كلمة في ذكرى.. رجل من ذهب!

> أحمد عبدربه علوي

> لا يمكن أن تفوتنا الفرصة بدون الكتابة في حق تلك الشخصية العظيمة.. الذكرى السنوية (24) لرحيل (الباشراحيل الأب) المناضل الصحفي السياسي العدني الجنوبي البارز المرحوم محمد علي باشراحيل - طيب الله ثراه ـ الذي غيبه الموت يوم 1995/2/21 بعد حياة حافلة بكل المقاييس والنضال الموصول والمواقف المشرفة..
كان المرحوم أبا (هشام وتمام) من مناضلي الجبهة القومية، واسمه الحركي (صاحب البايب) لأنه لا يولّع ويدخن أي حبة سيجارة إلا ويوضع السيجارة في البايب قبل كل شيء..

وهذا ما نشاهده عندما نأتي إلى مكتبه في تمام الساعة العاشرة وعشر دقائق من مساء كل نهار بالضبط المسلمة التعميم الصادر من الجبهة القومية تسليمه من قِبل المكلفين (عبدالله الخامري) اسمه الحركي (محمد سالم) أنور خالد الحركي (عبدالعزيز) فضل عبدالله العقربي (الشاؤش) الزغير الحركي (بدر) عبدالله الحمزي، محمد صالح العيسي، أحمد عبدربه، وعادل سروي، على ما أذكر لقد ساعدني الحظ أن أقابل أستاذي ووالدي محمد علي باشراحيل في بيت ولده هشام والجلوس معه أكثر من مرة أثناء طلوعي إلى صنعاء من ضمن المعينين الذين تم اختيارهم للعمل في حكومة دولة الوحدة في النصف الأول من عام 1991م..

وها أنا أتألم لرحيل هذه الشخصية الشجاعة الفذة.. إن الفراغ الذي تركه الباشراحيل الأب بعد فراغ كبير واسع نأمل من أسرته متمثلة بولده الأستاذ القدير تمام باشراحيل وأولاده هشام باشراحيل وهاني ومحمد - بارك الله فيهم - الاهتمام والحفاظ بإرثه الثقافي والنضالي والفكري النادر الذي ما زال الكثير ينهل من معينه، بالإضافة إلى فكر أولاده النجباء عمّا يبذلونه من جهود حميدة، تربوا في تربة خصبة، من العلم والمعرفة والأخلاق، حافظوا بالمشاركة الدائمة في صناعة الأمل للجنوبيين في انتشال الصحيفة من المكائد والعراقيل والمؤامرات والمضايقات، ولكن بدرايتهم وحكمتهم استطاعوا أن يتجاوزوا تلك الفتن، وسعوا إلى تطوير الصحيفة ونهضتها إلى الأفضل..

وها هي صحيفة “الأيام” الغراء واقفة بكل شموخ، فإن الفضل يعود لشمعة وشهرة مؤسسها (باشراحيل الأب) - طيب الله ثراه - ورموزها المتألقة المتواضعة الطيبة (هشام وتمام) بأفكارهم المتطورة المتجددة التي سعت إلى مستقبل أفضل لقضية بلادنا وشرح ونشر قضاياه المؤلمة بما يتناسب مع تطلعات شعب الجنوب وأبنائه..
للأمانة التاريخية إن المناضل محمد علي باشراحيل - طيب الله ثراه - وقف هو وصحيفته “الأيام” إلى جانب الكفاح وناصره وآزره وأرشده وأعطاه الكثير من ماله وأفكاره ونصائحه بمعرفة القاصي والداني في مرحلة النضال ضد العملاء والجواسيس، وأذكر أنه شارك في اجتماع عقد في منزل المناضل جعفر علي عوض في الشيخ الدويل مع بعض من قيادة الجبهة القومية، وحين ذاك اخترع المناضل الشهيد علي عبدالعليم (منصور)، وأحمد صالح الشاعر (سعد)، وعبدالباري قاسم (علوان)، الاسم الحركي لأبي (هشام وتمام) أن ينادوه (صاحب البايب)، الذي أصبح معروفاً في صفوف أعضاء الجبهة القومية، من فئة مرتبة قيادية إلى قيادة شعبه (محافظة)، أما عن أعضاء الخلية فلا يعرفون بذلك.. لقد كان باشراحيل الأب رجلاً وطنياً وديمقراطياً بامتياز عمل طول حياته من أجل الوطن والشعب، فأحبه الوطن، وأحبه الشعب، ولا يسعنا ونحن في مناسبة ذكرى وفاته إلا أن نقف إجلالاً وترحماً لهذه الشخصية الفذة، الذي لم يخلف التاريخ مثله كثيراً بعد أن نذر نفسه وصحيفته للعمل العام، وأعطى حياته وعمره للصحافة والسياسة والعمل الوطني كمختلف أنواعه، إننا بكل فخر واعتزاز ننتظر إلى ما حققته صحيفة “الأيام” الغراء من نجاحات صحافية متميزة، وتغطيات مهنية للأحدث، فالحقائق الموضوعية تشير إلى أن دورها قد اتسع بشكل متعاظم؛ حيث تركت آثاراً قوية في تغلغلها بالمجتمع حتى أصبح من الصعب تصور الحياة الصحافية اليمنية بدونها، ونجحت بتحقيق مصداقية للمسئولية المناطة بها مما مكنها من لعب دور كبير في الأحداث السابقة واللاحقة، تركت تأثيرات جوهرية على الحاضر السياسي مما يبعث على الفخر والارتياح أكثر أنها نجحت في أن تضع لها قدماً ثابتة بكل اقتدار في حقل الصحف الناجحة والمتميزة كصحيفة وطنية ملتزمة بالدفاع عن قضايا الوطن والمواطن..

كما اطلعت بدور رائد شجاع في الدفاع عن الحريات العامة لما لها من مقدرة وحنكة فائقة على الإقناع.
كما يذكر لها أيضاً بكل احترام وتقدير أنها من أوائل الصحف التي أسهمت بقوة في نشر حقوق الإنسان والكثير من القضايا الإنسانية عالجتها والكثير منا يعرف بذلك.

فإننا نحيي في الأساس مؤسسها (باشراحيل الأب) الذي وقف خلف صمود هذه الصحيفة في حقبة غير فيها الكثيرون جلدهم خضوعها للهجمة الاستعمارية، كما نحيي ونشيد بأبنائه الطيبين (هشام) رحمه الله و(تمام) أطال الله بأيام عمره، وأولادهم الطيبين عباقرة الصحيفة اليوم، فهم أكفاء علم وخبرة ودراية، فهم يسعون مع عمهم الفذ إلى انفتاح هذه الصحيفة على جميع المرجعيات الفكرية والسياسية..​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى