لكي لا نتوه عن هدفنا الجنوبي

> حافظ الشجيفي

> كلنا يدرك أن اتفاق الكلمة ووحدة الرأي وتوحد المجتمع تشكل قوة للقضية الجنوبية، وبدون ذلك لا نستطيع أن نحقق أي إنجاز يمكن ذكره على طريق الاستقلال واستعادة الدولة.
وحينما نتحدث عن تلك القوة فنحن نقصد بها النزعة الفكرية الجمعية للشعب التي تفضي بالأفراد إلى الارتقاء بمستوى الوعي العام لديهم في سبيل تحقيق الهدف المنشود بالرغم من التناقضات العقلية في الأفكار والتوجهات والآراء بين أبنائه.

وبالطبع فإننا من جهة لا يمكن أن نلغي مفهوم النزاعات والاختلافات والخلافات الاجتماعية التي تنشأ جراء التناقضات الفكرية والسياسية والثورية والثقافية حتى في ظل إجماع الشعب على هدف واحد معين.. فالمجتمع المتحرك هو ذلك المجتمع (الذي يحتوي في داخله على جهات متضادة في الفكر والموقف، حيث تدعت كل جهة الى نوع من المبادئ التي تخالف ما تدعو إليه كل جهة من الجهات الأخرى)، وهذا بالطبع لا يعد أمرا غير إيجابي أو يمكن ان يؤدي بالمجتمع إلى التفكك والانهيار إن أحسن المجتمع وقادته استغلال ذلك التناقض والتضاد لصالح الإجماع الوطني ومصلحة الشعب وأهدافه.

كما أننا من جهة أخرى لا يمكن أن نطلق على تلك التناقضات بالصراعات الاجتماعية والفكرية والسياسية السلبية، فظاهرة الاختلاف والتناقض الثورية في أي مجتمع هي ظاهرة صحية ولابد منها بشرط أن تؤدي في نهاية المطاف إلى خدمة الشعب ووحدة كلمته ولم شعثه، وبمعنى آخر أن يغلب على تلك الصراعات النزعة الاجتماعية والسياسية الموضوعية العامة وليست النزعة الشخصية الذاتية التي لا تتحلى بالمرونة.

وهو ما يجب أن تدركه أطراف الحراك الثوري والسياسي لشعب الجنوب - وأقصد- الشعب الجنوبي بكل أطيافه وتشكيلاته الاجتماعية والسياسية والثورية بل والثقافية والفكرية أيضا، ومن دون الاتفاق على وحدة الكلمة والرأي ستتفاقم الخلافات والنزاعات الصغيرة وستتحول إلى حالة احتقان ومن ثم ستقود إلى انتشار الفوضى والعنف والانقسام والتمزق وبالتالي ضياع القضية وتراجعها.
يجب أن نغلب في هذه الحالة صوت العقل والحكمة ومصلحة الشعب والوطن فوق كل الأصوات والمصالح والاعتبارات الشخصية ونتنازل عن المبادئ السياسية والثورية وقوفا عندما تقتضيه المبادئ والأهداف الوطنية الكبيرة.. فالحالة الثورية الناضجة للشعب هي انعكاس لاستقلالية ومرونة الفكر والعقل كوسيلة توحيد للجماعة تعمل على تغيير أدوات الصراع المسلح إلى أدوات سياسية وفكرية سلمية عبر لغة الحوار والتفاهم التي تلجأ إليها الأطراف لتحقيق مصلحته العلياء في جميع الحالات.

وفي ظل غياب صوت الحكمة ومنطق العقل والفكر وتغليب المصلحة الوطنية سيسود صوت الفوضى ويطغى منطق العنف ويتحول التناقض الثوري الصحي إلى صراع عصبي أو جهوي أو مناطقي أو حركي غير سوي، وحرب تمزق الشعب وتفتك بالأمن والسلام الداخلي للمجتمع،  وبغياب لغة الحوار بين كافة أطراف العمل الوطني والثوري والسياسي المشترك كوسيلة ديمقراطية لتوحيد رؤى الجميع  وفقدان العقل الاجتماعي سينجرف الشعب في أزمته الثقافية والوطنية إلى مستنقع الصراع المسلح.

وبالتالي، فإن الوسيلة الناجعة لتحقيق قوة الكلمة ووحدة الصف وتوازنه تتمثل في العمل بل في حرص الجميع على توحيد الآراء والأفكار والتوجهات السياسية والثورية في إطار سياسي واحد يستوعب الجميع على الساحة الوطنية  تدفعها المصلحة العليا للشعب نحو تحقيق الهدف العام الذي ضحى من أجله الشعب الجنوبي المتمثل في إعلان الاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى