مهرجان تراثي وفني يعيد إلى شبوة رونقها الثقافي والفني

> تقرير/ محمد عبد العليم

>
استعادت محافظة شبوة نشاطها الفني والثقافي بعد انقطاع طويل جراء الحروب والصراعات التي شهدتها البلاد، فكانت شبوة (الحضارة والتاريخ والفن والثقافة، والتي تزخر بموروث شعبي متنوع) على موعد مع المهرجان الأول للتراث والفنون، برعاية من وزارة الثقافة اليمنية.

المهرجان الذي انطلق في أجواء آمنة ومستقرة تعيشها محافظة شبوة، بعد تثبيت أمنها واستقرارها من قِبل قوات النخبة الشبوانية، حيث افتتحت فعاليات المهرجان الأول للتراث والفنون، نظمه فنانون ومثقفون وشباب من مختلف مناطق شبوة، وذلك في مركز الشاعر يسلم بن علي الثقافي بمدينة عتق (عاصمة المحافظة).


وتنوعت الفعاليات ما بين عروض تراثية وأهازيج شعبية، ومعرض الموروث الشعبي الذي احتوى على 9 أجنحة للعادات والتقاليد من كل أنحاء محافظة شبوة، وتخللت الأجنحة ما بين معروضات للحرف اليدوية، والمنسوجات، والحياكة، والمشغولات اليدوية، والعسل الشبواني بأنواعه، والصور الفوتوغرافية، والأدوات القديمة والتقليدية، والتشكيلات، والمجسمات، وأدوات الحرف المتنوعة، وعروض يدوية من إدارة محو الأمية وتعليم الكبار بشبوة.

مشاركات المهرجان
ومن بين المشاركات في المهرجان تطريز ثياب وملابس النساء الشبوانيات، وتصاميم ثياب الزفاف بخصائص تقليدية محلية كانت علامة بارزة وفارقة في معرض شبوة للتراث.
تقول خلود الحارثي لـ«الأيام»: «إن تطريز ثياب النساء عادة شبوانية مميزة تميزت بها شبوة، وهي لباس العروس في الزواج».


وفي مشهد آخر تظهر الأدوات الخزفية من طراز الخوص التي تستخدمها النساء في حفظ الأكل والغذاء، وكان لها حضور بارز في المعرض.
وتقول أمين عام اتحاد النساء بشبوة، سماح الخضر: «إن الأدوات الخزفية تستخدم في حفظ الطعام، وهي صناعة محلية شبوانية».


وأضافت سماح «شبوة اليوم وبإقامة هذا المهرجان الثقافي الكبير قد نفضت الغبار عنها، وأظهرت حضارتها وتاريخها الأصيل الغني بالموروث الشعبي المتجذر في التاريخ».
وأكدت بأنها «ستكون مثلما هي تريد أن تكون، وليس كما يريد لها الآخرون، في إقامة هذه الفعالية الثقافية المميزة التي تشهدها شبوة لأول مرة في تاريخها».

تفاعل كبير
أما مديرعام الثقافة في محافظة شبوة، محمد سالم الأحمدي، فقال عن المهرجان: «إن تفاعل الجميع مع هذه التظاهرة الثقافية الفنية البديعة، التي شارك في فعالياتها ثلاثمائة وسبعين شاباً وشابة نجح المهرجان».


ونوّه إلى أن «فعاليات المهرجان، والتي قامت على ثلاث فترات، وعلى جلسات دان، وسمرات شعبية شبوانية، ومسرحيات وصباحيات شعرية بالشعر العامي والفصيح، وعرض أفلام وثائقية وروائية قصيرة، وفعاليات أخرى متنوعة».

تواصل الفعاليات
وتتواصل في قاعة الشاعر يسلم بن علي، بمركز الثقافة في مدينة عتق بشبوة، فعاليات مهرجان التراث والفنون الأول، والذي يُقام على مدى ثلاثة أيام متتالية، في بادرة ثقافية يقيمها مكتب الثقافة لإظهار كنوز شبوة التراثية خلال الحقبة الزمنية ومراحلها التاريخية التي تزخر بها المحافظة غرباً وشرقاً وشمالاً وجنوباً، في مختلف مجالاتهم الحياتية، وعلاقتهم بالحضارات من عصور تاريخية مختلفة.


وفي المهرجان الذي شهد انطلاقته الأولى بمشاركات وحضور شعبي حاشد من مخلتف مديريات شبوة، وبعروض مختلفة، وأجنحة تراثية متعددة في نواحي القاعة الثقافية، تحكي حياة البساطة القديمة التي عاصرها الأجداد، وعودتها في إشراقات جميلة، جعلت من شبوة جمالاً وعنواناً لما تزخر به من موروث على الصعيدي الثقافي والحضاري.

الحضور في فعاليات المهرجان أشادوا بما شاهدوا من «تنظيم على مستوى عالٍ، وفي غاية الروعة والجمال»، مشيدين بفضل شباب شبوة، الذين شمروا على سواعدهم، وكثفوا أعمالهم لإخراج المهرجان في مستوى كهذا، وكان المهرجان قطف الثمار، وإعادة شبوة لماضيها، نتاج تلك الجهود المبذولة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى