الرياض: ناقلتا نفط سعوديتان ضمن 4 استهدفت قبالة ساحل الإمارات

> دبي/ لندن «الأيام» رويترز/ روسيا اليوم

>
ترامب: إقدام إيران على فعل أي شيء سيكون «خطأ فادحا»

قالت السعودية، أمس الإثنين، إن اثنتين من ناقلاتها النفطية كانتا ضمن سفن تعرضت لهجوم قبالة ساحل الإمارات، ووصفت هذا الهجوم بأنه محاولة لتهديد أمن إمدادات النفط العالمية، وذلك في خضم حالة من التوتر بين الولايات المتحدة وإيران.
وكانت الإمارات قالت، أمس الأول، إن أربع سفن تجارية تعرضت لعمليات تخريب قرب إمارة الفجيرة، أحد أكبر مراكز تزويد السفن بالوقود في العالم والتي تقع خارج مضيق هرمز مباشرة. لكن لم تذكر أي تفاصيل عن طبيعة الهجوم أو الجهة المسؤولة عنه.

ولم تقدم الإمارات معلومات عن جنسيات السفن الأربع أو تفاصيل أخرى بشأن ملكيتها. وقالت الرياض إن اثنتين منها سعوديتان وقالت شركة نرويجية إنها تملك إحدى السفن. وأظهرت لقطات لرويترز أن السفينة الرابعة إيه. ميشيل ترفع علم الإمارات‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬وهي ناقلة وقود سفن.
وقالت شركة توم لإدارة السفن إن ناقلتها لمنتجات النفط أندريه فيكتوري المسجلة في النرويج لحقت بها أضرار «جراء جسم غير معروف في المياه». وأظهرت صور اطلعت عليها رويترز وجود فتحة في جسم السفينة عند خط المياه.
صورة للتلفيات التي تعرضت لها سفينة خارج ميناء الفجيرة الإماراتي
صورة للتلفيات التي تعرضت لها سفينة خارج ميناء الفجيرة الإماراتي

وقال شاهد من رويترز إن غواصين يتفقدون الأضرار التي لحقت بالسفن.
وقال مسؤول عسكري أمريكي تحدث شريطة عدم نشر اسمه: «إن الجيش الأمريكي يساعد في التحقيق بناء على طلب من حكومة الإمارات».

وسعت إيران، التي دخلت في حرب كلامية متصاعدة مع الولايات المتحدة بسبب العقوبات والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة، للنأي بنفسها يوم الاثنين عن الهجوم.
ووصفت وزارة الخارجية الإيرانية هذا الحادث بأنه «مقلق ومؤسف»، وطالبت بتحقيق لكشف ملابساته.
دونالد ترامب في البيت الأبيض بواشنطن يوم الإثنين
دونالد ترامب في البيت الأبيض بواشنطن يوم الإثنين

وقال نائب بارز في البرلمان الإيراني إن «مخربين من دولة ثالثة» قد يكونون وراء الهجوم، وذلك بعدما قال يوم الأحد إن الحادث يظهر مدى هشاشة الأمن في دول الخليج.
ومما يعكس حجم المخاوف الدولية، حذر وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، من مخاطر «نشوب صراع عرضي» وحدوث تصعيد غير مقصود بين إيران والولايات المتحدة فيما يتعلق الاتفاق النووي.

مضيق
انسحبت واشنطن العام الماضي من الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية والذي يهدف إلى كبح طموحات طهران النووية. ومنذ ذلك الحين، شددت الولايات المتحدة العقوبات على إيران قائلة إنها تريد خفض صادراتها النفطية إلى الصفر.
ويمر من مضيق هرمز خمس استهلاك النفط العالمي من منتجي النفط الخام في الشرق الأوسط إلى الأسواق الرئيسية في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وخارجها. ويفصل الممر المائي الضيق إيران عن شبه الجزيرة العربية.

وكانت قوات الحرس الثوري الإيراني، التي تصنفها الولايات المتحدة منظمة إرهابية، هددت الشهر الماضي بإغلاق المضيق إذا تم منع إيران من استخدامه.
وارتفعت أسعار النفط، أمس الإثنين، مع تداول العقود الآجلة لخام برنت عند سعر 72.08 دولار للبرميل في الساعة 1416 بتوقيت جرينتش بزيادة قدرها 2.07 دولار.

وقال وزير النفط السعودي خالد الفالح في بيان إن إحدى الناقلتين تعرضت للهجوم في المنطقة الاقتصادية للإمارات بينما كانت في طريقها لتحميلها بالنفط السعودي من ميناء رأس تنورة لشحنه إلى عملاء شركة أرامكو السعودية في الولايات المتحدة.
وأضاف أن الهجوم لم يسفر عن خسائر في الأرواح أو تسرب للوقود لكن نجمت عنه أضرار بالغة في هيكلي السفينتين.

وذكرت مصادر تجارية وملاحية أن الناقلتين السعوديتين هما ناقلة النفط العملاقة (أمجاد) والناقلة (المرزوقة) وهما مملوكتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري). ولم ترد شركة البحري على طلب من رويترز للتعليق.
وقالت وزارة الخارجية الإماراتية، أمس الأول الأحد، إن الهجوم لم يسفر عن وقوع إصابات. مضيفة أن عمليات ميناء الفجيرة تسير بشكل طبيعي. وذكرت أن السلطات فتحت تحقيقا بالتنسيق مع الجهات الدولية، ودعت المجتمع الدولي إلى منع أي أطراف تحاول المساس بأمن وسلامة حركة الملاحة البحرية.

وشهدت أسواق الأسهم في دبي وأبوظبي أكبر تراجع في يوم واحد منذ سنوات يوم الاثنين حيث انخفض مؤشر بورصة دبي 4 بالمائة وتراجعت الأسهم السعودية ‭‭‭3‬‬‬‭‭‭.6‬‬‬ بالمائة.

أمن النفط
أيدت السعودية والإمارات بشدة العقوبات الأمريكية على إيران عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخصمهما الإقليمي. وبعد إلغاء الولايات المتحدة إعفاءات من العقوبات كانت قد منحتها لبعض مشتري الخام الإيراني، قالت واشنطن إن الرياض وأبوظبي ستساعدان في تعويض أي نقص في إمدادات النفط.
وقال الفالح إن الهجوم استهدف تهديد حرية الملاحة البحرية وأمن الإمدادات النفطية للمستهلكين في كافة أنحاء العالم.

وأكد على «المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في الحفاظ على سلامة الملاحة البحرية وأمن الناقلات النفطية تحسبا للآثار التي تترتب على أسواق الطاقة وخطورة ذلك على الاقتصاد العالمي».
ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية عن عباس موسوي المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية قوله إن «مثل تلك الحوادث لها تأثير سلبي على أمن الملاحة البحرية». مطالبا دول المنطقة «بتوخي الحذر من مؤامرات عناصر أجنبية لزعزعة الاستقرار».

وقالت الإدارة البحرية الأمريكية في إشعار يوم الأحد إن الحوادث التي وقعت قبالة الفجيرة لم يتم تأكيدها ودعت إلى توخي الحذر.
وكانت الإدارة قالت، في وقت سابق هذا الشهر، إن السفن التجارية الأمريكية بما في ذلك ناقلات النفط التي تبحر عبر الممرات المائية في الشرق الأوسط يمكن أن تستهدفها إيران ضمن عدة تهديدات تشكلها طهران للمصالح الأمريكية.

وقالت واشنطن إنها سترسل حاملة طائرات أمريكية وقوات أخرى إلى الشرق الأوسط بسبب ما وصفتها بالتهديدات الإيرانية، في حين وصفت طهران الوجود العسكري الأمريكي بأنه «هدف» وليس تهديدا.
من ناحية أخرى، وجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، تحذيرا لإيران، قائلا إن إقدامها على أي خطوة سيكون «خطأ فادحا».

وقال ترامب للصحفيين ردا على أسئلة حول التوترات الأخيرة في العلاقات مع إيران: «نتابع الأوضاع وسنرى ماذا سيحدث بشأن إيران... وفي حال قام الإيرانيون بأي شيء، سيكون ذلك خطأ فادحا».
هذا وقال المبعوث الأمريكي لشؤون إيران، براين هوك، في وقت سابق، إن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير قلقة من احتمال حرب مع إيران، وتريد صفقة جديدة معها.

وأضاف هوك في تصريح لصحيفة «صنداي تايمز» البريطانية أن إدارة ترامب لا تشعر بالقلق من نشوب صراع مع إيران، مشيرا إلى أن الإجراءات الأمريكية هي مجرد رد على «العدوان الإيراني».
وأوضح هوك أن «كل ما نقوم به دفاعي»، مضيفا أن إيران «لا تزال الراعي الرئيس للإرهاب في العالم. وإذا كانوا يتصرفون بهذه الطريقة دون سلاح نووي، تخيل كيف سيتصرفون في حال امتلكوه».

وعززت الولايات المتحدة حضورها العسكري في منطقة الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة في الأيام الأخيرة، وأرسلت قاذفات «بي-52» وحاملة الطائرات «أبراهام لنكولن» وسفنا هجومية أخرى إلى المنطقة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى