> تقرير/ عبدالله الظبي
تعد ظاهرة الربط العشوائي للكهرباء في محافظة أبين، من أكثر الظواهر السلبية والخطيرة على حياة المواطنين، وأصبح الكل يكتوي بتداعياتها بين وقت وآخر، نتيجة لانتشارها في جميع مديريات المحافظة، وهو ما بات ينذر بحدوث مزيد من الكوارث التي لا تحمد عقباها، بسبب زيادة الأحمال المحددة لكل منطقة، فضلاً عمّا يسببه هذا الربط العشوائي من مآسٍ كبيرة، والتي تؤدي، في العادة، إلى احتراق المنازل والمحلات التجارية في المواقع المخالفة، وإلى وفاة الأشخاص في بعض الأحيان، وهو ما يدل على مدى الاستهتار والاستخفاف من قبل المخالفين بحياة المواطنين.
وكانت المؤسسة العامة للكهرباء قد قامت بتنفيذ حملة لفصل الربط العشوائي في بعض المناطق، ولكن لاتزال هذه المشكلة منتشرة وبشكل كبير جداً.

█ معوقات متعددة
وقال مدير الحملة في مديرية زنجبار وضواحيها، وضاح سعيد عوض: «الربط العشوائي للطاقة الكهربائية يعد من الظواهر السلبية والخطيرة على حياة المواطنين، وأضحى الجميع يتجرع المرارة بسببها، ولهذا نحن والمخالفون في صراع دائم، وحملاتنا ما زالت مستمرة، خاصة في المناطق التي يكثر فيها الربط، كمنطقة باجدار، ومنطقة دهل أحمد، وشقرة، وغيرها، وفيها يتم أيضاً مساعدتهم بإدخال الشبكة الكهربائية بشكل نظامي، ولكن نتفاجأ بعد فترة بعودة الربط العشوائي، في نفس الأماكن التي تم الفصل فيها، كما أننا في كفاح مستمر في مجال تحصيل المديونية، وليس بإمكاننا أن نصل إلى المرحلة النهائية لإنهاء هذه الظاهرة، إلا متى ما توفرت الإجراءات اللازمة، ومنها وجود هيبة الدولة».

ووصف المواطن فتحي ربوعي محمد عبدالله، عملية الربط العشوائي لخدمة التيار الكهربائي «بالظاهرة السلبية» على الأهالي، وذلك لما ينتج عنها من مخاطر متوقعة.
وقال: «نعاني في المحافظة من هذه المشكلة منذ سنوات طويلة ومازلنا، وكلما بحثنا لها عن حلول نجدها تتعمق بشكل كبير، نتيجة لغياب الرقابة من قبل الجهات المعنية في المؤسسة العامة للكهرباء، والتي أدت بالتالي إلى خروج المحطات عن الخدمة، ولهذا نطالب هذه الجهات المسؤولة في المؤسسة والسلطة المحلية في المحافظة بضبط المخالفين، لإنهاء هذه الظاهرة الخطيرة والمنتشرة بشكل كبير في مناطق المحافظة».
وطالب العقود في حديثه لـ «الأيام» المواطنين بالابتعاد عن الربط العشوائي، للحفاظ على سلامتهم، وضماناً لاستمرار الخدمة، فيما طالب قيادة المؤسسة العامة للكهرباء بضرورة النزول إلى كل منطقة ومديرية في المحافظة للقضاء على ظاهرة الربط العشوائي.

█ سمسرة
وأوضح المواطن وجدي بافار أن هذه الظاهرة قد تسببت بالكثير من المشاكل، منها الأحمال الزائدة على الخدمة، لاسيما في فصل الصيف، وتسببت أيضاً بفقد الكثير من التيار الكهربائي، وبالتالي ضعف الخدمة.
ولفت بافاز في حديثه لـ «الأيام» إلى أن «من يقوم بربط التيار الكهربائي للمواطنين هم موظفون بالكهرباء، بمقابل حصولهم على مبلغ مالي، وللحد من هذه الظاهرة التي انتشرت بشكل كبير يتوجب على إدارة مؤسسة الكهرباء القيام بحملات ضد المخالفين وإلزامهم بمراجعة الإدارة، وسداد رسوم إدخال التيار، على أن تقوم الجهات ذات العلاقة في المقابل بتقوية المحولات، لتستوعب تلك المنازل وتجنب المواطن من ضعف الخدمة».
من جهته أوضح مدير عام المؤسسة العامة للكهرباء بأبين، محمود مكيش لـ «الأيام»: أن «المؤسسة تُعاني من الربط العشوائي للتيار الكهربائي من قِبل بعض المواطنين لاسيما في مديريتي زنجبار وخنفر»، موضحاً أن «الفاقد المسروق من التيار الكهربائي وصل إلى 40 % جراء هذا الربط العشوائي، والذي أدى إلى ضعف كبير في محولات المحطة».
لافتاً إلى أن إدارته شددت على تكثيف الحملات.

ولفت مدير عام المؤسسة، في تصريحه لـ «الأيام»، إلى أن إدارته «تواجه العديد من الصعوبات والمعوقات، أبرزها تهرب المواطنين والمرافق الحكومية والمؤسسات الأمنية والعسكرية من سداد قيمة استهلاك خدمة الكهرباء، إضافة إلى الربط العشوائي»، مطالباً المواطنين بـ «التعاون مع المؤسسة، للتخلص من ظاهرة الربط، المتسببة بتضاعف الأحمال على محطات الكهرباء، لما فيه المصلحة العامة وتحسن الخدمة لمواجهة حرارة الصيف».