> تقرير/ معين الصبيحي
█ كُرّم من مسئولين كبار بالإمارات أبرزهم ولي العهد محمد بن راشد

█ بلا وظيفة
ووجد الحاج الردفاني -سبعيني العمر- نفسه منذ عام 1993م بلا وظيفة رسيمة، بعد أن كان مدرباً عسكرياً في الجيش الإماراتي، نتيجة الاستغناء عن خدماته كغيره من أبناء الوطن، بسبب تأييد اليمن الشمالي احتلال العراق لدولة الكويت.
يقول الردفاني: «عملت مدرباً في الجيش الإماراتي برتبة عريف لمدة تزيد عن عقد من الزمن، وبسبب تداعيات حرب الخليج الثانية، وجدت نفسي بمعية الآلاف من المغتربين اليمنيين بدون وظائف، أو أعمال، وقد عدت في حينها، أي عام 93م، إلى مسقط رأسي في منطقة حبيل جبر بمحافظة لحج، ومنذ تلك الفترة، والتي تزيد عن العقدين والنصف، وأنا بلا وظيفة حكومية، ولا مصدر دخل ثابت سوى ما أتحصل عليه من عملي اليومي، والذي بات مردوده البسيط جداً لا يسمن ولا يغني ولو جزءاً من جوع أسرتي الكبيرة».


█ مدرباً في الجيش الإماراتي
وكان الحاج صالح عبادي من منتسبي جيش اليمن الجنوبي في سبعينات القرن الماضي، وبعد أحداث 1978م ترك العمل في الجيش الجنوبي وتوجه إلى دولة الإمارات، حيث التحق في عام 1980م في الخدمة العسكرية بالجيش الإماراتي، وفيه زاول، كما يقول، أعمالاً هامة وحساسة كان أبرزها: مدرساً عسكرياً للجيش الأميري، في منطقة المقام بإمارة «العين»، ومن ثم مدرساً لعدة أعوام في مدرسة «المشاة» التابعة لوزارة الدفاع الإماراتية بمنطقة سيح بن عمار، بإمارة العين.. ويضيف: «تم تكريمي من كبار القيادات العسكرية، ونلت عدداً من الشهادات التقديرية الموقعة من كبار رجال الدولة الإمارتية أبرزهم ولي العهد محمد بن راشد بن مكتوم، والذي كان حينها وزيراً للدفاع، وحينما خرجنا من دولة الإمارات الشقيقة عام 1993م وعدنا إلى أرض الوطن على أمل إعادة ترتيب أوضاعنا في الجيش اليمني، إلا أن ذلك لم يحصل، فاضطررت إلى ممارسة عدد من الأعمال البسيطة لتوفير جزء من احتياجات أسرتي، وآخرها - كما ترى- بيع السيجارة والشمة، ولكن ما أتحصل عليه في اليوم لا يفيد شيئاً أمام الغلاء الجنوني في الأسعار ومتطلبات المعيشة، فضلاً عن إيجار المنزل».
ما أن يشرق صباح يوم جديد حتى يتوجه الحاج صالح عبادي هادي الردفاني إلى الشارع بمنطقة بئر أحمد، بمديرية البريقة بالعاصمة عدن، حيث يفترش مكاناً لبيع السجائر والشمة لزبائنه، ليعود بعد ساعات طويلة من العمل تحت حرارة الشمس وغبار الأتربة، حاملاً ما كسبه من رزق يسير، له ولأفراد أسرته المكونة من عشرة أفراد.
وما يتم جمعه طول نهاره حتى ساعات الليل من هذه المهنة، لا يكاد يوفر له جزءاً من احتياجات أسرته الكبيرة.
وما يتم جمعه طول نهاره حتى ساعات الليل من هذه المهنة، لا يكاد يوفر له جزءاً من احتياجات أسرته الكبيرة.

█ بلا وظيفة
ووجد الحاج الردفاني -سبعيني العمر- نفسه منذ عام 1993م بلا وظيفة رسيمة، بعد أن كان مدرباً عسكرياً في الجيش الإماراتي، نتيجة الاستغناء عن خدماته كغيره من أبناء الوطن، بسبب تأييد اليمن الشمالي احتلال العراق لدولة الكويت.
يقول الردفاني: «عملت مدرباً في الجيش الإماراتي برتبة عريف لمدة تزيد عن عقد من الزمن، وبسبب تداعيات حرب الخليج الثانية، وجدت نفسي بمعية الآلاف من المغتربين اليمنيين بدون وظائف، أو أعمال، وقد عدت في حينها، أي عام 93م، إلى مسقط رأسي في منطقة حبيل جبر بمحافظة لحج، ومنذ تلك الفترة، والتي تزيد عن العقدين والنصف، وأنا بلا وظيفة حكومية، ولا مصدر دخل ثابت سوى ما أتحصل عليه من عملي اليومي، والذي بات مردوده البسيط جداً لا يسمن ولا يغني ولو جزءاً من جوع أسرتي الكبيرة».

ومنذ عشرين سنة يسكن الردفاني في بيت إيجار غير صالح للعيش، بمنطقة بئر أحمد بالعاصمة عدن، وفي كثير من الأحيان يعجز عن سداد قيمة الإيجار.
█ بيع السجائر
ولجأ الحاج الردفاني في البدء إلى مزاولة مهنة الزراعة وبيع الخضار ليتمكن من إعالة أسرته، وتوفير أبسط مستلزمات وحاجيات المعيشة، قبل أن يتحول مؤخراً إلى بائع للسجائر والشمة.
ويشير في حديثه لـ «الأيام» إلى أن عمله في بيع السجائر والشمة «يبدأ من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، ثم من الساعة الثالثة عصراً حتى الثامنة مساءً، وأن كل ما يتحصل عليه من فوائد البيع لا توفر له جزءاً من احتياجات الأسرة اليومية»، ويضيف: «ومن المؤسف أن الدولة لم ترتب أوضاعنا حتى اليوم، على الرغم من أننا موظفون لدى الحكومة في السلكين العسكري والأمني، وكذا المدني من قبل هجرتنا إلى الخليج، والوحيد الذي احتضننا هو الشارع الذي نعمل فيه بالأجر اليومي، أو في الأعمال البسيطة، كما هو حالي، وهناك من لايزال يكافح من أجل أسرته، وآخرون قد تعرضوا للتحطيم والإحباط وفقدوا الأمل، ومنا من قد توفاه الأجل بعد أن نال من مرارة وشظف العيش وقساوة الحياة نصيباً وافراً».
█ بيع السجائر
ولجأ الحاج الردفاني في البدء إلى مزاولة مهنة الزراعة وبيع الخضار ليتمكن من إعالة أسرته، وتوفير أبسط مستلزمات وحاجيات المعيشة، قبل أن يتحول مؤخراً إلى بائع للسجائر والشمة.
ويشير في حديثه لـ «الأيام» إلى أن عمله في بيع السجائر والشمة «يبدأ من الساعة السابعة صباحاً وحتى الساعة الثانية عشرة ظهراً، ثم من الساعة الثالثة عصراً حتى الثامنة مساءً، وأن كل ما يتحصل عليه من فوائد البيع لا توفر له جزءاً من احتياجات الأسرة اليومية»، ويضيف: «ومن المؤسف أن الدولة لم ترتب أوضاعنا حتى اليوم، على الرغم من أننا موظفون لدى الحكومة في السلكين العسكري والأمني، وكذا المدني من قبل هجرتنا إلى الخليج، والوحيد الذي احتضننا هو الشارع الذي نعمل فيه بالأجر اليومي، أو في الأعمال البسيطة، كما هو حالي، وهناك من لايزال يكافح من أجل أسرته، وآخرون قد تعرضوا للتحطيم والإحباط وفقدوا الأمل، ومنا من قد توفاه الأجل بعد أن نال من مرارة وشظف العيش وقساوة الحياة نصيباً وافراً».


شهادة تقديرية من الإمارات
█ مدرباً في الجيش الإماراتي
وكان الحاج صالح عبادي من منتسبي جيش اليمن الجنوبي في سبعينات القرن الماضي، وبعد أحداث 1978م ترك العمل في الجيش الجنوبي وتوجه إلى دولة الإمارات، حيث التحق في عام 1980م في الخدمة العسكرية بالجيش الإماراتي، وفيه زاول، كما يقول، أعمالاً هامة وحساسة كان أبرزها: مدرساً عسكرياً للجيش الأميري، في منطقة المقام بإمارة «العين»، ومن ثم مدرساً لعدة أعوام في مدرسة «المشاة» التابعة لوزارة الدفاع الإماراتية بمنطقة سيح بن عمار، بإمارة العين.. ويضيف: «تم تكريمي من كبار القيادات العسكرية، ونلت عدداً من الشهادات التقديرية الموقعة من كبار رجال الدولة الإمارتية أبرزهم ولي العهد محمد بن راشد بن مكتوم، والذي كان حينها وزيراً للدفاع، وحينما خرجنا من دولة الإمارات الشقيقة عام 1993م وعدنا إلى أرض الوطن على أمل إعادة ترتيب أوضاعنا في الجيش اليمني، إلا أن ذلك لم يحصل، فاضطررت إلى ممارسة عدد من الأعمال البسيطة لتوفير جزء من احتياجات أسرتي، وآخرها - كما ترى- بيع السيجارة والشمة، ولكن ما أتحصل عليه في اليوم لا يفيد شيئاً أمام الغلاء الجنوني في الأسعار ومتطلبات المعيشة، فضلاً عن إيجار المنزل».

شهادة تقديرية من محمد بن راشد
وعلى الرغم من الظروف التي يعيشها هذا الحاج السبعيني إلا أنه ما زال يحدوه الأمل بانفراجة قريبة من الجهات المعنية في الحكومة اليمنية ودولة الإمارات الشقيقة، وذلك من خلال النظر إلى وضعه وزملائه المأساوي، وإيجاد المعالجات المناسبة لملف قضيتهم التي يزيد عمرها عن عقدين ونصف من الزمن.