نائب مدير مستشفى النصر لـ«الأيام»: نعمل بجهود ذاتية ونسير العمل بالمديونية

> تقرير/ محمد صالح

>
 يُعاني مستشفى النصر العام بمحافظة الضالع من معوقات وصعوبات متعددة تمثلت في قلة الاهتمام الحكومي ونقص كبير في المواد والمستلزمات والأجهزة الطبية الأساسية كشحة مادة الأكسجين، وكذا المياه، والتغذية للمرضى المرقدين في الأقسام الداخلية، فيما يُعاني قسم الطوارئ الفجائية نقصًا في المستلزمات الخاصة وأدوية العمليات الجراحية.

مرضى مستشفى النصر
مرضى مستشفى النصر

ويُعد هذا المشفى المنشأة الصحية الحكومية الوحيدة بالمحافظة، التي يتوافد إليها المرضى من مختلف مديريات الضالع لتلقي العلاج والتطبيب، ومما زاد من تعقيد العمل الصحي فيه مغادرة منظمة أطباء بلاحدود، التي كانت تتخذ من مبناه مركزاً لتقديم الخدمات الطبية للمرضى، بالإضافة إلى شحة الدعم المقدم من قِبل المنظمات الإنسانية الدولية.

العمل بجهود ذاتية
د. محمد صالح
د. محمد صالح
وقال نائب مدير المستشفى د. محمد صالح عثمان: «إننا في إدارة المستشفى نعمل بمجهود ذاتي كون الموازنة المالية الخاصة به ما زالت ذاتها منذ عام 2011م؛ حيث كانت قيمة الدولار بـ 210 ريالات، وهذه مشكلة نُعانيها والسلطات المحلية تدرك ذلك تماماً غير أنها لم تستطع من تقديم أي دعم من شأنه أن ينتشل المستشفى من وضعه الحالي». مشيراً إلى أن «الموازنة الخاصة به تقدر بـ «ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف ريال، منها مليون ومائة ألف معتمدة كتغذية للمرضى المرقدين في المستشفى في الوقت الذي نحتاج بهذا الخصوص أكثر من مليون و800 ألف ريال، وإلى الآن نسير أعمال المستشفى عن طريق المديونية عبر مقاول التغذية».

الحرمان من المخصص المالي
وأكد عثمان أن عدم تقديم المستشفى خدماته بالشكل المطلوب، يعود إلى حرمانه من المخصص المالي المعتمد للمياه، وصيانة المباني، والأمر الذي فرض على إدارة المستشفى تغطية العجز بهذه الجوانب من إيراداته الخاصة مما أثر بالتالي على مستوى تقديم الخدمات للمرضى.

اجهزة طبية بمستشفى النصر
اجهزة طبية بمستشفى النصر

وأشار إلى أن مستشفى النصر يُعاني أيضاً معوقات كثيرة؛ منها عدم توفير مادة الأكسجين الضرورية لإنقاذ حياة المريض، والتي كانت تغطيها فيما مضى منظمة أطباء بلاحدود قبل أن ترحل.. وحالياً لا توجد أي جهة تدعمنا بهذه المادة المهمة للمرضى، لافتاً إلى أن «سعر الأسطوانة الواحدة منها يبلغ 4300 ريال، وأن ما نحتاجه خلال الشهر الواحد يقدر بـ 180 أسطوانة». 

التدخلات لا تغطي الاحتياج
وأوضح د. محمد صالح عثمان لـ«الأيام» بأنه بعد رحيل منظمة أطباء بلاحدود أصبح المشفى يعتمد على منظمة الصحة العالمية ومكتب وزارة الصحة، غير أن تدخلاتهما لا تغطي احتياجات المستشفى، فضلاً عن وجود أمراض بحالات «الهيموتيليا»، والتي لا يتوفر لها علاج بداخله، وقيمتها باهظة جدًا وغير موجودة بالمستشفيات.


وناشد نائب مدير مستشفى النصر العام، في ختام تصريحه، المنظمات الدولية والإنسانية بالقيام بدورها تجاه ما يعانيه أبناء محافظة الضالع وفي مقدمتها دعم المستشفى بالمتطلبات الأساسية للمرضى من علاج، وأجهزة طبية حديثة، إضافة إلى الاهتمام بالجوانب الطبية الأخرى لتحسين خدماتها الطبية.

الحرمان من أدوية هامة 
بدوره، أكد رئيس قسم المساهمة رئيس مركز الأنسولين بالمحافظة، عبدالهادي محسن محمد، أن علاج الأنسولين يتم توزيعه للمرضى في جميع مديريات المحافظة، وهناك إجراءات تم اتخاذها من قِبل إدارة المستشفى للحد من تهريبه إلى الخارج بغرض بيعه للصيدليات الخاصة.

أرشيف
أرشيف

وأضاف محمد في تصريحه لـ «الأيام» أنه تم صرف بطاقة خاصة لمرضى السكر تلازمهم باستمرار في حال أي طارئ أو نوبة مرضية تجتاحهم، والبطاقة التعريفية هي لإبراز نوع المرض الذي يعانيه المريض ليتجنب مسعفوه المؤثرات. 

وفيما يتعلق بعلاج أمراض الضغط، أشار إلى أن المستشفى لم يستلم هذا النوع منذ ثلاث سنوات، في الوقت الذي يأتي المرضى للبحث عنه بشكل مستمر، إضافة إلى حقن الألبومين التي يبلغ سعرها 25 ألف ريال والتي حصلنا عليها قبل ثلاث سنوات، وحاليًا غير متوفرة، والمريض بحاجة ماسة لهذا العلاج، ولهذا نواجه الكثير من الإشكاليات وصولاً إلى اتهامنا ببيعه وهذا غير صحيح، والجميع غير مدرك أنه معدوم ولم يصل إلينا منذ فترة.

نقص في الكادر
وفي قسم العيادات الخارجية تطرق طبيب الأطفال د.عمار البريهي إلى جملة من المعاناة، بالقول: «المستشفى يُعاني نقصاً في الكادر المؤهل وشحة الأدوية، وغياب الحوافز، بالإضافة إلى ضيق المكان وعدم توفر مكان كافٍ لاستقبال المرضى».

أما اختصاصي موجات فوق الصوتية، عادل عبدالله علي، فأشار لـ«الأيام» إلى أن العمل يسيّر في المشفى بمجهود ذاتي، وأن الأطباء والأقسام يعانون من قلة الاهتمام وشحة الدعم، وأن المستشفى بشكل عام يواجه ظروفا صعبة أعاقت عمله وتقديم خدماته للمرضى بالشكل المطلوب. 

مختبرات مستشفى النصر
مختبرات مستشفى النصر

وقال د.عادل عبدالله: «إن منظمة أطباء بلاحدود كانت تُعد الداعم الوحيد للمستشفى، وخروجها أثّر في أداء كافة الأقسام بعد أن كانت تغطي العجز الكبير القائم فيه».

وطالب عادل الجهات المسؤولة بتوفير الدعم والاهتمام بالمستشفى وإدارته وتوفير الاحتياجات اللازمة للطاقم والمرضى.
وزارت «الأيام» المختبر الداخلي وفيه أوضح د.عادل حسن بن حسن، اختصاصي المختبرات بالمشفى، أن هذا القسم يعاني من نقص حادٍ في توفير المحاليل الطبية الخاصة بالفحوصات الفيروسية (التهاب الكبد الفيروسي)، ونقص المعدات الطبية مثل جهاز (سبكتوبوتوميتر) الذي يساعد في فحص وكشف أهم الأمراض.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى