الاتحاد الأوروبي يناقض مبادئ تأسيسه باستقبال وفد للحوثيين

> كتب/ المراقب السياسي

> الإعلان المثير لمحمد عبدالسلام، ممثل جماعة الحوثيين (أنصار لله)، أو كما يحلو للمبعوث الأممي تسميتهم وفد ثم حكومة صنعاء، بأنه كان في بروكسل يطرح وجهة نظر الحوثيين في كل المواضيع السياسية كان مؤشرا واضحا على نجاح سياسي للحوثيين وفشل للشرعية والمجتمع الدولي.

البيان الذي اطلقه محمد عبدالسلام على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قال ان الزيارة للبرلمان الاوروبي من 19 الى 21 فبراير جاءت بدعوة رسمية لـ«الالتقاء بعدد من اعضاء البرلمان الممثلين لدول مختلفة من الاتحاد الاوروبي لمناقشة القضية اليمنية سياسيا ـ انسانيا ـ اقتصاديا ـ مسار العدوان العسكري ـ التحديات التي تواجه السلام ـ مسار اتفاق ستوكهولم المتعلق بالحديدة ، وملف الاسرى ، والتهدئة في تعز وغيرها من القضايا ذات الصلة».

وقد سرد البيان تفاصيل ماقدمة الوفد الى البرلمانيين الاوروبيين، من وجهة نظر الحوثيين، وكيف ان التحالف والعدوان والشرعية مسؤولون عن كل مايجري وانهم على صواب في كل قراراتهم وقدمو الوثائق والخرائط التي تثبت ذلك عل حسب تعبيره.

لكنهم لم يذكروا لأولائك البرلمانيين كيف انهم انقلبوا على الاتفاقات جميعها في 21 سبتمبر 2014.. ولم يذكروا لاولائك البرلمانيين كيف قاموا باحتجاز رئيس دولة في منزله في صنعاء بالقوة.. و لم يذكروا كيف انقلبوا على النظام الجمهوري وانطلقوا في حرب شعواء ضد تلك الدولة.

وبالتأكيد لم يذكروا كيف قاموا بغزو الجنوب وخاصة عدن  و كيف قاموا بقصف الاحياء السكنية المدنية بمدافع الدبابات و القذائف الموجهة وكيف قام قناصتهم بقتل اطفال بعمر الخمس سنوات ونساء في شوارع المدينة اثناء حصارها لشهران متتاليان.

لم يذكروا كيف قاموا بتجويع سكان عدن و كيف قاموا بسحل واغتصاب النساء في صنعاء و كيف قاموا بقتل خيرة شباب البلاد في معتقلاتهم و كيف خرج بعض معتقليهم معاقين او مشلولين او مجانين بسبب التعذيب الوحشي في .
لم يذكروا كيف انتهكو حقوق الصحفيين في الحياة وحريتهم في نقل الكلمة.

بل صوروا انفسهم كملائكة نزلت من السماء وصارت ضحية في بلد قاموا هم بتخريب كل شيء فيه حتى النسيج الاجتماعي.

لم يستوعب العالم بعد الطرق الوحشية التي اعتمدها انصار الله في فرض نفوذها من التدمير الهائل لعدن الى الأفعال الشنيعة والخارجة ليس عن القانون فحسب بل وعن التقاليد اليمنية القبلية والاعتماد على الوحشية التي أصبحت وسيله لفرض الخوف في المناطق التي يحكمونها.

إن استقبال الاتحاد الاوروبي لوفد رفيع من الحوثيين بكل ما يمثلونه داخل اليمن هو رسالة واضحة للجنوبيين للسيطرة على اراضيهم والانقلاب على الشرعية والعالم ليتم التعامل معهم باحترام.

إن استقبال الاتحاد الاوروبي لجماعة تقوم بخرق جميع مبادىء هذا الاتحاد من احترام حقوق الانسان الى الحقوق المراة والطفل الى الحقوقو السياسية الى حق الحياة نفسه هو قرار ينسف تلك المبادئ التي قام عليها الاتحاد الاوروبي.

وفي الجهة المقابلة لم نسمع باي تحرك من الشرعية.

لم نسمع باحتجاج من الشرعية على هذا الاستقبال او باستدعاء سفيرة الاتحاد الاوروبي او توجيه استجواب شديد اللهجة اليها من الحكومة اليمنية وهو فشل اخر يضاف الى سلسلة من الإخفاقات.
فما الداعي لان تقوم المملكة العربية السعودية باستضافة تلك الجيوش من موظفي الشرعية ودفع الرواتب لهم وهم لايقومون بوظيفتهم داخل اليمن وخارجها.

على الجنوبيين اليوم العمل على السيطرة الكاملة على الجنوب فالشمال له رجاله وقبول الاوروبيين بالجلوس مع الحوثيين بهذا الشكل هو دعم صريح لاستمرار حكم الحوثيين للشمال.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى