لن نكون استثناء

> هي محادثات ماراثونية لاشك، فالقضايا كثيرة ومعقدة، ما يتطلب الأمر وقتاً للمضي باتجاه تحيدد إطار التفاوض السياسي الذي تحمل ملفاته الكثير من القضايا والتفاصيل.
فكرة استبعاد الطرف الجنوبي ليست ممكنة وفق كافة المعطيات لأن أي حلول قادمة ينبغي أن ترتكز على أسس صحيحة ومنطقية وعادلة ما لم فمصيرها الفشل من منظور أن التفاوض بين الأطراف أتى إثر حرب دامية ومازالت رحاها تدور.

من ناحية أخرى ينبغي أن يحول الجنوبيين أمر الإقصاء والتجاوز الذي ربما استمرأته الأطراف التي تريد التحاور بمعزل عن الجنوب وقضيته الرئيسية التي لا يمكن بأي حال تجاوزها. يمكننا تحويل هذا الإقصاء، الذي لا أظنه واقعيا ولا منطقيا ولا يعبر عن آفاق سياسية، لحلول عادلة يمكن تحويل ذلك بالقسمة للجنوب الذي لا شك استشعر مدى خطورة هذا التوجه أو التفكير الذي لا يختلف في جوهره عن ذلكم التعاطي مع الجنوب قبل الحرب من قبل النظام الحاكم حينها

إلى مصدر قوة لوحدة الصف الجنوبي وقواه السياسية التي ينبغي لها أن تدرك أن مستوى تبايناتها تكون معززة لهذا التوجه الإقصائي
ما يعني ان بمقدور كافة الأطياف السياسية الجنوبية خلق حالة توافق غير مسبوقة من منطلق ما يواجه الجنوب من تحديات على صعيد النيل من حقوقه العادلة والمشروعة.

فالطريقة التي تعاطف عبرها كافة الأطراف بما فيها المبعوث الأممي مع الجنوب مستفزة للمشاعر الجنوبية، ربما رأينا تعبيرا عنها في كافة وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي وهي معمقة لإنكاء جرح لم يبرأ بعد بالنسبة للجنوبيين، فقبل أيام سمعت ملخص ما قاله أحد المداخلين على إحدى الفضائيات حين سأل عن التمثيل الجنوبي ولماذا غاب من محادثات السويد؟ فكان الرد عجيبا غريبا من المتحدث الذي قال إن الجنوبيين ممثلين في المحادثات عبر جماعات الحوثي أي أسماء جنوبية هي من قوام الحوثي تمثل الجنوب.. مضيفاً القول بأن «هناك في وفد الشرعية من هم من الجنوب وهو ما يجعل الجنوب ممثلا عبر هؤلاء»!!

مثل هذا الطرح المؤسف لا يمكنه إلا أن يجعل أبناء الجنوب يدركون أن هناك أجندة خفية متعلقة بالجنوب وهي قطعاً لم ولن تكون سارة.. دون شك الأمور ليست بهذه البساطة مطلقاً، ولا يمكن حل قضايا بهذا المستوى من التعقيد والأهمية وفق رغبات معينة، لأن هذا الطريق تم تجريبه ولم تكن نتائجه إلا ما بلغناه من حروب ودماء وتدمير، ولا يمكن أن تأتي الحلول القادمة لتكرر نفس النمط. القضية الجنوبية لا يمكنها أن تستبعد، وهي حتماً ستكون حاضرة وبقوة في المسارات السياسية اللاحقة.

بقي علينا كجنوبيين إدراك أهمية التعاطي مع المسألة من منظور أن الأمر يرتبط بحق لا يمكن تجاوزه من أحد، في حين أن مستقبل الأجيال في الجنوب مبني على أساس تلك الحلول التي ينبغي لها أن تؤمِّن للأجيال حياة كريمة تحت سماء وطنهم ولا مجال مطلقاً للعواطف بهذا الشأن، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فهل الجنوب تستحق منا بذل مزيد من الجهود في سبيل التوافق من أجل مصلحة وطننا، فالخوف نابع من إقصائنا لأنفسنا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى