منطقة الجرايب بأبين.. العيش في القرون الوسطى

> مواطنون: لم ننعم بأي مشاريع منذ ثورة 14 أكتوبر

> ​ تقرير/  سالم حيدرة صالح

 منطقة الجرايب واحدة من أكثر قرى مديرية خنفر بمحافظة أبين حرماناً في المجالات الخدمية كالكهرباء، والصحة، والتربية، وخدمة المياه والتي تعد المعضلة الكبرى التي بات يكتوي بها المواطنون بشكل مستمر، إذ يتم جلب الماء من مسافات بعيدة على ظهور الحمير.
يقول الأهالي إنهم لم ينعموا بأي من المشاريع الخدمية منذ قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م وحتى الآن، ما جعلهم يعيشون ظروفًا قاسية وصعبة تتفاقم يوماً بعد يوم، في ظل غياب تام للسلطة المحلية في المديرية والمحافظة.

نسيان وحرمان
تقول المواطنة نور قاسم علي: «نعاني في هذه المنطقة من النسيان والإهمال، ونعيش ظروفًا صعبة ومعقدة في العشش، ولم توفر الدولة لنا حتى أبسط مقومات الحياة، الأمر الذي جعلنا وأبناء هذه المنطقة نقاسي الأمرين، بل إن هذا الحرمان من المشاريع مستمر لعدة عقود، وكأن حكم الموت علينا».
وتضيف في حديثها لـ «الأيام»: «جميع الأهالي اضطروا نتيجة غياب مشروع المياه إلى شرب مياه ملوثة وغير صالحة للاستخدام البشري، الأمر الذي سبب لهم إصابات بأمراض وأوبئة متعددة، كما نضطر لجلبه على ظهور الحمير من مسافات بعيدة، والمؤسف أن المنظمات الدولية الإغاثية والمعنية لم تقدم لنا أي دعم حتى الآن، فلا كهرباء ولا ماء ولا صحة، وكأننا نعيش في القرون الوسطى، نكابد من أجل لقمة العيش لا غير، بعد أن تناستنا السلطة المحلية بأبين».

وتابعت نور: «زارنا في وقت سابق المحافظ اللواء الركن أبوبكر حسين ووعد بعمل المشاريع في المنطقة لكنها وعود لم تنفذ، وقد تسبب هذا التهميش لمنطقتنا بحرمان أبنائنا من التعليم لعدم وجود مدرسة ولبعد منطقتنا عن مدينة زنجبار».
وطالبت الجهات المعنية بسرعة العمل على إيصال المشاريع الخدمية إلى المنطقة المحرومة منذ زمن طويل والتي تتمثل في توفير مشروع مياه وكهرباء تبدد الظلام ومدارس تمكن الطلاب من التعليم.

غياب المدارس
وأضاف المواطن أحمد علي عبدالله: «مازلنا نعيش في ظلام دامس لعدم اهتمام السلطة المحلية بمعاناة الأهالي فضلاً عن حرمان المنطقة من المشاريع الأخرى منذ عدة عقود من الزمن، بل إن غياب المدارس حتى الوقت الحاضر أجبر الطلاب على قطع مسافات طويلة إلى مدارس منطقة المسيمير والتي تبعد مسافة كبيرة جدا عن المنطقة».
وطالب عبدالله السلطة المحلية بالاضطلاع بمهامها وواجباتها تجاه هذه المنطقة وأبنائها والعمل على التخفيف من معاناتهم في شتى المجالات.

تخلٍ عن المسؤولية
فيما أعاد أحمد سالم عائش ما تعانيه المنطقة إلى إهمال السلطة المحلية وعدم قيامها بواجبها ومسؤولياتها تجاه هذه المنطقة وأبنائها.
فيما قال المواطن حيدرة علي سالم: «إننا نعاني كثيرا من غياب الوحدة الصحية، والتي من شأنها أن تخفف قليلاً من آلام مرضانا، بالإضافة إلى صعوبات كثيرة ناتجة عن تجاهل الجهات ذات العلاقة في المديرية والمحافظة».

المنطقة لا تتبعنا
من جانبه أوضح مدير عام المؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي م. صالح البلعيدي أن منطقة «الجرايب» تتبع الهيئة العامة لمشاريع مياه الريف بالمحافظة لبعدها عن مركز المدينة والتجمع الحضري بـ 500 متر، التابعة للمؤسسة المحلية والتي عادة ما تزيد تجمعاتها عن الفي مستفيد باعتبار المؤسسة إيرادية.
ولفت في تصريحه لـ «الأيام» إلى أن «المؤسسة ستقوم بتنفيذ العديد من المشاريع في عام 2019م وهي تنفيذ مشروع مياه لودر امصرة (المرحلة الثالثة) الذي حرم منه الأهالي منذ سنوات، وسيتم حفر بئرين في أحور، وأخيريين في مودية، بالإضافة إلى توريد معدات للمؤسسة (بوزة شفط وحفار بوكلين) ومشاريع كثيرة من البنك الدولي لتأهيل شبكات المياه على مستوى مديريات المحافظة، وهناك أيضاً تدخلات كثيرة بهذا الخصوص من قبل الهلال الأحمر الإماراتي، منها مشروع تأهيل مياه خبر المراقشة، ومشروع مياه تمحن، وحفر بئر بمنطقة النشيمة بلودر، وأخرى بمنطقة الجعادنة، وبئر في أحور، وأخرى في العطف بالخبر، ومشروع مياه لودر امصرة المرحلة الثالثة، وهو عبارة عن خط ناقل للمياه من حقل آبار امصرة إلى لودر بطول 31 كيلو مترا».

وأوضح في الختام أن «المؤسسة تواجه العديد من الصعوبات بسبب تدني الإيرادات، نتيجة عزوف المواطنين في سداد الاستهلاك الشهري للمياه».
وبات الأهالي، والذين يتخذون من العشش وأشجار السيسبان والطين منازل لهم، عرضة للدغ الثعابين ولسع العقارب والحشرات الأخرى، في ظل الظلام الدامس الذي يعيشون فيه، ولا انفراج قريبا لمعاناتهم على المدى القريب، كما يقولون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى