الموت يغلق عدسة مصور «اغتيال السادات»

> «الأيام» عن "الشرق الأوسط"

>
غيّب الموت، أمس، المصوّر المصري الكبير مكرم جاد الكريم، عن عمر يناهز 80 عاماً، بعد مغامرات صحافية اتسمت بالجرأة والشجاعة. وأُقيم قداس صلاة الجنازة على روحه، أمس، بكنيسة «السيدة العذراء»، بحي الزيتون (شرق القاهرة). ورغم أن جاد الكريم عمل مراسلاً حربياً ومصوّراً عسكرياً بمؤسسة «أخبار اليوم» الحكومية، وغطّى حرب اليمن في ستينات القرن الماضي، وحرب الاستنزاف بين مصر وإسرائيل، وحرب أكتوبر، وحرب تشاد، وحرب الخليج، فإنه نال شهرته الواسعة حول العالم بعد تصويره لحظة اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، بـ«حادث المنصة» الشهير، عام 1981، أثناء الاحتفال بذكرى انتصار حرب السادس من أكتوبر.

مجدي إبراهيم، رئيس شعبة المصورين بنقابة الصحافيين المصرية، يقول إن «المصوّر الكبير مكرم جاد الكريم، يُعدّ من أهم المصورين الصحافيين بمصر والعالم، بعدما نجح في توثيق عدد من الصراعات والنزاعات والحروب الدولية، ولكن صور اغتيال السادات جعلته في مكانة مرموقة لم يصل إليها أحد من قبل، خصوصاً من المصورين المصريين»، مشيراً إلى أنه «ظلّ المصور المصري الوحيد الذي نال جائزة (وورلد برس فوتو) عن صوره بحادث اغتيال السادات، لسنوات طويلة، حتى فازت المصورة المصرية هبة خميس، بالجائزة العام الماضي، عن مجموعة صورها (الجمال الممنوع) عن عادة (كي الثدي) المنتشرة بين الفتيات بمناطق كاميرونية».

وأضاف إبراهيم: «مر المصور الراحل بأزمات صحية في أيامه الأخيرة، وتم حجزه على أثرها بالمستشفى، وقامت نقابة الصحافيين المصريين بتكريمه، العام الماضي، وكان سعيداً جداً بهذا التكريم، وحكى لنا قصصاً ملهمة من مغامراته في تغطية الحروب والمواقف العصيبة التي تعرَّض لها خلال مشواره الطويل مع الكاميرا».

ولفت إبراهيم إلى أن «شعبة المصورين تدرس تكريم الراحل بعد وفاته، نظراً لما قدمه من أعمال وصور تاريخية بارزة خلال العقود الماضية».
وحصد المصور المصري الراحل العديد من الجوائز الدولية والمحلية (أبرزها جائزة «وورلد برس فوتو» عن صوره بحادث اغتيال السادات، وجائزتان من نقابة الصحافيين المصريين بعامي 1987 و1988، وجائزة التفوق الصحافي من نقابة الصحافيين 1981، وجائزة أحسن صور صحافية في حرب البوسنة 1986 من القوات المسلحة المصرية، وجائزة القوات المسلحة المصرية لأفضل صور صحافية عام 1993)، كما فاز بأربع جوائز صحافية من هولندا، وجائزة من النادي الصحافي الأمريكي.

وعن لحظة التقاط صور اغتيال الرئيس السادات، قال المصور جاد الكريم، في تصريحات صحافية: «كنتُ مع عدد كبير من المصوّرين نقوم بتغطية العرض العسكري من المكان المخصص لنا، لكني غيرتُ زاويتي لكي أحصل على صور مختلفة، وكان يتم أثناء العرض ما يُسمّى بالإسقاط الحر، الذي يقفز خلاله المظلّيون فوق ساحة العرض، وكان الجميع ينظرون إلى أعلى، ويتابعون ذلك، وفجأة توقفَتْ عربة مدفع، وفي لحظة نزل منها جنديان أطلقا النار بكثافة».

وأضاف: «بدأتُ بسرعة في تصوير ما يحدث، وكنت على بعد 12 متراً من مكان الرئيس السادات، على أحد جوانب المنصة، وكانت معي 5 كاميرات معبَّأة بالأفلام، فقد كنت أصوِّر بكاميرا أبيض وأسود لجريدة (الأخبار)، وكاميرا (سلايت) لمجلة (آخر ساعة)، وكانت كل كاميرا بها عدسة مختلفة، فالتقطتُ نحو 54 لقطة خلال الهجوم الذي لم يتجاوز الدقيقة، وقد اكتسبتُ هذه السرعة من تصويري لمباريات كرة القدم، حيث كنتُ مشهوراً بأن لديَّ أسرع رد فعل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى