هل ستكون «الشرعية» حصان طروادة للتطبيع؟

> أحمد عمر حسين

>
يبدو أن الشرعية تخلت عن السيادة وأصبحت لا تملك من أوراق الضغط الداخلية شيئا، وتجلى ذلك بخسارتها لكل انتصار يتحقق من قوى ليست في الأساس من قوام وتركيبة الشرعية.. هناك تحاذق تم التمادي فيه من قبل التحالف ومن قبل الشرعية، لأن همهم كان استخدام الجنوب وأبنائه كوقود مرحلي فقط كون الشرعية المنتقصة في الأساس وكذلك التحالف أوقعا نفسيهما في ذات التحاذق بالتمسك بعنوان للحرب يضع عودة الشرعية هدفهما الوحيد، وترك عنوان دائم وحقيقي وممكن تحقيق بعض النجاحات فيه وهو المصلحة القومية وحماية الأمن القومي.

الشرعية هي أضعف القوى المتصارعة في الداخل، حيث لا وجود لها على الأرض، أما وجودها في مأرب فهو وجود إخواني يتماهى مع صنعاء وينفذ نفس أجندتها، أما انضمام مأرب للشرعية فإنما هو تكتيك لاحتوائها حتى لا يذهب نفوذ الهضبة الزيدية على اليمن. “الشرعية” استخدمتها قوى الإقليم كحصان طروادة لتقاسم النفوذ ليس إلا، وهذا ما يؤكد وصول الحال إلى اعتبار الحوثيين والشرعية طرفي صراع، كما قررتها القرارات الأممية مؤخرا، ومن بعد مباحثات السويد.

اليوم بعض الدول العربية تسير على استحياء في التطبيع مع من كانوا يسمونه الكيان الصهيوني.. هذا يتم وتحت شعار زائف وهو تأسيس حلف مناهض لإيران..  أما من يقول إن البروتوكول هو من وضع اسم اليمن بجوار إسرائيل، فنقول إن ذلك التنظيم لم يكن بريئاً مطلقاً، فهناك دول حاضرة ويبدأ اسمها بحرف الألف، مثل المملكة السعودية والكويت والإمارات والأردن، وهم المعنيون بالتطبيع رغم أن الأردن عقدت معاهدة سلام مع إسرائيل، ولكن لم يضعها صاحب بروتوكول ومراسيم الحروف بجانب إسرائيل.

وبما إن “الشرعية” والمنعدمة الوجود على أرض الواقع هي الأضعف، فقد زجت بها دول الإقليم وجعلوها هي المتصدرة للتطبيع مع إسرائيل من خلال ما يسمى حلف مناهضة نفوذ إيران. ومن هنا نستطيع القول إن الشرعية تستخدم اليوم كبالون اختبار لصفقة القرن والتطبيع، وذلك بمسمى جديد هو بناء حلف جديد لمناهضة ومحاربة نفوذ إيران.. ولذلك فإن صفة حصان طروادة التطبيع هو مسمى يتواءم مع ما يتم الزج بالشرعية فيه في كل منعطف سياسي وإقليمي.. لكن وبما أن الشرعية محليا فقدت كل النفوذ، فهل ستنفذ صفقة القرن والتطبيع مع إسرائيل من خلال الأضعف إقليميا وهي الشرعية اليمنية، سننتظر ما ستفاجئنا به الأيام القادمة.. هل الحصان الطروادي الشرعي الجديد سيمكّن ويمهد للأعراب الظهور بعلاقاتهم الخفية مع إسرائيل إلى العلن، أم أنه سيحترق بعد أول خطوة مشاها وظهر بها في وارسو؟؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى