ألقاب ببلاش.. يا نعمة الله دومي !!

> أحمد عبدربه علوي

>
نحن شعب طيب مسالم، يحب المجاملة، يعشق الكرم فعلاً وقولاً، يسرف في منح الرتب والصفات والألقاب، فلا هناك اسم إلا وهو مسبوق باسم: الشيخ، الدكتور، الأستاذ، السفير، حتى ولو كان لا يتمتع فعلاً بهذه الألقاب انطلاقاً من المثل الذي يقول: «على رائحة المرق فتوا».. ألقاب ينادون بها من هب ودب.. أتذكر أن أحد المواطنين بذل أموالاً لمجرد أن يكون شيخا ولأجل أن ينادى «يا شيخ»! وكل شيء بثمنه.. ولأن شعبنا الطيب كريم وسخي فإنه كان يخترع ألقاباً عديدة يضعها قبل الأسماء من باب التفخيم أو التعظيم أو الفشخرة أو الفخفخة للمصابين بجنون العظمة، وأصبح ذلك بمرور الأيام عادة عند العامة والخاصة وبالذات من الشخص الذي يشعر أن أصله وفصله ناقص وواطي، ومن لا يبجله أو يعظمه من المواطنين كان يقوم هو بتبجيل وتعظيم نفسه.. ورأينا البعض من الملحقين أو قنصل بسفارة من يطلق على نفسه لقب (سفير) وهو ليس بسفير ولا يوجد هناك قرار رسمي صادر من الجهات المختصة بمنحه درجة (سفير)، وكذا الحال بالنسبة للممرض في العيادة يدعى دكتور.

أما عن الألقاب والرتب العسكرية فشأنها كبير وعظيم!!.. أما عن المغنيين (المطربين) في بلادنا فالألقاب بكثرة (ما تحملها ملف)، هناك اخترعوا ألقاباً عديدة وكان كل واحد منهم احتكر لقباً خاصاً به كما هو الحال بالنسبة للفنانات المصريات «سيدة الشاشة، عذراء الشاشة، نجمة الجماهير، معبودة الجماهير... إلخ»، أصبح الكل يدلع نفسه ولماذا؟! فلا أحد أحسن من أحد، مادام كله كلام في كلام وكل الكلام «ببلاش» لدرجة أن العامل المهني (الكهربائي أو الميكانيكي) يقال له المهندس.. وفي مصر يقال له: باشمهندس.. وفي اليمن الشمالي كل واحد من هؤلاء يزعل إذا لم تناديه بلقبه (الشيخ) أو (الأفندم)، كما أصبح الآن في بلادنا.

اللافت للنظر في هذه الأيام أن الدرجات الوظيفية تحولت إلى رتب يحرص أصحابها على الاحتفاظ بها، فالوزير يظل سيادة الوزير بعد خروجه من الوزارة، وعضو البرلمان يبقى سيادة النائب حتى لو خرج من البرلمان بفضيحة، وأحياناً يقدم أحدهم نفسه إلى الناس على أنه (لواء) ثم يتضح بعد ذلك أنه أحيل إلى المعاش برتبة (رائد) أو (مقدم) أو (عقيد) ولكنه يحرص على ترقية نفسه في موعد الترقية، كما لو كان لا يزال في الخدمة. أما الذين يمنحون أنفسهم درجة الدكتوراه، فحدث عنهم ولا حرج، الواحد من هؤلاء يصبح دكتوراً بين يوم وليلة.. دكتوراه في أيش؟! مش مهم، هو دكتور وخلاص ولو كره الكارهون، والكارت حقه مكتوب فيه كذا وكذا، وإذا كنت شاطرا فأثبت العكس. هيصة ما بعدها هيصة، لا أول لها ولا آخر (عجائب).

 بلادنا يا إخوان أمانة في أعناق أبنائها كباراً وصغاراً، ولتذهب الألقاب بأنواعها المختلفة والمصالح الخاصة إلى الجحيم.. انتظروا فالخير إن شاء الله قادم ولا تنساقوا وراء ألقاب وشعارات كاذبة جوفاء.. ولك السلامة يا وطننا الحبيب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى