مهمشو لودر.. سكنوا قريتهم 30 عاما فهجرتهم منها الحكومة وبيعت لتاجر «صور»

> زنجبار «الأيام» سالم حيدرة صالح

> واصل المهمشون من عمال صندوق النظافة بمديرية لودر وأسرهم وقفاتهم الاحتجاجية، لليوم الرابع على التوالي، أمام مبنى السلطة المحلية لمحافظة أبين، بمدينة زنجبار، احتجاجا على قرار تهجيرهم وطردهم من موقع سكنهم بالقوة في مدينة لودر من قبل السلطة المحلية والأجهزة الأمنية بالمديرية، بحجة أن الأرض التي بنيت فيها منازلهم والتي هي عبارة "عشش" و "صنادق" منذ ثلاثين عاما بيعت من قبل مالكها الذي يدعى "جواد" على التاجر ناصر الهارب صاحب مصنع الجلود، الأمر الذي أدى إلى تهجير أكثر من (100) نسمة من المهمشين، وبذلك أصبحوا بلا مأوى ويباتون في الشارع أمام مبنى السلطة المحلية بمدينة زنجبار في منظر مأساوي يندى له الجبين.
«الأيام» التقت عددا من المهمشين المحتجين على قرار تهجيرهم من مساكنهم، وخرجت بالحصيلة الآتية:


يقول المهمش محمد حميد محسن: "تعرضنا للظلم والتهميش والتهجير من مدينة لودر التي أحببناها وعشنا فيها طيلة ثلاثين عاما، ونحن من أبناء أبين الخير والعطاء وعمال في صندوق النظافة بلودر بعد أن تم الاعتداء علينا بالضرب بالرصاص وإجبارنا على مغادرة المدينة بالقوة، وجرفت عششنا وصنادقنا التي كنا نبات فيها وخرجنا لا نملك أي شيء، بعد أن أتى شخص يدعى "جواد" بعد خمسين عاما يدعي ملكيته للأرض التي بنينا عليها عششنا وأنه باعها للتاجر ناصر الهارب".


وأضاف: "كما تشاهدون نعيش أوضاعا مأساوية، بتنا نازحين مهجرين في محافظتنا، ونفترش الأرض في الشارع أمام مبنى السلطة المحلية بزنجبار، وقابلنا المحافظ أبوبكر حسين سالم ووعدنا بعمل الحلول المناسبة ولكن لم يحصل منها شيء حتى الآن، نحن من سكان هذه المحافظة لنا حقوق وعلينا واجبات ولسنا غرباء، ونحن عمال في صندوق النظافة، لكن للأسف لم يلتفت إلينا أحد، بل تركونا على قارعة الطريق".


بدورها قالت المهمشة عيشة علي قاسم: "كما تشاهدون نفترش الأرض ونبات في الشارع في منظر مأساوي، ليس معنا غذاء ولا ماء ولا فرش أو بطانيات، وننام على (الكراتين).. أين دور السلطة المحلية تجاهنا؟ لم يقدموا لنا أي شيء حيث تركنا كل ما نملك تحت تهديد السلاح من قبل الأجهزة الأمنية بلودر، والآن نعيش في هذا الوضع وسنواصل وقفتنا الاحتجاجية حتى يتم وضع الحلول المناسبة.. أين الرجولة والشهامة في أبين؟! أهكذا يتركوننا نحن النساء والأطفال نبات في الشارع دون رحمة؟!".

نفترش الشارع أمام مبنى المحافظة منذ 4 أيام ولكن دون أي استجابة لمطالبنا
نفترش الشارع أمام مبنى المحافظة منذ 4 أيام ولكن دون أي استجابة لمطالبنا

وقال المهمش علي سالم عرفان: "هجرنا من منازلنا العشش بلودر والآن نبات في الشارع العام أمام مبنى السلطة المحلية بزنجبار، ننفذ الوقفة الاحتجاجية للمطالبة بالعدول عن قرار تهجيرنا وعودتنا إلى لودر فنحن عمال صندوق النظافة وتكالبت علينا السلطة المحلية والأجهزة الأمنية وتم إرغامنا على الرحيل وأصبحنا في الشوارع دون مأوى نحن وأطفالنا معرضين للبعوض الناقل للأمراض".


المهمشة نور علي من جانبها قالت: "هجرونا من عششنا مرغمين ونحن لنا سنوات في مدينة لودر نخدمهم في العمل بصندوق النظافة والآن ننفذ هذه الوقفة الاحتجاجية نحن وأطفالنا المعوقين منذ أربعة أيام للمطالبة بإنصافنا جراء الظلم الذي لحق بناء، لكن لم نرَ أي استجابة لمطالبنا حتى الآن".. مطالبة محافظ أبين اللواء الركن أبوبكر حسين سالم ومنظمات المجتمع المدني بالوقوف مع قضيتهم كونها قضية رأي عام، "فتهجيرنا من لودر متعمد خاصة وأن أغلب أبنائنا يعملون في لودر".


وأوضح المهمش سالم محسن علي بالقول: "لم نتوقع أن يصل بنا الحال إلى هذا الوضع بأن نصبح مشردين مهجرين وبدون مأوى ولا نملك أي شيء بعد أن تم هدم كل ما نملك داخل العشش و(الصنادق) وخرجنا مرغمين تحت لعلعة الرصاص الحي من قبل الأجهزة الأمنية التي اعتدت علينا.. نريد حلولا لمشكلتنا، حرام أن نظل أكثر من أربعة أيام في الشارع نفترش الأرض دون أن تقوم الجهات ذات العلاقة بالنظر إلى معاناتنا نحن وأطفالنا في هذا الحر الشديد".

وقالت المهمشة حجة صالح علي: "أرغمنا على الرحيل والتهجير الإجباري بحجة أن الأرض تتبع أحد المواطنين وباعها على تاجر يدعى ناصر الهارب.. فإين كان صاحب الأرض طيلة الخمسين عاما؟ الآن نحن وأطفالنا المرضى والمعوقين في هذا المكان أمام مبنى السلطة المحلية بمدينة زنجبار في الشارع منذ أربعة أيام دون أن يلتفت إلينا أحد".


وتابعت: "نشكر «الأيام» الصحيفة الوحيدة التي نقلت مأساتنا ومعاناتنا دون تحيز، وعبرها نطالب المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان بالوقوف معنا في قضيتنا".

وقال المهمش حسين عرفان: "نعاني ظروفا صعبة في ظل الحر الشديد وفي منظر مأساوي، والسلطة المحلية غضت النظر عن قضيتنا وتركتنا عرضة للبعوض نحن وأطفالنا، وبتنا نفترش الأرض وننام على "الكراتين" دون أغطية".. مضيفا: "نناشد الإخوة في الهلال الأحمر الإماراتي إغاثتنا ودعمنا في هذا الظرف الصعب الذي نمر به، وهذا أقل واجب من قبلهم".


وأكد مصدر مسؤول في السلطة المحلية بمديرية لودر أن "الأرض التي كان يعيش عليها المهمشون في مدينة لودر تابعة لمواطن يدعى (جواد) اشتراها أيام سلاطين آل عوذلة عام 48م، حيث كان يعمل مع السلاطين واشترى هذه الأرض من مواطن يدعى (عوض الصوبي)، وبعد الاستقلال تم تأميم هذه الأرض مع قيام ثورة 14 أكتوبر 1963م، وبقيت الأرض مملوكة له وعاد بعد غياب طويل وطالب بأرضه وتم إعادتها له بحكم قضائي".

نطالب المحافظ والمنظمات الحقوقية والمدنية بالوقوف معنا في قضيتنا
نطالب المحافظ والمنظمات الحقوقية والمدنية بالوقوف معنا في قضيتنا

وأشار المصدر إلى أنه "تم بيع الأرض من قبل المالك على التاجر ناصر الهارب صاحب مصنع الجلود، وهذه هي أساس المشكلة، حيث تم إخلاء المهمشين من الأرض من قبل الأجهزة الأمنية بالقوة بعد أن رفضوا نقلهم إلى مكان آخر، وحاولنا وضع الحلول لهذه المشكلة لكن المواطنين بلودر رفضوا أن يتقبلوا بأن يسكن المهمشون بجوارهم بعد مقاومتهم للأجهزة الأمنية، وبحثنا لهم في مكان آخر لكن دون جدوى".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى