قصة أصحابي.. عبدالله بن عمرو بن حرام "أظلته الملائكة بأجنحتها وكلمه ربه بغير حجاب"

>
"مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا".
موعدنا اليوم مع أحد النقباء الذين بايعوا ليلة العقبة وشهد بدرا واستشهد يوم أحد.. إنه الرجل الذي ظلته الملائكة بأجنحتها وكلمه ربه بغير حجاب.. إنه الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن حرام.. والد جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.

قصة إسلامه
يقول كعب بن مالك رضي الله عنه: خرجنا إلى الحج.. وواعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم العقبة من أوسط أيام التشريق.
ومعنا عبد الله بن عمرو.. فكلمناه وقلنا له يا أبا جابر إنك سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا.. وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطبا للنار غدا.. ثم دعوناه إلى الإسلام.. وأخبرناه بميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إيانا العقبة.
قال: فأسلم وشهد معنا العقبة.. وكان نقيبا.. فلقد أراد النبي من أصحاب بيعة العقبة أن ينتخبوا من بينهم اثنى عشر زعيما يكونوا نقباء على قومهم.. فكان عبد الله بن عمرو بن حرام من نقباء الخزرج.
وانطلق بعد إسلامه رضي الله عنه يدعو إلى دين الحق.. ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ظل عبدالله ملازما له ينهل من هديه وعلمه وأخلاقه.

الله يتولى سداد دينه
عن جابر بن عبد الله رضى الله عنه قال: لما حضر "أحد".. دعاني أبي من الليل فقال: ما أراني إلا مقتولا فى أول من يقتل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.. وإني لا أترك بعدي أعز عليّ منك غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم.. وإن عليّ ديناً.. فاقض واستوص بأخوتك خيرا.
فأصبحنا فكان أول قتيل، قال: قلت يا رسول الله إن أبي ترك ديناً عليه وليس عندي ما أفيه به إلا ما يخرجه ثمر نخيله.. ولو عمدت إلى وفاء دينه من ذلك الثمر لما أديته فى سنين.. ولا مال لأخوتي أنفق عليهن منه غير هذا.
فقام رسول الله معي إلى بيدر تمرنا (الموضع الذى يكوم فيه التمر) وقال لي ادع غرماء أبيك.. فدعوتهم.. فما زال يكيل لهم منه حتى أدى الله عن أبي دينه كله من تمر تلك السنة.. ثم إني نظرت إلى البيدر فوجدته كما هو.. كأنه لم تنقص منه تمرة واحدة.

الملائكة تظله بأجنحتها
عن جابر بن عبد الله قال: لما كان يوم أحد جيء بأبي مُغطى.. فأردت أن أرفع الثوب.. فنهاني قومي.. فرفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمع صوتا باكية. فقال: من هذه؟ فقالوا: بنت عمرو.. أو أخت عمرو؟ فقال: ولمَ تبكي؟.. فما زالت الملائكة تُظله بأجنحتها حتى رفع.

الله يكلمه من دون حجاب
عن جابر بن عبد الله قال: لما قتل عبد الله بن عمرو يوم أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جابر! ألا أخبرك ما قال الله عز وجل لأبيك؟ قلت بلى. قال: ما كلم الله أحدا إلا من وراء حجاب.. وكلم الله أباك كفاحاً.. أي مواجهة ليس بينهما حجاب.. فقال يا عبدي تمنَّ عليّ أعطك.. قال: يا رب تحييني فأُقتلُ فيك ثانية.. قال إنه سبق مني (أنهم إليها لا يرجعون).. قال يا رب فأبلغ من ورائي.. فأنزل الله عز وجل هذه الآية: "ولا تحسين الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون".
الجدير بالذكر أن عبد الله بن عمرو بن حرام كان صهر الصحابي الجليل عمرو بن الجموح (ذكرنا قصته بالأمس).. واستشهد الاثنان في غزوة أحد.. ودفنا معا في نفس القبر بأمر من النبي صلى الله عليه وسلم.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى