الموت الذي لا يتوقف!

> ظنين الحوشبي

>
 
ظنين الحوشبي
ظنين الحوشبي
لم تمض ساعات على لقاء جمع طرفي الصراع المتمثل بوفدي (الشرعية والانقلابيين) على طاولة واحدة في العاصمة السويدية (ستكهولم)، إلا واستبشر الجميع خيرا بقرب بوادر إنهاء الصراع الذي لم يترك بيتا في اليمن إلا وأشعل جحيم النار فيه.. ولعل كاتب المقال واحد ممن ذهبت أنظارهم نحو العاصمة السويدية ستكهولم بانتظار ساعة فرج وخلاص قد يفضي إليه المتحاورون هناك لنلملم بعدها الآهات ونضمد جراحات وطن يتسع جرحه النازف يوما بعد آخر.. وطن تنعدم فيه الثقة بين فرقائه السياسيين بين ساعة وأخرى.

لم تنته الجولة الأولى من مفاوضات السويد إلا وظهرت بوادر اتفاق سياسي يقضي بوقف التصعيد العسكري والإفراج عن جميع أسرى الحرب ومعتقليه، وتسليم ميناء الحديدة لسلطات البلاد الشرعية شمالا إلا وزادت ثقتي بأن الصراع سيؤول إلى نهايته وأن بوادر السلام ستعم كل أرجاء الوطن.
وهكذا ظل التفاؤل لغتي التي أتحدث بها ولسان حالي كما هو لسان حال الكثير من أبناء هذا الوطن، مع أن الجميع أدرك حجم النفاق السياسي الذي تتصف به المليشيا الحوثية وعملية نكث المليشيا للعهود والمواثيق التي تبرمها مع الخصوم.

ترقبت إعلان جريفيثس موعد دخول هدنة وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بين طرفي الصراع في منتصف ليل الثلاثاء المنصرم، وكنت حينها أدرك أن القتال سينتهي وسيفتح الحصار وسينتهي الموت الذي بات يحصد مواطني هذا البلد على امتداد فترة الحرب.
يسمع صوت انفجار قادم مصدره إحدى القرى المجاورة لنا نحن في مسيمير لحج، تفحصت في ثنايا ذلك الأمر فتبين لاحقا أن لغما أرضيا انفجر بدراجة نارية كانت تقل رجلا وابنه ونسيبه في إحدى قرى ماوية النائية وقد تطايرت أجسادهم أشلاء في الأرض وارتقت أرواحهم نحو السماء.

يالله إلى متى ستظل دماء الناس مهدورة في قاموس المليشيا الحوثية؟! وما هذا العبث الدموي الذي لم ينته بعد؟! وما هذه الأحلام الوردية التي تحملها مليشيا الموت القادمة من مران بحق مواطني هذا الشعب؟!
قلت اذا حتى وان أوقفت الحرب أوزارها بفعل الضغط السياسي على وفدي مفاوضات السويد فان الموت لن ينتهي بانتهاء هذه المفاوضات يا سادة..! سنظل نحصد ثمار أربعة أعوام من الاقتتال والصراع الداخلي

وسنحصد ثمار جيل لا يعرف إلا لغة العنف والبندقية.. سنحصد ثمار دمار نفسي ضرب النسيج الاجتماعي على امتداد هذا الوطن.. ستقتلنا ألغام زرعتها كائنات مران في كل ممرات وطرقات هذا البلد إذا لم يدرج بند إزالة الألغام كأولوية في أي مفاوضات وتفاهمات سلام قادمة ، ستظل رقعة الظلام قاتمة لكننا سنفتح ثقبا للنور في وجه هذا الظلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى