الشيخ الحامد في جمعة العيدروس يشرح النفوس

> نجيب محمد يابلي

>
عدن هذه المدينة «الفلتة».. الجوهرة في وحل فرض عليها.. عدن المدينة الحاضنة لكل البشر حول محيطها.. عدن مدينة صانع المعروف عند من لا يستحقون ذلك.. مدينة الـ 75 ميلاً مربعا (155) كيلو مترا مربعاً، الزاخرة ببيوت الله: مسجد أبان، مسجد العيدروس بكريتر، مسجد العيدروس بالشيخ عثمان، مسجد الهتاري بالتواهي، مسجد العسقلاني بكريتر، مسجد الرحمة بالتواهي، مسجد الخير بالمعلا، مسجد زكو بالشيخ عثمان، مسجد الصومال بالمعلا، مسجد الذهيبي بكريتر... والقائمة طويلة.

زخرت عدن بالمساجد وزخر معها الخير والبر والإحسان في الزمن الجميل.. زمن الادارة والحضارة ودولة النظام والقانون.. زمن رقي الأخلاق.. زمن البر بالوالدين.. زمن العدل والإحسان وإيتاء ذي القربى.. أما الآن فقد أفلست القيم وانتشرت البلطجة.. غابت الدولة فغابت معها القيم السامية، وحدث ولا حرج!
جمعة 12 جمادى الأولى، 1440هـ الموافق 18 يناير 2019م وفي مسجد العيدروس بالشيخ عثمان اعتلى المنبر الشيخ الشاب الوجيه محسن الحامد وألقى خطبة الجمعة، رصد صورة قريبة جدا، وبلغة التصوير عمل الشيخ الشاب الحامد «لقطة زوووم» قرب فيها الواقع الكارثي المعايش برصانة بليغة جمعت بين الحصافة الفقهية والحصافة اللغوية، وبيت الحامد شأنه في ذلك شأن بيوت العلم الأخرى في عدن: باحميش، البيحاني، أبوبكر المشهور، عبدالرحمن علي أحمد، قاسم صالح السروري، محمد عوض باوزير، أحمد العبادي، الشيخ عبدالله محمد حاتم... والقائمة طويلة.

يحسب للشيخ محسن الحامد أن ميزان حسناته شهد إضافة بدخول خطبة الجمعة التي سلط فيها الضوء على أحوال البلاد والعباد، حيث دعم جملة نصائحه لأخيه المسلم بسلسلة آيات كريمة وأحاديث شريفة.. وعليه (أي المسلم) أن يذكر الله آناء الليل وأطراف النهار كلما أقدم على عمل يرضي الله ورسوله وأن يخاف الله ورسوله كلما أقدم على عمل يغضب الله كتلقي الرشوة أو ترويع المسلمين بالسلاح، وأن المرء لا ولاء له ولا طاعة إلا لله سبحانه وتعالى. وقال الشيخ الحامد إن الأخلاق غابت في كل دوائر المجتمع.. غابت الأخلاق في الشارع.. غابت الأخلاق في المدرسة.. الاحتكام أصبح للسلاح.. الطاعة أصبحت لأفراد.. غابت الأخلاق عند الزوجة.. غابت الأخلاق عند الشباب تجاه والديهم.. الدم يراق والأنفس تزهق.. والقيم تداس.

تعرض الخطيب الحامد إلى انتشار البغضاء والحقد والسلاح والقتل وغياب الأمان وفقدان الإيمان، وراح الشيخ الحامد يتلو على مسامع المصلين شتى الأذكار والأدعية، ابتهل فيها إلى ربه بصوت رخيم أن ينزع الغل عن القلوب وأن يهدى الأبناء إلى البر بوالديهم، وأن يطهر قلوبنا ويؤلف بين نفوسنا وأن يطهر ألسنتنا..
ابتهل الشيخ الحامد إلى ربه بأن يرحم شهداءنا ويشفي مرضانا وأن يهدي الكل إلى سواء السبيل، وذكّر المسلمين بأن الرجوع إلى الله حق وعلينا ألا نخاف لأن الموت معناه أن تعود إلى ربك، فإن رغبت في العودة إلى ربك فإنه (أي ربك) مع عبده إن رغب فيه، وعليك يا أخ الإسلام أن تستعد بالصالحات من الأعمال وأنت تعد العدة للرجوع إلى ربك.

رأيت الشيخ الحامد وهو يقترب كثيراً من الواقع لأنه صور الواقع عن قرب شديد، أي أنه عمل «زوووم» في تصوير الواقع، وهي قراءة صادقة صدق فيها مع نفسه ومع ربه ومع عباده الصالحين..
بارك الله فيك وفي أمثالك من خطباء الجمعة ولا تخشوا في الله لومة لائم ولا تنسوا أن شهداء كثيرين من خطباء الجمعة سقطوا في السنين الثلاث الأخيرة.

إن تقربنا من خالقنا سيتقرب منا وإذا بعدنا عنه سيبعد عنا، ولولا رحمته لضاقت بنا الأرض ولضاقت الأرزاق بضياع الأخلاق.. والله ولي التوفيق.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى