إنفلونزا الخنازير يجتاح 81 مديرية في مناطق سيطرة الحوثيين

> صنعاء «الأيام» خاص

>  واصل إنفلونزا الخنازير حصده للمواطنين في صنعاء، إذ بلغ عدد المصابين بالإنفلونزا، أمس الجمعة، ثلاثة وعشرين حالة خلال النصف الأول من يناير الجاري.
وسجلت العاصمة صنعاء من أواخر ديسمبر الماضي وحتى بداية يناير الجاري 23 حالة مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير (N1N1)، في مؤشر خطير إلى تنامي إنفلونزا الخنازير في صنعاء وما يحيطها من المدن.
ومساء أمس الجمعة أفادت السلطات الطبّية التابعة للحوثيين في صنعاء تسجيل 79 حالة وفاة بإنفلونزا الخنازير خلال عام 2018م، وحتى منتصف يناير الجاري.

وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الحوثيين، يوسف الحاضري: «إن إجمالي عدد حالات المصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير (N1N1) بلغت 372 شخصاً؛ منها 79 حالة وفاة في 81 مديرية».
وأوضح لـ «العربي الجديد» أن «الفيروس بدأ بالانتشار قبل أشهر، والحرب المتصاعدة منذ مارس 2015م هي السبب الرئيس في انتشار الأمراض والأوبئة في اليمن».

وأكد الحاضري أن منظمة الصحة العالمية وعدت بتوفير الأدوية اللازمة لمكافحة المرض إلا أنها منذ ثلاثة أشهر لم تُقدم أي شيء، رغم أن مطار صنعاء الدولي مفتوح لجميع المنظمات الإنسانية.
وأكد المواطن محمد علي لـ «العربي الجديد» وفاة والده في المستشفى الألماني الحديث بصنعاء الأسبوع الماضي متأثراً بإصابته بفيروس إنفلونزا الخنازير.

وقال علي: «إن الأطباء أكدوا إصابة والدي بالمرض، وأعطوه أدوية، لكنها فشلت في إنقاذه، وتوفي بعد أسبوع من دخوله المستشفى».
وأبدى مواطنون مخاوفهم من تفشي إنفلونزا الخنازير، في ظل تدهور الخدمات الصحية في المرافق الطبّية الحكومية. وقال كمال المسوري: «إن السلطات الصحية في صنعاء معنية بإيجاد حلول سريعة لاحتواء المرض قبل تفشيه. فالسكان يعيشون أوضاعاً إنسانية صعبة، ولا يستطيعون توفير قيمة العلاج في المستشفيات الخاصة»، داعياً المنظمات الإنسانية إلى القيام بواجبها وتوفير الأدوية اللازمة لمكافحة المرض.

وفي السياق، أكدت السلطات الصحية في عمران، الخاضعة لسيطرة الحوثيين وفاة شخصين، وإصابة أكثر من عشرة آخرين من عمال أحد مصانع إنتاج الإسمنت، من جراء إصابتهم بذات المرض.
وقال مدير الترصد الوبائي في صحة عمران ياسر الجماعي لـ «العربي الجديد»: «إن الفيروس يصيب المواطنين بالتهابات تنفسية حادّة، والمرض انتشر بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين في المحافظة».

وأضاف «تم تسجيل 47 حالة إصابة بالمرض في عدد من المديريات، بينها خمس حالات في مصنع إسمنت عمران، فيما بلغ إجمالي الوفيات سبع وفيات، منهم حالتان من عمال المصنع».
ولفت إلى أن «الحالات المصابة تم إسعافها إلى مستشفيات المحافظة، والبعض تم نقلهم إلى مستشفيات صنعاء، وإرسال عيّنات إلى المختبر المركزي لمعرفة سبب انتشار الوباء الذي اجتاح المحافظة بشكل كبير. فالوضع الوبائي في المحافظة كارثي بسبب تدهور الوضع الصحي وانعدام الخدمات العلاجية».

وأكد تقرير صادر عن الترصد الوبائي في أمانة العاصمة صنعاء، في وقت سابق، وفاة ثلاثة أشخاص في وقت سابق من جراء مضاعفات فيروس إنفلونزا الخنازير بعدد من المستشفيات، إضافة إلى إصابة 7 أشخاص بالمرض.
وتتصدر صنعاء قائمة المحافظات الأكثر إصابة بإنفلونزا الخنازير، فيما تحتل محافظة عمران المرتبة الثانية بعدد حالات الإصابة.

وحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف المرافق الصحّية في اليمن باتت خارج الخدمة بسبب تداعيات الحرب.

وتعتبر الإنفلونزا الموسمية عدوى فيروسية حادة تنتقل عن طريق الاتصال المباشر مع شخص مصاب أو التعرض بشكل غير مباشر للفيروس نتيجة التلوث بالمفرزات التنفسية للمصاب وتؤدي إلى الوفاة إذا ما ألمت بإحدى الفئات شديدة الخطر مثل الحوامل والأطفال المتراوحة أعمارهم بين 6 أشهر و59 شهراً والمسنين والمضعفين مناعياً مثل مرضى الإيدز والأفراد المصابين بأمراض مزمنة معينة مثل الربو والأمراض القلبية أو الرئوية المزمنة.

وطبقاً لمصدر صحي في صنعاء فإنه في ظل خروج المنظومة الصحية عن الخدمة لابد من تفعيل برامج التوعية بالإنفلونزا وتوفير الأدوية والمستلزمات اللازمة لذلك وتفعيل دور مختبرات الصحة العامة المركزية وتأهيلها قبل دخول موسم انتشار الإنفلونزا.

وقال المصدر لـ«الأيام»: «لابد من رفع مستوى الوعي الصحي لدى المجتمع عن أهمية اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب موجات البرد في الشتاء».
على صعيد متصل انتشرت أوبئة في مناطق سيطرة المليشيا بشكل واسع وخاصة بصنعاء، حسب ما كشفه التقرير الصادر من إدارة الترصد الوبائي في اليمن.

وقال تقرير إدارة الترصد الوبائي: «إن هناك انتشاراً لحالات أمراض وبائية لم يثبت حتى الآن بأنها حالات إنفلونزا ولا حالات إنفلونزا الطيور ولا إنفلونزا الخنازير بالإضافة إلى تصدر الأوبئة الأخرى عام 2018م أعلى إحصائية خلال الخمس السنوات الماضية».

من جانبه، أعلن مكتب الصحة في مدينة عمران بأن خمس حالات وفاة بإنفلونزا الخنازير، والسبب يعود إلى إنفلونزا حادة وهي ضيق في التنفس، والتي تؤدي إلى التهابات تنفسية حادة ولم يتم إثبات أي حالة فيما لا يزال في انتظار نتائج المختبرات صحة المركزية بصنعاء.

وبحسب مصدر طبي فإن أسباب انتشار الوباء يعود إلى عدم التلقيح وتطعيم الأطفال أو ضعف وصول فرق التلقيح الى المحافظات ما يمنع التلقيح ضد مرضي الحصبة وشلل الأطفال.
وأضاف المصدر لـ«الأيام»: «هناك عوامل ساهمت في انتشار الوباء منها ضعف التغطية الروتينية بلقاح الحصبة في المناطق التي انتشر فيها المرض».

وتابع «بعض الأسر رفضت تطعيم أطفالها الأمر الذي ساعد على انتشار المرض بين الأطفال بسبب الإشاعات والأخبار التي نشرتها جماعة الحوثي، وبالذات في المناطق النائية والمحافظات البعيدة بأن التطعيم، يجلب العقم».
واستطرد «كما أن هناك سبباً مهماً وهو الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد خلال هذه الفترة، ولا شك أنها انعكست سلباً على المواطنين».

وفي 23 ديسمبر من العام الماضي 2018م، أعلنت السلطات الصحية بصنعاء وفاة 56 حالة مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير (H1N1) من بين 239 حالة مصابة بالفيروس سُجلت خلال عام 2018م.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى