الوطن ولاء وانتماء وليس شعارا للغناء!!

> شوقي السقاف

>
الانتماء للوطن هو البقاء فيه.. الوطن أمٌ فلا تهجرها وتطلب من أخيك أن يهتم بها ويرعاها، وأنت تركتها وهي في أمس الحاجة إليك.. الأخوة اللاجئين والمغتربين وأصحاب الفنادق في دول اللجوء ودول الاستثمار وطلب الرزق والهروب من الواقع في بلدكم.. كفى تصريحات وشعارات وحرص على البلد وأهلها ونقد الأوضاع ونشر الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي والتحريض والاستفزاز لأبناء الوطن المنتمين إليه والذين لم يغادروه لأي سبب كان أو تحت اي مبرر.

كفوا عن التحريض وتأجيج الناس والدعوة الى الفوضى والتخريب والفتنة.. كفوا عن نعت ووصف الرجال بأنهم مثل النساء ان لم يقوموا بما تريدونه.. كفوا عن نشر الأخبار الكاذبة وانتم غير متأكدين من مصدرها.. كفوا عن نسخ اخبار البلد مثل: يحدث الآن اشتباكات في الحي الفلاني بين مجموعة مجهولة، وكأنه موجود وكله قص ولصق.
نحن موجودون داخل الوطن وداخل المعاناة، كل ما ينقل من شخص خارج الوطن لا أساس له من الصحة إن لم يكن متأكدا من مصدر الخبر أو قد يكون على الخبر يوم أو يومان، وخاصة عندما ينشر يحدث  الآن أو لازالت الاشتباكات مستمرة. ويخرج لنا بتصريح أو منشور في الفيس أو فيديو على الواتساب أو تغريدة على التويتر وهو جالس يشيّش أو يحتسي كأسا من المشروبات أو في إحدى صالات السهر أو على ناصية إحدى المقاهي أو البارات  وصالات القمار وهو بعيد عما يحدث..

ويتكلم عن الوطن الممزق وعن معاناة الناس الذي يعانون ضنك الحياة وتباعاتها، وهم خارج الوطن وينعمون بملذات الحياة ونعيمها ويستلمون بالعملة الصعبة.
أي وطنية لديكم وأي حب للوطن وأي انتماء له وأنتم تركتوه يتمزق ويتألم ويكتوي أهله بنيران الغلاء والمعاناة اليومية؟! منكم من تركه منذ بداية الحرب ومنكم من تركه بعد الحرب ومنكم من تركه بعد التحرير ومنكم من تركه  لغرض الهجرة وطلب الرزق. وعندما وصل إلى دول الاغتراب واللجوء  صار مناضلا على منصات التواصل الاجتماعي وحكيم الأمة ومرشدها الاجتماعي والسياسي.

لماذا لا تكتبون عما يدور في الوطن بهذه القوة واللهجة وتحشدون أفلامكم وترفعون أصواتكم وتفعلون كفعلكم هذا عندما كنتم هنا داخل الوطن؟
أرجو أن ترتقوا بعباراتكم الأخلاقية وألا تصفون الرجال كالنساء وأن تنتقوا الكلمات وتحسنون الوصف إذا أردتوا الناس أن تستمع إليكم، وليس ان تتبعكم فيما تقولوه، والذي يريد أن يقود الناس يكون بينهم وليس بعيدا عنهم.

اتركوا هذه الشطحات السياسية والنصائح الملتهبة والحرص الكاذب على مصالح الأمة وحب الوطن الذي هجرتوه وتركتوه لتكتبوا عنه من الخارج وتصبحوا أبطالا وزعماء لثورات  السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي. لنا المعاناة والوطن الجريح، ولكم الزعامة والانتماء الفسيح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى