قصة صحابي: زيد بن حارثة - رضي الله عنه

> إعداد/ هاشم الخضر السيّد

> لمع خلال دعوة الرّسول صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام العديد من الصحابة الكرام الذين غيّروا مسار الدعوة، والذين لولاهم لما وصل إلينا الإسلام بالطريقة التي وصل إلينا بها، ومن هؤلاء الصحابة زيد بن حارثة الكلبي رضي الله عنه مولى الرّسول عليه الصلاة والسلام؛ إذ قام بتبنيه قبل البعثة، وزيد بن حارثة رضي الله عنه هو الصحابي الوحيد الّذي جاء ذكر اسمه في القرآن الكريم تكريماً له بعد قصّة التبني التي سنأتي على ذكرها بعد قليل.

اسمه ونشأته
هو زيد بن حارثة بن شراحيل بن عبد العزى. نشأته كان زيد رضي الله عنه مع أمّه قبل بعثته صلى الله عليه وسلم حين خطف من بين يديها وهي في طريقها لزيارة أهلها، فبيع في سوق عكاظٍ وانتهى به الأمر بين يدي السيدة خديجة رضي الله عنها غلاماً لها، وعندما تزوجت من سيدنا محمدٍ وهبته له صلى الله عليه وسلم، وقد كان يعامله أفضل معاملة؛ إذ كان الناس ينادونه زيد بن محمد، وعندما أتى جماعةٌ من قومه عرفوه، فسارعوا بإخبار أبيه الذي أتى هو وعمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليعتقوه، فاختار رضي الله عنه النبي بعدما رآه منه من حسن الخلق والتعامل على عمه وأبيه والحرية، وعندها خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة وقال: «يا أهل قريش اشهدوا، هذا زيد ابني يرثني وأرثه»، فأصبح بعدها الناس ينادونه رضي الله عنه بزيد بن محمد.

الغزوات التي شهدها
شهد زيد بن حارثة بدراً وأحداً والخندق والحديبية وخيبر، وكان من الرماة المعروفين. كما أرسله رسول الله أميراً في سرية إلى مكان يُسمى (الفَردة). ثم أرسله في سرايا أخرى، كانت الأولى إلى (الجَموم)، والثانية إلى (العيص)، والثالثة إلى (الطَّرَف)، والرابعة إلى (حشِمي)، والخامسة إلى (الفضافض)، وغيرهن من السرايا.

 زواجه
زوَّج النبي صلّى الله عليه و سلّم زيد بن حارثة من زينب بنت جحش، فطلقها زيد، وتزوّجها من بعده النبي عليه الصلاة و السلام، واختار لزيد زوجة جديدة هي (أم كلثوم بنت عقبة).

استشهاده
كان استشهاد زيد بن حارثة في غزوة مؤتة؛ إذ إنّه كان أول القادة الثلاثة الذين وضعهم عليه الصلاة والسلام في الغزوة، فعندما استشهد في الغزوة والقادة الثلاثة ذهب رسول الله إلى أهلهم ليعزيهم فعندما قدم إلى بيته رضي الله عنه تعلقت به ابنته وهي مجهشة بالبكاء، وكانت عندها المرة الوحيدة التي بكى فيها صلى الله عليه وسلم حتى انتحب أي ارتفع صوته، وهو ما وصفه النبي ببكاء الحبيب على حبيبه، فقد كان زيد بن حارثة من أحب الناس إلى قلبه صلى الله عليه وسلم وأعزّهم مكانةً عنده قبل الإسلام وبعده.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى