تعثر جهود في الرياض وأبوظبي لإعادة تأهيل «المؤتمر» وإشراكه في تسوية مرتقبة

> «الأيام» غرفة الأخبار

> كشفت جريدة الشرق الأوسط اللندنية أن عملية توحيد أجنحة حزب المؤتمر الشعبي العام اليمني تحت قيادة واحدة لا تزال عملية بعيدة المنال، "رغم الجهود المبذولة إقليمياً ودولياً لإعادة الحزب إلى صدارة الفعل السياسي في البلاد"، في وقت تشير معطيات متعددة إلى تفاهم إقليمي ودولي حول رؤية لحل سياسي في اليمن لم تُكشف ملامحه وأطرافه بعد.

ووفقا لما نقلته الصحيفة ذاتها عن مصادر مؤتمرية، فإن أكبر عقبة تواجه مساعي إعادة لململة صفوف الحزب في الداخل والخارج هي مسألة التنافس على زعامته، ووجود أكثر من جناح بأجندات متضادة.

وقالت المصادر "في الوقت الذي تتمسك فيه قيادات الحزب في صنعاء الخاضعون للجماعة الحوثية بالقيادي صادق أمين أبو رأس، تدفع قيادات أخرى في الخارج بنجل الرئيس اليمني الراحل أحمد علي لتولي زعامة الحزب الذي أسسه والده وترأّسه ثلاثة عقود، قبل أن يقوم الحوثيون بتصفيته في الرابع من ديسمبر 2017 بعد أن أعلن فك الشراكة معهم ودعا إلى مواجهتهم عسكرياً".

وأوضحت أن قيادات حزبية بارزة تتمسك بتوحيد الحزب لكن على قاعدة أن يكون زعيمه هو الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي، إذ إنه كان نائباً لرئيس الحزب، صالح، قبل الانقلاب الحوثي، وقبل أن تسوء علاقته بالجناح الذي يتزعمه الرئيس الراحل، ويتم الإعلان في صنعاء عن إطاحته مع قيادات أخرى من المنصب الحزبي.

وفي سياق المساعي المستمرة للقيادات الحزبية المؤتمرية سواء الموجودة في الرياض أو في أبوظبي أو مسقط أو القاهرة، كشفت المصادر عن وجود هوة واسعة لا تزال هي المسيطرة خلال مختلف اللقاءات التي تجمع القيادات الحزبية. وكان الرئيس هادي عقد اجتماعاً، العام الماضي، مع قيادات الحزب في القاهرة في مسعى لاحتواء الموالين لجناح صالح، وتزعّم الحزب، غير أن مساعيه لم تُكلّل بالنجاح لوجود اعتراضات كبيرة من قبل الموالين لنجل صالح وتيار قيادات الحزب في الداخل.

وفي أحدث هذه المساعي التي جمعت الشيخ سلطان البركاني القيادي في الحزب ورئيس البرلمان مع قيادات حزبية أخرى في أبوظبي بحضور نجل صالح، لم يسفر الأمر عن أي تقدم جديد، سوى ما حدث من تلاسن على «تويتر» بين البركاني والقيادي في الحزب أبو بكر القربي. وعلى المنوال ذاته، بحسب المصادر الحزبية، لم تفلح قيادات الحزب خلال الاجتماع المنعقد في جدة، 22 من الشهر الحالي، في التوصل إلى أي رؤية جامعة لإعادة الحزب إلى مساره الطبيعي وإعادته إلى صدارة الواجهة السياسية، لجهة الصراع المستمر على الزعامة وعدم القدرة على عقد مؤتمر عام للحزب في الداخل اليمني لانتخاب قيادة جديدة وفقاً للوائح التي تحكمه.

وأكدت المصادر - بحسب الشرق الأوسط - أن الاجتماع الذي عُقِد في جدة برعاية سعودية لم ينجح في التوصل إلى حلول قريبة لانتشال الحزب من لحظة التيه التي يعيشها، والتي تفاقمت أكثر بعد مقتل صالح ورفيقه عارف الزوكا.

وفي حين صدر عن اجتماع جدة الذي انعقد بحضور القيادي البارز أحمد عبيد بن دغر ورئيس البرلمان سلطان البركاني بيان ختامي، رأى الكثيرون من أنصار الحزب أنه كان دون المستوى ولا يعكس خبرة حزبٍ حكَمَ اليمن لنحو ثلاثة عقود، بحسب قولهم. وجاء في البيان أن الاجتماع جاء «انطلاقاً من استشعار مجموعة من قيادات وكوادر حزب المؤتمر الشعبي العام لمسؤوليتهم التاريخية تجاه الوطن، وما يمر به من أحداث ومؤامرات جسام تكاد تعصف به وتخرجه من محيطه الإقليمي، تسبب فيها الانقلاب الذي قامت بها الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني».

كما أرجعت القيادات في الفقرة الأولى من البيان سبب الاجتماع إلى ما يعانيه الحزب «من محاولات لتشتيته وتشظيته وحرفه عن مساره الوطني وعن دوره الريادي، بحسب حجمه وموقعه الكبير على امتداد الخريطة السياسية والشعبية للجمهورية اليمنية». وأكد المجتمعون أن اللقاء كان حصراً على القيادات المؤيدة للشرعية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي وبرعاية كريمة من المملكة العربية السعودية. وأشار البيان إلى ترؤّس القيادي بن دغر للاجتماع بحضور البركاني، وقال إن «المجتمعين اتفقوا على أهمية توحيد حزب المؤتمر الشعبي العام، وإيجاد إطار عام لتفعيل دور الحزب في الحياة السياسية اليمنية، وقرروا الاستمرار في المداولات والمناقشات والتواصل الفعال مع قيادات المؤتمر في الخارج والداخل لحثهم على المشاركة في هذه الجهود».

وأكد البيان على تمسك القيادات التامّ بمقررات المؤتمر العام للحزب الذي عُقِد في عدن في 2007. واحترام وصايا الرئيس علي عبد الله صالح، وعدم استثناء أي أحد من قيادات المؤتمر الشعبي العام، والتأكيد على أهمية الخروج بنتائج إيجابية خلال هذه الاجتماعات لتحقيق متطلبات وطموح قواعد المؤتمر الشعبية.
ودعا المجتمعون في بيانهم جميع قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام إلى تغليب مصلحة اليمن والحزب، وعدم التأخر في التفاعل مع إخوانهم لتوحيد الجهود وتفعيل دورهم القيادي.

ويعني التمسك بمقررات مؤتمر الحزب العام في 2007، التي شهدت آخر انتخابات له، الإبقاء على ترتيب القيادات كما هي في مناصبها التنظيمية بما في ذلك بقاء الرئيس هادي نائباً لرئيس الحزب.
وأعرب المجتمعون عن شكرهم وتقديرهم لتحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، على الدعم اللامحدود للجمهورية اليمنية والحكومة الشرعية، والتصدي للمشروع الإيراني في المنطقة العربية، وفي اليمن على وجه الخصوص.

وبالتزامن يشهد ملف الأزمة اليمنية تطوّرات سياسية وميدانية متسارعة تحمل إشارات لمخرج وشيك من الحرب تواتر ذكرها في الخطاب السياسي للأطراف المعنية بالأزمة دون تفصيل في طبيعة ذلك المخرج وطريقة الوصول إليه.
ونقلت وكالة رويترز، أمس الأول، عن مصدرين دبلوماسيين القول إنّ محادثات قد تبدأ بحلول الخريف القادم بشأن توسيع نطاق هدنة سارية تم التوصل إليها قبل نحو ثمانية أشهر برعاية الأمم المتحدة في مدينة الحديدة لتصبح وقفا عاما لإطلاق النار.

وأضاف المصدران أن هذا قد يمهد السبيل لإجراء مفاوضات بشأن إطار سياسي لإنهاء الحرب بين الحوثيين المدعومين من قِبل إيران والقوات اليمنية التي يدعمها التحالف العربي بقيادة السعودية.
كذلك قال مصدر في المنطقة مطلع على التطورات اليمنية إنّ ثمة زخما حقيقيا لوقف الأعمال العسكرية بحلول ديسمبر القادم رغم أن "مليون شيء قد يفشل".

وأبدى المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفثس، في وقت سابق، تفاؤله بإمكانية إنهاء الحرب في اليمن قريبا بفعل إصرار فرقاء الصراع على إيجاد حلّ سياسي وقناعتهم باستحالة الحلّ العسكري.
وعلى الأرض تدعم بعض التحركات العسكرية فرضية قرب نهاية الحرب حيث تمّ، الأربعاء الماضي، الكشف عن انسحاب جزئي للقوات السودانية المشاركة ضمن التحالف العربي من بعض مناطق تمركزها غربي اليمن.

وقال المتحدث باسم القوات المشتركة في جبهة الساحل الغربي العقيد وضاح الدبيش، لوكالة لأناضول، إن القوات السودانية المشاركة في جبهة الساحل الغربي، انسحبت من ثلاث مناطق كانت تتواجد فيها.
وأوضح أن قوات تابعة للجيش اليمني حلّت محل القوات السودانية المنسحبة في إطار عملية إعادة تموضع القوات المشتركة في الساحل الغربي والمكونة من أكثر من 11 لواء عسكريا.

وجاء انسحاب القوات السودانية إثر إعلان دولة الإمارات الشريكة الرئيسية للسعودية في التحالف العربي باليمن عن تنفيذ عملية إعادة نشر لقوّاتها اعتبر جريفثس أنّها يمكن أن تشكّل "قوة دفع باتجاه السلام"، مؤكّدا أن تأثير عملية إعادة الانتشار الإماراتية "قد يكون ذا أهمية إستراتيجية كبيرة".
وكانت الإمارات قد أعلنت على لسان أحد مسؤوليها في معرض شرحه لدوافع عملية إعادة الانتشار عن "الانتقال من إستراتيجية القوة العسكرية أولا إلى إستراتيجية السلام أولا".

كذلك كتب وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش، في مقال له بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، إنّه يتوجب على المتمردين الحوثيين أن ينظروا إلى خطوة إعادة نشر القوات الإماراتية على أنّها "إجراء لبناء الثقة من أجل خلق زخم جديد لإنهاء الصراع"، مضيفا في مقاله "لم يكن هناك نصر سهل ولن يكون هناك سلام سهل"، ومؤكّدا "الوقت الآن هو لمضاعفة التركيز على العملية السياسية".

ويضع المبعوث الأممي مارتن جريفثس ضمن أسباب تفاؤله بسلام وشيك في اليمن، توسّع رقعة التوافق الدبلوماسي الإقليمي والدولي على الحلّ السياسي في اليمن.
وتقول مصادر يمنية إنّ جريفثس نجح خلال آخر جولة قام بها في إطار جهود السلام التي يقودها بإقناع روسيا بالانخراط أكثر في عملية البحث عن حلول، وذلك بعد أن ظلّت موسكو طوال السنوات الأربع الأخيرة حذرة في تعاطيها مع الملف اليمني محاولة التزام الحياد حفاظا على مصالحها مع مختلف الدول ذات الصّلة بالملف.

وكان جريفثس قد زار موسكو الشهر الجاري ضمن الجولة التي قادته أيضا إلى كلّ من الرياض وأبوظبي ومسقط وصنعاء، قبل عرضه أمام مجلس الأمن في نيويورك لإفادته بشأن الأوضاع اليمنية.
واستقبلت موسكو، الأربعاء الماضي، وفدا من جماعة الحوثي الذي أجرى مباحثات حول مستجدات الأزمة اليمنية، مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف.

وبحسب وكالة "سبأ" التابعة للجماعة فقد استقبل بوغدانوف رئيس الوفد الحوثي المفاوض محمد عبدالسلام والوفد المرافق له. و "جرت خلال اللقاء مناقشة المسار السياسي واتفاق السويد والخطوات التي تم تنفيذها والتقدم فيها".
وحسب ذات المصدر، تطرق اللقاء إلى "أهمية الدور الروسي على المستوى الإقليمي، وانعكاسه على الوضع اليمني في تهدئة التصعيد ومنع المزيد من التوتر، لكون اليمن يمثل النقطة الأساسية نحو التهدئة الإقليمية".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى