الدكتور جعفر الظفاري وكتابه (الشعر الحميني) في اليمن

> كتب/ عبدالباري طاهر

>
بدأ الدكتور جعفر الظفاري كتاباته الأولى وأبحاثه في الثقافة الجديدة و14 أكتوبر وكانت أبحاثه الجدالية مغايرة ومختلفة حد المصادمة مع السائد المستقر والمألوف.. الفصل الأول من رسالته للدكتوراه منتصف الستينات في لندن عن الحميني اليمني هي أول بحث علمي عن هذا اللون من الشعر في اليمن الذي أسس للأغنية اليمنية، والذائقة الشعرية والإبداعية الرفيعة.
أعد الدكتوران: محمد عبده غانم رسالته عن الأغنية الصنعانية وعبد العزيز المقالح «شعر العامية في اليمن» ونشرت عدة دراسات وأبحاث عن هذه القصيدة الفصيحة الملحونة والتي تمزج بين العامية والفصحى، وتجدد في الموشح الأندلسي، بل تبتدع لونا من الشعر الخارج على الفصحى والتمرد على الأوزان الخليلية، والمؤسس للون من الذائقة الشعرية والنغم الموسيقي أثرى الوجدان اليمني وامتد سيله العارم إلى الجزيرة العربية كلها. 

الشعر الحميني في اليمن 
يقع الكتاب المتوسط الحجم في 243 صفحة، وتشمل على مدخل من سيرة المؤلف بقلم الدكتور أحمد علي الهمداني والمدخل دراسة عميقة وبحثية تكشف عن جوانب حيوية ومهمة من سيرة الباحث المجدد والشجاع الظفاري.
ومقدمة المؤلف «وقفة حول المصطلح الحميني».. تاريخ الشعر الحميني في اليمن محور الشعر الحميني في الدواوين اليمنية شعر الموشح العربي في الديار اليمنية دراسة الباحث نقد علمي إبداعي ومعرفي يتبع البدايات الباكرة «الحميني» نشأت المصطلح. ويعرفه بدقة ودراية ويميز بينه وبين الحكمي، كما يفرق بينه وبين الساحليات المواويل والبال بال «الباله» ودوينيات وحلاوي وموشحات وإلخ.

يدرس النظرة الاستعلائية لجل العلماء والمؤلفين الذين كانوا ينظرون إلى الحميني نظرة زراية واستحقار لاقترانه باللحن وبالألفاظ العامية وتكسير عمود الشعر وتعدد البحور وعدم التقيد بوحدانية التقفية. 
ثم يدرس تاريخ الشعر الحميني في اليمن متتبعا البدايات الأولى لظهور هذا اللون ناقدا ومفندا العديد من المقولات حول بداية معينة للشعرية الحمينية، ويستقري الروافد الكاثرة التطور والغنى والتنوع ويقرأ نماذج ابن فليتة والمزاح والحكاك والعلوي والإمام الواثق وابن شرف الدين والعنسي والآنسي الابن والأب، ويأتي على ذكر ابن علوان وعبد الهادي السودي الذي يعطيه اهتماما لائقا التحاقه بالجامع الكبير ودراسته المعمقة للدواوين والسفائن والعديد من المراجع الأدبية قديما من تقديم مبحثه الذي يمثل ريادة وفهما عميقا لهذا الأنموذج الأثرى والأكثر التصاقا بالحياة وذائقة المجتمع والعصر.

في الفصل الثالث يدرس «بحور الشعر» يقرأ السكون في الأنموذج الحميني ودوره في استقلال النغم النابع من اللهجة الدارجة يرى أنه لم تحدد أوزان الشعر الحميني في الدواوين والسفن مما يعلل تذمر القاضي أحمد ابن الحسين فقد أوضح صاحب تاج العروس بأن بحور الشعر الحميني تنتمي إلى البحور الخليلية أن الميل لمعارضة العروض والضرب واختلاف الأقسمة طولا واستعمال أكثر من وزن في عدد لا بأس به من الخمينيات قد تمنع الإنسان من رسم بحور الشعر الحميني ولكن القطع المتأني والجاد يظهر بأن للشعر الحميني بحورا محدودة ويضرب أمثلة لذلك.
ويدرس الموشح العربي في الديار اليمنية آتيا على بداية الاتصال والانتشار مقسما الموشح العربي إلى نوعين رئيسيين المبيت والمنتظم، ويدرس الأنموذجين اللذين ينتمي إليهما جل المتوافر من الشعر الحميني مشيرا إلى دور الزريعيين المنتمين إلى الطائفة الإسماعيلية وذوي الجذور الهمدانية في انتشار الأدب والشعر والتجويد، الرسالة مليئة بنماذج الحميني بنماذجه المختلفة والغنية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى