مجاري الصرف الصحي تهدد الحوض المائي في بئر أحمد بالتلوث

> تقرير/ معين الصبيحي

>  يقع في منطقة «الكمب»، إحدى مناطق مدينة بئر أحمد الزراعية والتابعة لمديرية البريقة بالعاصمة عدن، حوض مائي يغذي معظم سكان مدينة عدن بالمياه عبر شبكة ومشروع مياه كبير تم تأسيسه من قبل البريطانيين إبّان الاستعمار، بل يُعد من أهم المشاريع الحيوية الهامة في البلاد.
مؤخراً تصاعدت الأصوات المجتمعية المطالبة الجهات ذات العلاقة بالاضطلاع بواجباتها من خلال الحفاظ عليه من المشكلات التي باتت تهدد الحوض المائي بالتلوث، نتيجة لتزايد حفر البيارات بشكل عشوائي بالقرب منه وبشكل مستمر من قبل الأهالي في ظل صمت الجهات المعنية في المديرية والمنظمات المتخصصة، على الرغم من المناشدات المتكررة من المواطنين، والمعبرة عن تخوفهم من كارثة تلوث أصبحت وشيكة.

وفرة المياه العذبة
وتم اختيار منطقة بير أحمد لحفر آبار المياه، باعتبارها أفضل منطقة في المدينة ذات وفرة للمياه العذبة، ويعود تاريخ حفر الآبار فيها من قبل القوات العسكرية البريطانية إلى عام (1919)، كما وقّعت الحكومة بهذا الخصوص اتفاقا مع الشيخ العقربي بحفر (7) آبار في الأراضي التابعة، كما نصت الاتفاقية على تموين المنطقة بالمياه مجانًا عبر توصيلات منزلية.
خزان مائي
خزان مائي


بيارات عشوائية
جبران أحمد
جبران أحمد
وقال جبران أحمد راجح، وهو أحد سكان بئر أحمد: «إن المنطقة أصبحت تعج بالبيارات العشوائية بالقرب من الحوض المائي، وإذا لم تسارع الجهات ذات العلاقة والمنظمات المحلية والدولية المهتمة بالبيئية بإنقاذ الحوض فبكل تأكيد ستحل الكارثة على الأهالي».
ناصر عطا
ناصر عطا
فيما طالب الحاج ناصر محمد عطا بـ «إصلاح شبكة مجاري المنطقة الكمب ببئر أحمد، لتجنب خطر أصبح قاب قوسين أو أدنى من الحدوث»، لافتاً إلى أن «تعثر المشاريع فيها سببه السلطات المحلية بالمديرية».

غياب الاهتمام
رضوان عبدالرحمن
رضوان عبدالرحمن
وقال رضوان عبدالرحمن محمد، وهو عضو الهيئة الإدارية ورئيس لجنة التخطيط والتنمية (الدورة الأولى 2001/ 2006) للمجالس المحلية لمديرية: «لقد عملنا بتفانٍ لتحقيق المشاريع لمراكز البريقة بدون استثناء وكانت صلاحيات قرار التنفيذ الخاصة بالمشاريع بيد المحافظة ومدراء المكاتب التنفيذية، ومن مطالباتنا في حينه أيضاً كان تنفيذ مشروع مجاري بير أحمد للحفاظ على حياة مواطني عدن قاطبة من هذا التلوث البيئي المحيط بحقول المياه نتيجة الحُفر الراشحة».

كما كان مدير التخطيط الدولي بالمحافظة آنذاك عبدالله عبدان يولي مشاريع المديرية وبئر أحمد على وجه الخصوص اهتماماً خاصاً، وهو ما تؤكده وثائق السلطة المحلية والمراسلات، غير أن سلطة المحافظة لم تولِ هذه  المشاريع أي اهتمام، لتأتي اليوم السلطة المحلية في البريقة بحضر كافة المشاريع الخدمية في هذه المنطقة ولا نعلم ما سبب هذا الإجراء، ونتمنى من الجهات المسؤولة التحرك سريعاً لاحتواء هذا الخطر البيئي والذي بات يهدد كافة مواطني عدن، كما نتوجه عبر «الأيام» بمناشدة عاجلة إلى رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء بضرورة تنفيذ مشروع مجاري بير أحمد، لِما له من أهمية خاصة».
 
كارثة وشيكة
طه ماطر
طه ماطر
وأوضح رئيس اللجنة الأهلية لمنطقة بير أحمد طه ماطر، أن السبب وراء تلوث حوض المياه الجوفية في المنطقة يعود للحفر الراشحة (البيارات).. وقال: «المنطقة غنية بالمياه الصالحة للشرب التي تعد من الموارد الرئيسية للمياه لسكان المحافظة عدن، ولكن عما قريب سيتجرع الأهالي نتائج ما صنعته أياديهم بشرب مياه ملوثة بمياه مجاري»، مشيراً في السياق إلى أن «المنطقة لم ينفذ فيها مشروع خاص للحافظ على الحوض المياه على الرغم من المطالبات والمتابعات المتكررة للمسؤولين منذ عام (1984)».

وأضاف في تصريحه لـ «الأيام»: «ناقش مدير عام المديرية بتاريخ (29/3/2017) تنفيذ عدد من المشاريع الصرف الصحي مع نائب مدير عام مؤسسة للمياه، وكذا المشاكل والصعوبات التي تُعاني منها المديرية، كنت أتمنى منه مناقشة مشروع مجاري بير أحمد، لكونه يمثل ركنا أساسيا لحياة المواطن، ولن ينجو أحد من المسؤولين من المساءلة القانونية والمحاسبة إذا ما حلت الكارثة التي سيذهب ضحيتها -لا قدر الله- مستهلكو المياه العذب من سكان المحافظة، وانطلاقًا من مسؤوليتنا كلجنة أهلية نطالب المعنيين سرعة إنقاذ الحوض من التلوث».

وتشهد المنطقة تزايد حفر البيارات العميقة، نتيجة للتوسع العمراني الكبير، الأمر الذي يهدد بتلوث المياه الجوفية في الحوض.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى