إيهاب خليل.. الصوت الذي نفتقده

> مختار مقطري

> لا يحق لي أن أظلم إيهاب خليل، وغيره كثير من فنانينا الذين تعبوا واضطُهدوا وعانوا، ولم يجدوا فرصاً مناسبة ومنطقية ليقدموا مواهبهم، منذ منتصف السبعينات، وسيطرة النظام الواحد على الحكم في الجنوب، مروراً بما أسموه بالوحدة.
لا يحق لي أن أتهم إيهاب خليل بالكسل واللامبالاة والغرور والتكبر على الفن وعلى الأغنية، إيهاب خليل موهوب وصوته عذب وأداؤه في منتهى الرقي والجمال، ولكننا أهملناه، ومازلنا إلى اليوم نهمله، ونهمل كل فنانينا، فلجؤوا للغناء في المخادر والأعراس وفي الأندية، ولكن لا وجود للحفلات العامة، وكانت سهرات التلفزيون لتقديم الأغنيات القديمة، وشركات الإنتاج تفرض على المطرب نوع الأغنية وإيقاعها، بحيث يجب أن يكون شرحياً راقصاً، والكلمات من تأليف صاحب الشركة أو صاحبه أو ابن عمه.

في الثمانينات ظهر صوت إيهاب خليل، صوت جميل، يميزه أنه صوت طربي، يصلح للطربيات وشعبيات المرشدي وأحمد قاسم ومحمد سعد، ويصلح كذلك لغناء طربيات وشعبيات كبار مطربي مصر ولبنان، ولكنه صار موجوداً في وقت تفاقم الأزمة الممتدة إلى اليوم، وكان  يوسف أحمد سالم، وسعودي أحمد صالح، وأمل كعدل لا ينجح الواحد منهم في تسجيل أغانيه الجديدة إلا بشق الأنفُس، والنصوص يتم تحليلها وتأويلها، والموافقة والميزانية من صنعاء، فماذا يفعل مطرب شاب، كان عليهم أن (يدقدقوه)، كما دقدقوا الأغنية العدنية.

وقد غنى إيهاب الكثير من الأغاني لفنانين كبار، وأغاني جديدة له، لم يتعب ولم يستسلم، فأوصل صوته للناس، لكنه كان يسعى للنجومية الحقيقة، وليست نجومية النفاق والشلة والكتابات الصحفية.
أراد أن يقول للجمهور: إنا مطرب حقيقي. لأن إيهاب خليل مطرب حقيقي، لم تأته فرصته الكبيرة لأنه من الجنوب، ومازلنا في الجنوب إلى اليوم، لا نحب فنانينا.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى