الوضع في اليمن.. إلى أين؟

> وضاح عيسى

>
وضاح عيسى
وضاح عيسى
لا يبدو أن عجلة التسوية السياسية في اليمن تعاني من المراوحة في المكان فحسب، وإنما باتت مهددة بالموت السريري ما لم يتم إنقاذ الوضع المتفاقم بسبب التصعيد والخروقات المستمرة لاتفاق السويد، الذي لم يحقق أي خطوة تذكر مما يرتجى منه رغم مرور ما يقارب شهرين على توقيعه، ومحاولات المبعوث الأممي مارتن جريفيثس والوفد المرافق إزالة العوائق أمام تنفيذ الاتفاق، فعلى أي حال سيرسو الحل في اليمن في ظل تعثر الهدنة الهشة في الحديدة وفشل خطوة إعادة الانتشار الأمني، وعدم نجاح رئيس بعثة المراقبين الدوليين باتريك كومارت ولجنته في المهام الموكلة إليه ونيته ترك منصبه الشهر القادم؟

ففي ظل الوضع المتأزم أصلاً بسبب تداعيات الحرب والحصار الخطرة على الأوضاع الإنسانية في الحديدة، يواصل طرفا الصراع خروقاتهما لهدنة وقف إطلاق النار، التي أقرها مجلس الأمن الدولي بموجب الاتفاق المبرم في ختام مفاوضات السويد في شهر ديسمبر الماضي، ويستمر قصف الأحياء السكنية بمختلف أنواع الأسلحة في محاولة يائسة لإضعاف إرادة الشعب اليمني في التوصل إلى حل سياسي يضع حداً لمعاناته الإنسانية وينهي الحرب الظالمة.

إذا كان الاتفاق واضحاً وموقعاً بين الجانبين، فأين المشكلة؟ يبدو من خلال ما يعلن أن المشكلة تكمن في آلية تنفيذ الاتفاق وفي التفسيرات والتأويلات، مع أن الاتفاق يقضي بإيقاف إطلاق النار في الحديدة، وفتح الميناء لاستقبال المساعدات الإنسانية واستمرار تدفق البضائع، بمعنى: سحب المظاهر المسلحة من المدينة والموانئ مع بقاء السلطة الأمنية والمحلية القائمة بإشراف لجنة تقوم بمراقبة ومتابعة الوضع من دون الالتفاف على ما تم الاتفاق عليه بعيداً عن التفسيرات والتأويلات التي أدت إلى فشل إدارة ملف اتفاق الحديدة.

ما يجري في اليمن وفي ظل المؤشرات، التي توحي بما يهدد اتفاق السويد، يزداد فيه الوضع الإنساني تفاقماً بسبب الحرب والحصار المتواصل، لكن أي حال يمكن أن تصل إليها الأوضاع؟ وهل هناك مؤشرات لوضع حد لتفاقم الوضع الإنساني الذي تشير تقارير أممية إلى أن أكثر من اثني عشر مليون يمني يفقدون الرعاية الصحية؟ وهل هناك من أفق لإخراج الشعب اليمني مما يعانيه بعدما بات الحل السياسي مهدداً بموت سريري؟ وإلى متى ستبقى الحرب الظالمة تقضّ مضاجع اليمن؟!

عن «تشرين» السورية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى