شاهد ماشفش حاجة!

>
 
أحمد عبدربه علوي
أحمد عبدربه علوي
بغض النظر عن كم الخلافات التي نعاني منها الآن في بلادنا وبغض النظر عن من فينا من صح أو غلط.. ماذا سنفعل لبلادنا الجريحة.. إنني في حيرة مع نفسي وأتساءل: هل ستتحول بلادنا للبناء والتقدم والأمن والأمان والاستقرار أم ستستمر في ظل المهاترات والمناكفات والهدم والانهيار كما هو عليه الآن من قبل الأعداء الذين يحملون روح الحقد والعقلية الدموية التسلطية متى نراهم يعقلون؟!

 للأسف إن الكثير منهم يتصارع ويزايد على الوطن باسم الثورة والنضال كما نرى البعض يتصارع بين الوحدة والانقسام أو بين الاستقرار والعصيان وبين البناء والهدم وبين المقاومة الشرعية الثورية وبين الدولة الشرعية وغير ذلك.

يبدو أنه قد أصبح فينا كثير ممن يطلق عليهم مقولة «يخاف وما يستحيش» وهذا واضح من تدهور بعض سلوكنا وتراجع بعض قيمنا وأخلاقنا، ولا شك أن سلوكياتنا عموماً أصبحت تحتاج إلى مراجعة حقيقية وإلى وقفة صارمة ومواجهة بلا تردد، وقفة مع كثير من المصارحة مما نفعله بأنفسنا وببلادنا وبهدوء يجب أن نحلل تلك المتغيرات التي حلت بنا فتغيرنا وتلونا في كثير مما كنا نباهي به في السابق.. للأسف أن صورة بلادنا اليوم في الاعلام المحلي والعربي والعالمي لا تسر الحبيب أو على الاقل (غير مريحة) وفي احسن صورة غير حقيقية يروجها المتآمرون ضدها من هنا وهناك بسبب الحروب المتلاحقة والمشاكل والمصائب التي حلت بها وظلت حدوثها أو أحداثها منذ 50 عاماً وأكثر.. وإذا كانت معظم كوارث وحوادث العالم طبيعية لكن كوارثنا تكون تداعياتها (شكل ثاني). كلنا نحب بلادنا ونتألم لما يحدث فيها سابقاً ولاحقاً من حوادث شائنة أوجدناها بأنفسنا من صنع أيادينا.. صنع الفتن المناطقية التي يثيرها البعض من ضعفاء النفوس الذين حباهم ربنا نعمة - آسف - بمشكلة تمتعهم (بالمناعة ضد الفهم) مناعة مزمنة أدت هذه الآفة إلى أن تنجرف بلادنا للمجهول منذ يوم 22 يونيو 1969م التي اطلقوا عليها باسم (خطوة 22 يونيو التصحيحية) وهي في الاساس ليس بخطوة تصحيحية وإنما (خطوة همجية ماركسية شيوعية) ذلك اليوم الذي رفعت فيه الاعلام الماركسية ولم تهدأ البلاد من السحل واللحن والفوضى وتأميم ممتلكات المواطنين بما في ذلك (تأميم بقرة أمي) رحمها الله.

 من ذلك اليوم لم يعد المواطن الجنوبي يأمل بأي خير وأمان.. هجر الكثير من المواطنين البلاد بالأصح (هرب) المواطن إلى الخارج وهو كان يأمل بأحلام جميلة يعيش أمناً ومطمئناً على يومه وغده ولكن (ضيعوني وهم ضاعوا معي كلهم) أغنية غنى بها احد المطربين في البلاد.. ولكن (يا هارب من الموت الى حضره) ظلت تتوالى المحن والكوارث مرحلة وراء مرحلة إلى أن جاءت ما تسمى (الوحدة اليمنية).. وإننا من حيث ماظلينا أمسينا (عمياء تخضب مجنونة) حروب وراء حروب مزيداً من التشريد والتدمير والتخريب، محن وأهوال ونهب وخداع وحروب متعاقبة على البلاد (عربي أخرط من أخيه).

 أصبح المواطن يعاني من تردي الأوضاع والأحوال والمشاكل ومازال المسكين يحلم بأمل جديد يعيد له البسمة التي اختفت من على شفتيه ولا تزال الأحلام تراود خياله كل صباح ومساء لعل وعسى ويغير الله من حال إلى حال وتنتهي الاغتيالات والمهاترات والمؤامرات ويعم البلاد الأمن والاستقرار وتختفي الفوضى والفساد والمحسوبية وتوريث المناصب ويعين (الموظف المناسب في المكان المناسب) وإصلاح الوظيفة العامة للدولة والإدارة العامة التي تعاني منها البلاد نتيجة غياب الرؤية السياسية وتعدد مصادر اتخاذ القرار التي جعلت الحاكم مهما كانت نواياه طيبة أشبه ما يكون بـ (شاهد ماشفش حاجة)!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى