> تقرير/ جمعان دويل

سوق الحمام بمدينة سيئون كما هو متعارف عليه بحضرموت الوادي، أُسس كموقع ثابت في ثمانينيات القرن الماضي، وهو من الأسواق الشعبية الشهيرة بالمدينة، حيث يتجمع هواة تربية الحمام والدواجن والأرانب على مدخل سوق الحرفيين الذي أنشأته إدارة البلدية الواقع شمال سوق سيئون بالخط المؤدي إلى مطار سيئون، ويتجمع الغالبية هواة لهذه الأصناف من الطيور والحيوانات منذ الصباح الباكر من كل جمعة، وهو اليوم الذي تتوقف فيه الدراسة ليتمكنوا من عملية البيع والشراء.

سوق شهير
وخلال السنوات الأخيرة ومع تدهور سوق الحرفيين توسع سوق الحمام واتخذ الساحة والشارع المؤدي لسوق الحرفين موقعاً شهيراً، وتبدأ الحركة فيه من بعد صلاة الفجر مباشرة وذروته من الساعة الخامسة والنصف صباحاً إلى الساعة الثامنة، ويتقاطر عليه الهواة من مختلف مدن وقرى حضرموت الوادي والصحراء وعدد من المحافظات الأخرى، وبقي كسوق شعبي شهير محافظاً على اسمه “سوق الحمام”، ولكن تطوّر من حيث الأنواع المعروضة، وأصبح يشمل كثيراً من الحيوانات الأليفة المختلفة والطيور، إضافة إلى سلالات مختلفة من الحمام والدواجن والأرانب وبأسعار مختلفة يتجاوز قيمة الزوج الواحد من الحمام ذكر وأنثى أكثر من مائة ألف ريال.
أنواع مختلفة
وقال الشاب (ع،هـ،ب)، وهو أحد أبناء مدينة سيئون ومن هواة الحمام: “السوق اختلف عن أول، وهذا ما يؤكده الكثيرون، ومن يزور السوق اليوم سيجد فيه سلالات جديدة منها الأوروبية وأخرى من الدول العربية مع تكاثر الهواة لهذه الطيور والحيوانات، كما أن لكل نوع منها سعراً خاصاً بها”.
وأضاف بائع دواجن (ن،ب،س) من مديرية تريم: “هوايتي تربية الدواجن منذ صغري وأسرتي ساعدتني على ذلك، إضافة إلى أن الوقت الحاضر أدخل أنواع وسلالات من الدواجن مختلفة، فرنسية ومصرية والرومي.. وغيرها، وملاءمتها للجو والمناخ مع سهولة تكاثرها لهذا تجدنا ننتظر لهذا السوق لبيع هذه السلالات وشراء سلالات أخرى غير موجودة في حظيرتي”.
تُعرض أنواع كثيرة للحيوانات بما فيها الديوك والدجاج
تُعرض أنواع كثيرة للحيوانات بما فيها الديوك والدجاج

الشاب (ب،ج،ب) خريج جامعي، هو الآخر أحد مربيي وبائعي الحيوانات الأليفة، قال في حديثه لـ “الأيام”: “إن هذه الهواية خلقت علاقات أخوية مع العديد من الشباب في العديد من المحافظات اليمنية سواءً عبر الأسواق الإلكترونية أو الزيارات  التي نقوم بها إلى تلك المحافظات أو قدومهم إلينا وزيارة هذا السوق، ومن خلال “الأيام” نطالب وزارة الزراعة والجهات المختصة بالسماح لنا بالتصدير لهذه الأنواع من الطيور وغيرها، لاسيما أن الكثير من الشباب استطاعوا أن يستنسخوا سلالات جديدة عبر التزاوج، وعند عرضها على المواقع ووسائل التواصل الاجتماعي يجدون طلباً عليها، ولكن يتعذر تصديرها نتيجة لعدم وجود وحدة بيطرية، والتي من شأنها أن تعطي التراخيص التي تثبت سلامتها وصحتها وخلوّها من الأمراض، وهو عائق أمام الشباب الهواة بحضرموت الوادي بدرجة رئيسة”.
صبي ظفر بديك لشراءه وتبدو عليه الابتسامة فرحًا
صبي ظفر بديك لشراءه وتبدو عليه الابتسامة فرحًا

أما الوالد (س،س،ط) من هواة أكل لحوم الدواجن الطازجة من مديرية القطن فقال: “أحضر كل أسبوع إلى هذا السوق لشراء (الديوك) الصغيرة وهي تشكل وجبة محببة لي، ولكن ما أتمناه من المعنيين والقائمين على هذا السوق هو الاهتمام به وتنظيمه، كأن يتم تخصيص موقع معين لكل نوع من تلك الحيوانات والطيور، فالعشوائية الحاصلة والمتمثلة باختلاف المواقع تتعب المتسوقين كثيراً، خصوصاً نحن كبار السن، أثناء عملية البحث عن باعة الدواجن وأماكنهم أو الأنواع الأخرى، ولكن مع هذا نقول الحمد لله فالأسعار فيها مقبولة للزبائن، علاوة عن كون لحومها أفضل كثيراً من المستورة والمجمدة”.

مطالبات
لقد أصبح سوق الجمعة للحمام في سيئون سوقًا شعبيًا شهيرًا، ومعرضًا لمختلف الحيوانات الأليفة برغم مدته القصيرة في الأسبوع، بل إنه أضحى ظاهرة شعبية، ويوماً له واقعه ومكانته الخاصة لدى الهواة من الشباب، والذين يتوزعون ما بين بائع ومشترٍ، فضلاً عن الآخرين الذين يحضرون لمشاهدة الطيور والحيوانات عن قرب لاسيما المستوردة من الدول العربية والأوروبية.
وطالب العديد من المتسوقين في أحاديث متفرقة لـ “الأيام” الجهات الرسمية بضرورة تشجيع الشباب الذين اتخذوا هذه الهواية مهنة من خلال توفير الإمكانيات التي من شأنها أن تساعدهم في عملية التصدير لطيورهم وحيواناتهم إلى الأسواق المشابهة في مختلف البلدان.