السترات.. صفراء في باريس وخضراء في يافع

> كتب/ فهد حنش

> بعيداً عن العمل السياسي، والمظاهرات المطلبية ظهر أصحاب «السترات الصفراء» في يافع العز والشموخ على غير ما ظهر عليه المتظاهرون في أوروبا، وتحديدا في فرنسا.
ففي مشاهد جماهيرية، ومبادرات عمل طوعية غابت عن يافع منذ بداية تسعينيات القرن الماضي، والتي كانت سمة رئيسية لأبناء يافع آنذاك، والتي من خلالها شقت الطرقات، وشيدت المدارس، والمرافق الحكومية، والمستشفيات، والتعاونيات الاستهلاكية والزراعية، وغيرها.

فبعد أكثر من ثلاثة عقود من الزمن تم إحياء روح العمل الجماهيري في نفوس شباب يافع بقيادة كوكبة من الآباء الأجلاء من الرعيل الأول ليتنافس شباب وأهالي قرى منطقة السعدي والقرى المجاورة على التقاطر جماعات للمشاركة في المبادرات الجماهيرية التي دعت إليها اللجنة الأهلية لطريق معربان السعدي لتنفيذ الأعمال اليدوية، وبناء الجدران لحماية الطريق التي يجري شقها وتوسعتها على نفقة الأهالي وأهل الخير.


إنها القيم التي ظل الآباء والأجداد يتحلون بها ردحاً من الزمن، والتي كان يعتقد الكثيرون أنها اندثرت وإلى الأبد إلا أنها كانت كامنة في نفوس الأبناء، فحين استثيرت برزت وتجلت إلى السطح لتعبر عن الأصالة اليافعية التي يشتهر بها الأبناء من الآباء والأجداد.
وما زالت «يافع» بخير، وما زالت قيمها المتجذرة تتجدد، وأصالة ونخوة أبنائها تعبر عن نفسها، ولا تأثر فيها المتغيرات المادية أو الشكلية أو الاستهداف القيمي، الذي سعت إليه جهات معروفة للقضاء عليه، واستبدال تلك القيم بما هو أدنى وأسوأ.

بوركت سواعد شبابنا وجباههم السمر التي تلفحها حرارة الشمس، وتغبر أجسادهم بذرات الغبار لتمتزج بقطرات العرق لترسم أجمل لوحة لتعيدنا بالذاكرة إلى ألق ذلك الزمن الجميل، ويسطروا بتلك الجهود أرقى ملاحم التعاون والعمل الجماهيري والأخلاقي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى