يا للهول الصبيحي يرصد دموع اليابلي!

> نجيب محمد يابلي

>
طالعتنا «الأيام»، وكان من حسن طالعنا، وذلك في عدد السبت 20 أبريل 2019م، عندما نشرت موضوعاً موسوماً بـ(فرق شاسع ما بين بكاء وبكاء) لكاتبه الأخ العزيز، عبدالله عبده الصبيحي، والصبيحي أي صبيحي عنده كابل مباشر من القلب إلى اللسان، ولا نجد عند الصبيحي أي صبيحي كواليس والصبيحة ولادة بالرجال في شتى القطاعات: جيش، تعليم، طب، هندسة، وغيرها من القطاعات.

رصد الصبيحي ثلاث حالات ذرف أصحابها الدموع ففي الحالة الأولى رصد الصبيحي دموع باسندوة وعللها بأنها لم تأت من فراغ بل لأن باسندوة عارف بأمور الوطن ما ظهر منها وما بطن، إلا أن الشعب اليمني استخف به، وعلل الصبيحي ذلك الاستخفاف بأنه ربما كان الجهل أو عدم فهم لمغزى دموع باسندوة.
الحالة الثانية من الدموع التي رصدها الصبيحي كانت دموع الطود الماليزي مهاتير محمد، بأني ماليزيا الحديثة، والذي ذرف الدموع مدراراً وهو يرى حال بلاده ولم يستخف به شعبه بل سار وراءه، وأصبحت ماليزيا من الدول التي احتلت موقعاً متقدماً على مستوى اقتصاد العالم، ومهاتير كان صادقاً مع شعبه وغير شعبه عندما اعترف بأن إغلاق ميناء عدن لفترة طويلة كان عاملاً مساعداً لماليزيا.

يفيد الصبيحي أن هناك الدموع النظيرة لدموع مهاتير محمد الذي بكى مدينته عدن لكنه كان بكاءً مبطناً، أي غير ظاهر، لأن الصبيحي رصد خياله وهو يرى حالتي وكأنني بكيت ذلك أن اليابلي أورد في مقال صحفي عنوانه (الخارجية لا تعلم من يدخل اليمن ونحن لا نعلم من يدخل اليمن) بكى اليابلي مدينته عدن، التي تعرضت للإهمال والتسيب، ولذلك خلص «العبادي» إلى أن هناك فرقا شاسعا بين بكاء وبكاء آخر، أحسن الصبيحي توظيف الدموع عندما جعلها محور موضوعه، وتناوله لأثرها وكيف تلقاها أفراد المجتمع من صاحبها (أي صاحب الدموع)، وأقول لأخي الصبيحي: كلنا في الهم شرق، وكم وجدنا أنفسنا نبكي عند كل منعطف، لأننا لا نكلف أنفسنا بعمل مراجعة دورية لكل مرحلة، لأننا لا نتعامل التقييم Assess ment، وإعادة التقييم Re-assess ment، ونحدد السلبيات والإيجابيات لنخرج بمعالجات صائبة حتى لا نكررها، ولأننا يا أخي الصبيحي أغفلنا حقيقة موضوعية وهي أن لكل شيء إدارة، حتى الوقت يحتاج إلى إدارة Time Management، فما ننجزه نحن في سنة ينجزه شعب ماليزيا أو سنغافورة أو كوريا الجنوبية في ثلاثة أشهر.

لا يسعني في الأخير إلا أن أتوجّه بالشكر والتقدير للأخ العزيز عبدالله عبده الصبيحي، الذي وضع على صدري وساماً أرفع من أي وسام مقدم من الدولة.
انتهزها فرصة لأتمنى للمبدع والكادر المالي المتقاعد حيدرة بخيت جابر من منطقة الكود بأبين، الذي تعرض لجلطة دماغية أقعدته في بيته وحالته ليست أسوأ من المعاش الزهيد الذي يتقاضاه (أربعون ألف ريال)، وهذا الرجل المبدع قال عني شعراً:
ياليابلي علّم فأنت مدرسة
والمدرسة فيها لمن يطلب دروس
واللي مثيلك دوب طيب مجلسه
ويحب من يعلم معه دوب الجلوس
أنت كتاب قيّم جميل الفهرسة
من يقرأك يحصل على طيب النفوس.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى