احذروا لصوص رمضان

> أياد محمد ناشر

>
إن المتأمل في واقعنا اليوم قد يجد الكثير من أبنائنا لا يعرفون كيفية استغلال أجر وفرصة شهر رمضان المبارك، وبغض النظر على أن هناك فئة قليلة ممن ينتظرون قدوم شهر رمضان بشوق ولهفة وذلك للصيام والقيام وإحياء الذكر بالمساجد وفعل الكثير من الأعمال الصالحة والخيرية، على عكس البعض الذين يرون شهر رمضان مجرد شهر لتطبيق طقوس دينية روتينية عادية لا روح فيها ولا يستشعرون ما فيها من لذة وحلاوة الطاعة.

فالصيام ركن عظيم من أركان الإسلام، وقد وردت الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة لتبين لنا عظمة هذا الأمر (الصيام)، ومن لم يعرف قدر وأهمية الصيام فقد يدخل تحت ما جاء، بمعنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «رُبَّ صائمٍ ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش». وقد يحرم أجره وثوابه، فالأمر خطير جداً، حينما يكون الصيام الامتناع فقط عن الطعام والشراب.
فالصيام الحقيقي أن تصوم بقلبك وقالبك وجسدك وجوارحك بكل صدق وإخلاص عن طوعية الله، أن يصوم بصرك عن النظر للمحرمات، وأن يصوم سمعك عن سمع لما يغضب الله، وأن يصوم لسانك عن السب والشتم والغيبة والنميمة، وأن يصوم فرجك عن الوقوع بالحرام حتى تصل إلى الغاية التي ترفعك وترتقي بك لتنال الدرجات العليا من الرحمة والرضا والفوز العظيم بجنات النعيم.

فرمضان هدية من الله وفرصة عظيمة للتغيير لما في قلوبنا ونفوسنا وإصلاح نياتنا وتقوية الوازع الديني لدينا.
فيجب أن يكون صيامنا صياماً صادقاً بشكل حقيقي، صياماً يحدونا إلى الطـاعات، صياماً يجعل بيننا وبين ما حرم الله حاجزاً منيعاً، وأيضاً وهو المهم في الموضوع الذي أريد الوصول إليه، هو أن نحذر من لصوص شهر رمضان ومنها: التلفزيون، فهو لص خطير يفسد صيام الناس وينقصهم الأجر، بما فيه من المفاسد كالمسلسلات والبرامج التافهة والسهرات المملة والروتين المتكرر كل عام.

ثانياً: لص السهر، وهو سارق الأوقات، يحرمك من صلاة الجماعة والتهجد والاستغفار، وخاصة في الثلث الأخير من الليل.
ثالثاً: المطبخ، وخاصة النساء تقضي وقتاً طويلاً لتحضير أطباق كثيرة لا تكاد تختلف عن بعضها إلا لحظة مرورها بالفم، وقد يلقى الكثير منها في القمامة.

رابعاً: الهاتف فهو لص العصر والخطر العظيم على أبنائنا وخاصة لما فيه من البرامج والتطبيقات المتنوعة، والتي قد لا تتناسب في استخداماتها لدى البعض الذين لا يحسنون التصرف، وقد يترتب عليها من الذنوب والآثام والمعاصي دون علمهم بها.
فالبدار البدار، والهمة الهمة، فلا ندع هؤلاء اللصوص يسرقوا منا الأجر في رمضان ويحرموننا الثواب، يجب علينا أن نتراحم فيما بيننا ونتكاتف ونبذل كل الخير بالصدقات ومد يد العون ومساعدة الفقراء والمحتاجين والتماس احتياجاتهم، فهكذا قد وفقنا الله لاستثمار هذا الشهر الكريم فيما يحبه ربنا ويرضاه.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى