقدناك حقا أبا شادي وما يؤسفنا أكثر لرحيلك المفاجئ أنك لم تر بعد البلد مستقرا وآمنا وكذلك لم تر بعد استرجاع ما نهبه الخمسة عشر ناهبا والذين ضمهم وحصرهم تقريرك الأشهر على مستوى اليمن وأنت الذي حذرت عفاش بقولك «أنت أمام خيارين فإما الشعب والوطن المستقر بعودة ما نهب وذهاب المظالم، وإما أن تنحاز للناهبين وهم خمسة عشر».

حقا لقد كنت عظيما في فعلك وقولك وتقريرك ونصيحتك، ولكن لعب الغرور والكبرياء بعفاش.
وتبقى أمنيتك قائمة ننتظر تحققها وهي ذهاب المظالم وعودة الحقوق العامة والخاصة واستقرار الوطن وسعادة ورفاهية الشعب.
غفر الله لك أستاذنا أبا شادي وألهم أهلك وربعك الصبر والسلوان.. آمين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى