«الشرعية» تدخل الحديدة وقوات الحوثي تعزز وتستنفر.. فمن يسحب قواته أولا؟

> «الأيام» غرفة الأخبار

>  حكومة الشرعية تدخل مركز محافظة الحديدة، وهي المرة الأولى التي تصل فيها «الشرعية» قلب المدينة منذ سيطرة الحوثيين عليها قبل نحو ثلاثة أعوم.. الشرعية دخلت الحديدة ليس لأن قواتها هزمت الحوثيين وأجبرتهم على الانسحاب من المدينة، ولم يكن الدخول على متن عربات ومدرعات جيشها الذي يرابط منذ عام في ضواحي المدينة دون تحقق أي اختراق لحواجز الحوثي ودفاعاته، الشرعية دخلت أمس مدينة الحديدة على متن سيارات تابعة للأمم المتحدة للقاء الحوثيين ومفاوضتهم على سحب قواتها (الشرعية) التي اقتربت من الميناء وأوشكت أن تحرر مركز المدينة. فقد وصل أمس الأربعاء وفد من حكومة الشرعية إلى الحديدة واجتمع مع وفد الحوثيين بحضرة لجنة المراقبة الأممية التي يترأسها الجنرال الهولندي المتقاعد باتريك كومارت، حسبما نقلت وكالة الصحفة الفرنسية عن مسؤول في حكومة الشرعية.
وذكر المسؤول، أن ممثلي الشرعية «تنقّلوا على متن سيارات تابعة للأمم المتحدة» للدخول إلى مدينة الحديدة حيث ينعقد الاجتماع.

واللجنة التي يقودها الجنرال كومارت، مكلّفة مراقبة وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، والذي تم التوصل إليه في محادثات سلام في السويد هذا الشهر، وتطبيق بندين آخرين في الاتفاق ينصان على انسحاب الحوثيين من موانئ المحافظة، ثم انسحاب الأطراف المتقاتلة من مدينة الحديدة.
وتضم اللجنة من جانب الشرعية نائب رئيس الأركان العامة اللواء صغير عزيز، والمسؤول في الاستخبارات اللواء محمد عيضة، بالإضافة إلى القائد في الجيش العميد أحمد الكوكباني، وعن الحوثيين، نائب رئيس الأركان التابع للجماعة اللواء علي الموشكي وقائدين آخرين، هما العميد علي سعيد
الرزامي، والعميد منصور أحمد السعادي
ورغم أن المجتمعين لم يعلنوا عن نتائج عملية إلا أن مصادر عسكرية يمنية من خطورة استمرار الجماعة الحوثية في خرق اتفاق وقف إطلاق النار على الرغم من وجود رئيس فريق الإشراف الأممي في المدينة.

ووفقا لما نقلته جريدة الشرق الأوسط عن المصادر ذاتها فإن عناصر الجماعة الحوثية استغلوا التزام القوات الحكومية المسنودة من التحالف الداعم للشرعية بالهدنة وكثفوا من تحركاتهم في خطوط التماس واستحداث المزيد من الحواجز والمتارس القتالية. وطبقاً للمصادر، حشد الحوثيون العشرات من عناصرهم باتجاه مواقع تمركز القوات الحكومية والمقاومة قرب «مركز سيتي ماكس، وخلف معسكر الدفاع الساحلي قرب مجمع إخوان ثابت ومستشفى 22 مايو» في الجبهات الشرقية للمدينة.

وكان المتحدث الرسمي باسم التحالف الداعم للشرعية العقيد تركي المالكي، أفاد بأن الجماعة الموالية لإيران قامت بخرق اتفاق وقف إطلاق النار منذ سريانه في 18 ديسمبر الحالي نحو 140 مرة حتى الأحد الماضي. وفي الوقت الذي تحاول فيه الجماعة الحوثية خداع الفريق الأممي الذي يترأسه كومارت عبر إلباس عناصر ميليشياتها زي الشرطة وإظهارهم على أنهم هم قوات الأمن المحلية للبقاء في المدينة، ظهر مشرف الجماعة في الحديدة أبو علي الكحلاني إلى جوار الجنرال الهولندي وهو يرتدي بزة لرجال الأمن برتبة عسكرية رفيعة، الأمر الذي أثار حفيظة الناشطين اليمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتطمح الجماعة الموالية لإيران إلى الالتفاف على اتفاق السويد وقرار مجلس الأمن عبر المطالبة بإبقاء عناصرها في المدينة بعد أن ألبستهم لباس الشرطة، والزعم أنهم هم الشرطة المحلية وليست التابعة للحكومة الشرعية. واستطاعت الجماعة الحوثية منذ انقلابها على الشرعية أن تحوّل مدينة الحديدة وبقية حواضر المحافظة الساحلية إلى ثكنات عسكرية للآلاف من عناصرها الذين استقدمتهم من صنعاء وعمران وصعدة وحجة، قبل أن تقوم بإحلال المئات منهم في مفاصل العمل الإداري والمالي والأمني بما في ذلك ميناء الحديدة وبقية الموانئ.

وجاءت هذه التطورات قبل يوم واحد من الاجتماع المرتقب للجنة المشتركة من الفريق الأممي وممثلي الحكومة والحوثيين والتي ستتولى أعمال الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار وإعادة نشر القوات وانسحاب مسلحي الحوثي من المدينة والموانئ، تنفيذاً لاتفاق السويد وقرار مجلس الأمن الدولي 2451.

وذكر شهود محليون، أمس، أن عناصر الجماعة الحوثية «نصبوا أسلاكاً شائكة على جانب طريق خط الشام مقابل صوامع هائل سعيد مع تكثيف نصب الحواجز بالحاويات والسواتر الترابية»، وهو ما يعني -طبقاً للمراقبين اليمنيين- تعزيز الجماعة لقدراتها الدفاعية وتحصيناتها عوضاً عن التأهب للانسحاب من المدينة.

في غضون ذلك طالب ناشطون محليون في الحديدة، الجنرال الهولندي، بالإسراع في تنفيذ الاتفاق بما يضمن إخراج المسلحين الحوثيين من مئات المنازل التي يتحصنون فيها وإعادة سكانها، وإخراج المدافع والصواريخ ومخازن الأسلحة من وسط الأحياء السكنية ونزع الألغام، إضافة إلى فتح الطرقات وإزالة الحواجز الترابية والسواتر الخرسانية التي تعيق حركة المدنيين في شوارع المدينة.

وفي حين يشكك العديد من المراقبين اليمنيين في جدية الحوثيين في تطبيق اتفاق السويد بشأن الحديدة، وصف العميد طارق صالح نجل شقيق الرئيس الراحل علي عبد الله صالح، والذي يقود ألوية المقاومة الوطنية المرابطة مع بقية القوات الحكومية على أطراف المدينة، عناصر الحوثيين بأنهم يعيشون على الدم ولا يريدون السلام. وقال في تغريدة على «تويتر»: «نحن نحارب كي نفرض السلام». وأضاف: «العائشون على الحرب ودماء الشعب اليمني وإثارة الأزمات لا يريدون السلام وسيعملون على إفشال أي اتفاق»، في إشارة إلى الخروق الحوثية المتكررة لوقف إطلاق النار.

وكان الجنرال الهولندي قد وصل إلى عدن، السبت الماضي، والتقى فيها ممثلي الحكومة في لجنة التنسيق والإشراف على إعادة الانتشار وتطبيق اتفاق السويد، قبل أن يتوجه إلى صنعاء للقاء ممثلي الجماعة الحوثية ومنها إلى الحديدة التي زار ميناءها وتجول في بعض أحيائها، الإثنين الماضي، في انتظار التئام الاجتماع الأول للجنة التي يترأسها.

ولم يدلِ كومارت بأي تصريحات رسمية، لكنّ موقع الأمم المتحدة كان قد نقل عنه أنه متفائل بتعاون الأطراف اليمنية من أجل تنفيذ اتفاق السويد وإنجاح مهمته الأممية التي ترى فيها الحكومة الشرعية استعادة للحديدة وموانئها بأقل الخسائر من قبضة الميليشيات.
وبينما لم تتوقف الجماعة منذ وصول كبير المراقبين الأمميين إلى الحديدة عن الاستمرار في نهب المؤسسات الحكومية والحاويات الموجودة في الميناء، استمرت كذلك في قطع خدمة الإنترنت عن المدينة، ضمن الحصار الذي تفرضه على السكان، خشية أن يقوموا بنقل انتهاكات الجماعة إلى العالم الخارجي.

ويفترض أن تنسحب الجماعة من المدينة بموجب اتفاق السويد خلال أسبوعين من وقف إطلاق النار في المرحلة الأولى الذي ترافقه إعادة نشر قوات الحكومة وجماعة في خطوط التماسّ على ضفتي الطريق المؤدي إلى صنعاء، وصولاً إلى إعادة انتشار ثانية تحددها لجنة التنسيق الأممية إلى خارج الحديدة في غضون 21 يوماً.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى