في مستشفى الوحدة التعليمي بعمر المختار الدنيا بخير يا أصحاب اطباق الخير

> نجيب محمد يابلي

>  مفارقات عجيبة في هذه البلاد، تضني القلب، وترهق الذهن، وتستنزف الأمل، فهناك مشهدان؛ حرائق تعم كل طرقات مديريات محافظة عدن، ملثمون منتشرون في كل مكان، ومدججون بالبنادق الآلية وقذائف الـ(أر بي جي)، الطرقات معطلة.. السيارات تتحرك عبر رأس الرجاء الصالح، إتاوات.. مداخيل نهى عنها الإسلام.. ترويع البشر رجالاً ونساء وأطفالاً.
 كانت جمعية أصدقاء مرضى الأطفال بمستشفى الصداقة (الوحدة التعليمي) قد وجهت الدعوة للمشاركة في الطبق الخيري الذي يذهب ريعه للمستفيدين من الأطفال المرضى الذين بلغت حالاتهم (76) ألفا و(769) حالة، كلفتها المالية 64 مليوناً و357 ألفا و680 ريالاً.

 ومؤسسو هذه الجمعية الإنسانية هم أطباء وطبيبات مستشفى الصداقة، في شهر سبتمبر 2007م أي (قبل 12 عاماً).
صباح الأربعاء، 6 مارس 2019م الأحوال في عدن مخيفة للغاية، والصحة “في كف عفريت” نتيجة إحراق الإطارات وما تحمله من غازات سامة، وكل ذلك ظاهره الشهيد رأفت وباطنه تدمير عدن، وتوصيل البلاد إلى 13 يناير جديدة، ودوافعه الغريبة هي عدن، أما القبيلة فهي داخلة في الفائدة وخارجة من الخسارة، على النقيض من عدن الداخلة في الخسارة والخارجة من الفائدة.
صباح الأربعاء 6 مارس 2019م صباح عظمة مستشفى الصداقة.. صباح عظمة الأطباء والطبيبات في المستشفى، صباح عظمة مكتب الصحة العامة بعدن ومديرها العام د. جمال خدابخش.. ولا غرابة في ذلك لأن جده المغفور له -بإذن الله- الحاج إسماعيل خدابخش أحد تجار عدن، الذي كان كافلاً لأيتام مكة المكرمة، والذي ألقى كلمة في حفل تدشين الطبق الخيري، والذي طالب في نهاية كلمته أن تقوم الحكومة بمضاعفة مخصصات الصحة.

أنا من جانبي ألقيت كلمة أوضحت فيها مكانة عدن التاريخية، وموقعها وحركتها النهضوية في بناء المجتمع المدني، وبنشر المعرفة من خلال المنتديات والصحف والمجلات في التاريخ الحديث، وأشرت إلى بركة هذه المدينة التي أسند لها الحبيب المصطفى بأن “الناس سيحشرون منها إلى بيت المقدس عند قيام الساعة”. وألقى الرجل المعتبر محمد عبدالله العيدروس قصيدةً عصماء، أثنى قبل إلقائها على كلمتي.

 الدكتورة نعمة من قيادة الجمعية الخيرية للأطفال المرضى ألقت كلمة هامة سلطت فيها الضوء على نشاط الجمعية المثمر وعلى جهود الأطباء والطبيبات وألقت بعدها إحدى الطبيبات كلمة نيابة عن مدير عام المستشفى.
ما أعظم طبيبات مستشفى الصداقة وعددهن كبير، فقد رأيتهن حاملات أكياساً فيها أطباق خيرية متنوعة المضمون، وتحولت تلك الأكياس إلى رأسمال انتشر فوق أسطح عدد كبير من الطاولات، وكان الإقبال قوياً على الشراء، وهو الطبق الخيري الثاني عشر.

رأسمال كبير تحقق من مجرد كيس واحد حملته معها طبيبة، أعدت فيه الأطباق الشهية في بيتها، وحقاً أقول: إن نجاح الحفل الخيري المنقطع النظير شكَّل صفعة قوية للسلطة وللبلاطجة الذين يدمرون عدن وينشرون الإرهاب.
لله دركن يا طبيبات مستشفى الصداقة! وهنيئاً لكنَّ ارتفاع ميزان حسناتكنّ! ويشارككن في ذلك زملاؤكم الأطباء..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى