رأس العارة بلحج.. سلة ذهب لم تُستغل

> هشام عطيري

> > تتميز محافظة لحج بوجود شريط ساحلي طويل تحتضنه مديرية المضاربة ورأس العارة التي تعد من المديريات التي يتوزع سكانها بين الساحل والمناطق الجبلية على شكل مناطق وتجمعات سكانية مختلفة للعديد من القبائل المشهورة في المنطقة.
اختلفت زيارتي التي قمت بها خلال الأيام الماضية إلى منطقة رأس العارة الساحلية عن الزيارة الأولى قبل عقد من الزمن، فالمنقطة شهدت تغيرات جذرية كبيرة وتوسعات طالت مناطق شاسعة، حيث بدأ فيها البناء الإسمنتي يظهر هنا وهناك وإقامة بعض المشاريع الخاصة وبناء المساجد وانتشرت الأسواق والمحلات التجارية لبيع مختلف البضائع، وأنشئت طريق إسفلتي فرعي يوصلك إلى موقع الإنزال السمكي في المنطقة، فيما لا زالت رأس العارة تحتفظ بطابعها القديم في بناء المنازل من الخشب؛ فتجد مئات المنازل المصنوعة من الخشب تحتمي فيها الأسر من لهيب الشمس الحارقة ورياح البحر الباردة.


كيف أصبحت المنطقة بعد مرور عقد من الزمن؟

رغم أن منطقة رأس العارة تعد من المناطق الجاذبة للسياحة الداخلية والخارجية إلا أنه لم يتم استغلالها بالشكل المطلوب كغيرها من المناطق الساحلية لتكون المنطقة سلة الذهب للمحافظة ورافداً أساسياً لدخل مالي استثنائي بسبب عدم وجود الخطط والبرامج طويلة المدى التي لم تضع من قِبل المختصين في المحافظة منذ تعاقب الكثير من المحافظين عليها على مر السنين، فهي تعد، بالمقام الأول، منطقة جذب سياحي إذا تم استغلالها بالشكل المطلوب من قِبل الجهات المختصة وبتعاون أبناء المنطقة أنفسهم، فلم تجد قيادات المحافظة في حسبانها تطوير المنطقة واستغلالها بالشكل المطلوب.


التوسع العشوائي المتواصل يفقد المنطقة رونقها

عشرات الصيادين يعملون في المنطقة وبعضهم جاء نازحاً هارباً من المليشيات ليعمل ويكسب لقمة عيشه بالصيد في المنطقة، فهي تعد من المناطق الغنية بالأسماك رغم تعطل العديد من المنشئات السمكية وجهود المحافظة والوزارة وهيئة الاصطياد الساحلي في إنشاء مشاريع لسان بحري ومنشئات سمكية لمساعدة الصيادين واتساع نشاطهم.
التوسع العشوائي المتواصل وغير المنظم، وهو السائد حاليا، يفقد منطقة رأس العارة حالة التميز والجذب السياحي في ظل انعدام توفر الإمكانيات للسلطة المحلية في المديرية كغيرها من المديريات في المحافظة؛ لتنظيم العملية والتخطيط الحضري للمنطقة.

وتحركت السلطة المحلية بالمحافظة في السعي لإنشاء منفذ بحري جمركي لمحاربة التهريب يدفعها أيضا إلى محاربة هذا التوسع غير المنظم في المنطقة الذي يعد شوكة في خاصرة المحافظة.
وضع منطقة رأس العارة وغيرها من المناطق الساحلية التي تعد مركز جذب سياحي تحتاج إلى تدخلات في العديد من المجالات بتعاون أبناء المنطقة من خلال إعادة تخطيط المنطقة تخطيطاً حضريا يساهم في إزالة هذا التشويه، الذي تعاني منه، والبحث عن جهات داعمة محلية ودولية لإنشاء العديد من المشاريع التي تسهم بنهضة المنطقة، التي حرمت من الكثير من المشاريع الخدمية والاستثمارية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى