الألحان الأصيلة.. وعبث المواهب الشابة

> كتب/ أحمد النظامي

>
أحمد النظامي
أحمد النظامي
تعد الأغاني اليمنية الأصيلة على مستوى الوطن العربي، أيقونات مشعة راسخة في الوجدان، وحاضرة في كل إيقاعاتنا الحياتية، لجمالية أساليبها، وعذوبة ألحانها، ومذاق كلماتها الهادفة، التي طالما عملت في تنمية الذوق العام، واحتلت مكانة مرموقة في الوسط النخبوي والجماهيري على مر الأجيال، ذلك لأنها جاءت ناضجة، هدفها الفن الراقي، وليس لهاث المادة والوجبات السريعة.

وبالتالي، ما يحسب لهذه الكنوز الفنية الجميلة، هو قدرتها على الاحتفاظ بخواصها ومقدرتها على التجدد، وصار لزاما على كل فنان صاعد، أن يشق طريقه ومشواره الفني، من أغاني التراث، وكذا أغاني رموز الفن كالحارثي، وأيوب، ومحمد سعد عبدالله، وفيصل علوي، والمرشدي، والكبسي، وبلفقيه.. وغيرهم، ليكون الانطلاق وفق قاعدة متينة.
لكن المؤسف والذي هو محور قضيتنا في هذه التناولة؛ هو قيام بعض المواهب الشابة من منشدين وفنانين، بعمل يكاد يخل بتراثنا الجميل ويتجلى ذلك في أخذ ألحان الأغاني الشهيرة وتركيبها على كلمات جديدة هابطة؛ بل ومقززة جدا جدا.

ومثل هكذا استبدال صار محط سخرية كثير من المتابعين، إذ لا يصح بأي حال من الأحوال تشويه الأغاني والألحان الجميلة، التي صارت راسخة في كل المواجيد، بل صارت تشكل جزءا من مخزون الناس الثقافي والاجتماعي، لا يصح تناولها بكلمات هابطة وساذجة من قِبل بعض الفنانين، ومعهم مجموعة من الشعراء الذين لا يعرفون من الشعر سوى النظم والمباشرة، فإذا بهم يندفعون لمجاراة مثل هذه الأغنيات الكبيرة بطريقة ضعيفة السبك شكلا ومضمونا.

على سبيل المثال هناك أغنية "يوم لحد في طريقي" نسمعها في بعض الشيلات، وقد استبدلت بكلمات خاوية جدا، أيضا أغنية "حبوب لا تغضب"، ومثلها أغنية "يا جانيات العناقيد"، وكذلك أغنية "من العدين يالله بريح جلاب".
هذه وغيرها ذات الشهرة اليمنية والعربية يقوم الشباب حاليا بسرقة ألحانها وتناولها بكلمات هابطة وسطحية بهدف مراهقاتي ومادي لا يسمن ولا يغني، بقدر ما يجعل مثل هذه المشاريع، أشبه بشجيرات عشبية سرعان ما تموت بفعل عوامل الجفاف الموسمي وتقلبات الأيام.

خلاصة الحكاية:
كفوا أيديكم وارفعوا أوتاركم عن العبث بتراث أجيال، كان وسيظل يسكن القلوب والدروب.
وسيكون أجمل حين يتم تناول التراث بكلماته وألحانه، وبهذا يكون شرف التجديد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى