حمقى ومغفلون (5-5): عقلاء فعلوا أفعال الحمقى

> علي محمد تمّام

> * كان حيان بن بشر قد تولى قضاء بغداد وأصبهان وكان من جملة رواة الحديث فروى يوما: أن عرفجة قطع أنفه يوم الكلام، وكان مستمليه رجلاً من أهل كجة فقال: أيها القاضي إنما هو الكلاب، فأمر بحبسه فدخل الناس إليه فقالوا: ما دهاك؟ فقال: قطع أنف عرفجة في الجاهلية وابتليت أنا به في الإسلام.
* حدثنا المدائني قال: جاء رجل من أشراف الناس إلى بغداد، فأراد أن يكتب إلى أبيه كتاباً يخبره، فلم يجد أحداً يعرفه فانحدر بالكتاب إلى أبيه وقال: كرهت أن يبطئ عليك خبري ولم أجد أحداً يجيء بالكتاب فجئت أنا به ودفعه إليه.

* قال ابن خلف: واختصم رجلان إلى بعض الولاة فلم يحسن أن يقضي بينهما فضربهما وقال: الحمد لله الذي لم يفتني الظالم منهما.
* قيل إن يزيد بن المهلب ولى أعرابياً على بعض كور خراسان فلما كان يوم الجمعة صعد المنبر وقال: الحمد لله، ثم ارتج عليه، فقال: أيها الناس إياكم والدنيا فإنكم لم تجدوها إلا كما قال الله تعالى: وهو شعر (وما الدنيا بباقيةٍ لحي *** وما حي على الدنيا بباقي)، فقال كاتبه: أصلح الله الأمير هذا شعر، قال: فالدنيا باقية على أحد؟ قال: لا، قال: فيبقى عليها أحد؟ قال: لا، قال: فما كلفتك إذن؟
.
* وقيل إن بعض العرب خطب في عمل وليه فقال في خطبته: إن الله خلق السموات والأرض في ستة أشهر، فقيل له في ستة أيام، فقال: والله أردت أن أقولها ولكن استقللتها !.
* دخل أبو سهل محمد على أحمد بن أبي حاتم وهو يتغذى برؤوس، فقال له أحمد: هلم يا أبا سهل فإنها رؤوس الرضع، فقال: هنيئاً أطعمنا الله وإياك من رؤوس أهل الجنة.

* حدثنا المدائين قال: كان عبد الله بن أبي ثور والي المدينة فخطبهم، فقال: أيها الناس اتقوا الله وارجوا التوبة، فإنه أهلك قوم صالح في ناقة قيمتها خمسمائة درهم، فسموه مقوم الناقة وعزله الزبير.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى