الحكومة أول المتخلفين

> أحمد عمر حسين

>
في مقابلة رائعة أوضح الأستاذ المهندس ياسين، مدير المنطقة الأولى لكهرباء عدن، أن مديونية الوزارات والمؤسسات الحكومية تبلغ قرابة 18 مليار ريال يمني.. حقيقة أشكر المهندس ياسين وإدارة كهرباء عدن بشكل عام، ويمكن أن نطلق عليهم صفة الفدائيين، وخاصة أنهم تجشموا عناء إدارة هذه المؤسسة في ظروف حرب صعبة وظلوا يكافحون لإبقائها شغالة لتخفيف معاناة الناس في محافظة شديدة الحرارة والرطوبة.

 المهم الآن هو هذه الفضيحة التي لم أكن أتوقعها من الحكومة والتي من المفترض أن تكون السباقة للالتزام بالنظام والقانون، وذلك بتسديد قيمة استهلاكها للكهرباء في جميع مرافقها المدنية والعسكرية والتي ربما قد تصل درجة الاستهلاك اليومي في هذه المرافق على الأقل إلى 20 % من الاستهلاك العام في عدن تقريبا.. ماذا سنقول بعد ذلك؟! أتذكر أن أحد قادة الحكومة ذات يوم طالب وشدد على ضرورة تسديد فواتير الكهرباء «وإلا فليبشروا بصيف ساخن!!».. عجيب والله أمر هذا المسؤول اليمني، يطلبون من الناس الالتزام وهم أول المتخلفين!!

 نتمنى من الدكتور الشاب رئيس الوزراء معين عبدالملك أن ينتهج نهجا آخر وأن يستقطع من موازنات الوزارات والمؤسسات قيمة الاستهلاك للمياه والكهرباء ويحولها على الفور لهاتين المؤسستين الهامتين لحياة الناس.. فمن غير المعقول أن تتحجج وزارة أو مؤسسة أن الاستهلاك للمياه والكهرباء لا يتم رفعه من ضمن بنود الموازنات التشغيلية!
كما أتمنى من اللجنة السعودية المكلفة بمساعدة مؤسسة الكهرباء أن ترفع مقترحا لحكومة خادم الحرمين يتمحور حول إلزام الحكومة وبالذات رئيس الحكومة مباشرة باستقطاع مبلغ من موازنة كل مؤسسة أو وزارة مباشرة وتخصم وتحول بشيك لحساب مؤسسة الكهرباء على الفور، كون المملكة هي زعيمة التحالف العربي وهي في عداد الدولة الوصية على حكومتنا الشرعية، والتي للأسف اكتشفنا الآن أنها أول المتخلفين للأسف، ولم تكن قدوة صالحة يقتدي بها المواطن ويتبعها.. أمر مخجل أن تكون الوزارات والمؤسسات الحكومية هي أول المتخلفين والمخالفين للنظام والقانون، وذلك بعدم سداد مديونيتها لمؤسسة كهرباء عدن بما يقرب من  ثمانية عشر مليار ريال يمني.

 نشد على أيادي قيادة وإدارة المنطقة الأولى والإدارة العامة للمؤسسة في جهودهما ونشكر المواطنين المتعاونين، الذين يضربون أروع الأمثلة للالتزام بالسداد للحفاظ على هذا المكسب العام.. كما نشكر اللجنة السعودية المكلفة بالتعاون مع إدارة الكهرباء في تسيير عملها ونشاطاتها اليومية، ونكرر الشكر للشاب الدكتور معين عبدالملك رئيس الوزراء ونقول له كن مغايرا لمن سبقك وكن أول من يحمي حقوق المؤسسة العامة للكهرباء واقتص لها برد حقوقها باستقطاعها مباشرة وتحويلها لحساب المؤسسة، لتكون الحكومة أول الملتزمين وقدوة للمواطن، فلا يصح أن تقول الحكومة للناس سددوا وفي الوقت ذاته هي لا تقوم بتسديد ما على وزاراتها ومؤسساتها من مديونية مستحقة لكهرباء عدن.. ولقد قيل في الأمثال العربية (لا تطالب الناس بما لم تفعله أنت).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى