الأيام القادمة تنذر بالأسوأ!!

>  من خلال الاستقراء للمشهد القادم يتجلى لنا أن الأطراف في هذه الحرب لا تريد وقفها بتاتا، وكل طرف منهم (التحالف والشرعية والحوثة) يسعى فقط لتحسين موقفه وحفظ ماء الوجه غير عابئين بمصير الشعب جنوبا وشمالا.
أحمد عمر حسين
أحمد عمر حسين

وأما الأطراف الدولية (مجلس الأمن والخمسة الكبار بالذات) فلا يبدو سعيها صادقا لوقف الحرب وإيجاد حل حقيقي من خلال جذر هذه الحرب الضروس التي تسببت بداية بها قوى النفوذ الشمالي جميعها (الإصلاح والمؤتمر والحوثة).

ففي الأساس لأي حل محلي ودولي وإقليمي يجب أن يقر بأن فشل الوحدة السلمية بين دولتي اليمن في 22 مايو 1990م هي جوهر ولب الحروب منذ بدء الاغتيالات ومن ثم شن الحرب على الجنوب عام 1994م.
هذه هي المشكلة بشحمهاولحمها وعظمها فقوى النفوذالشمالية والتي كانت تتقاسم السلطةوالثروة في الشمال بعد سبع سنوات حرب بين الجمهوريين والملكيين والتي تمت بتوافق تلك القوى وبرعاية سعودية وتقاسمت النفوذ بالمناصفة.

إلا أن مجيء صالح للرئاسة في الشمال بدأ تدريجيا يخل بهذا الاتفاق وينقضه خطوة خطوة، حتى جاءت الوحدة بين دولتي الجنوب والشمال فوجدها «صالح» فرصة ثمينة للإخلال بالاتفاق بشكل جلي ومتهور وكانت مساحة وثروة الجنوب هي الحافز القوي لنهجه الذي خرق معادلة التوازن المعهود بين قوى النفوذ بالهضبة.

ولولا الوحدة لما فكر صالح في فكفكة وضرب تحالفات الشمال المتعارف عليها بينهم.
المجتمع الدولي يبدو انه ليس جادا في إيجاد حل حقيقي يعتمد على السبب الأول والحقيقي (فشل الوحدة) وليس بالبحث عما استجد بعد ذلك من أسباب ثانوية تداخل فيها العامل الإقليمي.

ما يرشح للسطح من المجتمع الدولي كإنما يريد أن يوقف الحرب الإقليمية الظاهرة وسيترك الحروب الداخلية والبينية تنطلق ولا نعلم إلى متى وهذا هو الأخطر.. إذ أنه يتبدى للعيان وكأنه سيوقف الإقليم فقط ويترك الداخل ينطلق في دوري دموي «شمالي شمالي» و «جنوبي جنوبي» و «شمالي جنوبي»، وهذه والله جريمة العصر..

إذ أن الشرعية والتحالف وهما بالحرب المباشرة والمسؤولية الملقاة عليهما لم يستطيعا أو تعمدا إيصالنا إلى هذا الفساد المقيت وتدهور العملة المخيف، وأوصلانا إلى المجاعة، فكيف سيكون الحال مع مثل هؤلاء الأطراف عديمي المسؤولية والصدق والمصداقية.. كيف سيكون الحال وخاصة في الجنوب بالذات؟
إننا نحمل الخمسة الكبار بمجلس الأمن تبعات ما سيحدث لا سمح الله، لأنها في حالة حروب أهلية أو جهوية ستحصل جرائم حرب ومجاعات، ونتمنى من الله أن لا يحصل ذلك.

لكن هذا استقراء لما رأيناه قبل الانقلاب وبعد العاصفة والآن كما نلمس أنهم غير مهتمين بجذر وأساس المشكلة.
نعم نريد وقف الحرب، لكن من الجميع وعلى أساس واضح ويمنع نشوء حروب صغيرة ربما كما ينظر لها من وجهة نظرهم.

لست مع الحرب من كل الأطراف ابتداء من الانقلاب، ولست مع التدخل المباشر والذي أنتج ما انتجه..
ما الذي أعده أبناء الجنوب والانتقالي أولهم فيما لو حصل ما نخاف منه؟ وفي ظل اللادولة في الجنوب بالذات ولا موارد ولا حليف حقيقي مساند لنا.. وكذلك في ظل نزوح كبير جدا نحو الجنوب وعدن بالذات وجلب الأفارقة باستمرار، رغم أن اليمن يعيش حربا منذ أربع سنوات، فمن هي الجهات التي تلعب بورقة التغيير الديمغرافي في وضع حرب ووضع اللادولة؟
لست محبا للتشاؤم ولا لبث الرعب، ولكن تلك استقراءات خطيرة أرى شواهد لها وأتمنى أن يخيب الله تلك الاستقراءات.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى