> نجيب صديق
حين تسقط ورق التوت من بعض الناس يتعرى الجسد كاملاً، وحين تسقط الأخلاق من بعض الناس وهم محل ثقة عند العامة فإن الخراب بعينه يصيب ذلك المرء. وهكذا..
وأعطيكم دلالة على ذلك.. عندما يُصدر قرار بشخص ما.. لمسئولية ما.. وهو لم يكن شيئاً ما.. فإن وجوده في هذه المسئولية تتحول إلى كارثة ما..
* نجاح المسئولية لأي امرئ تتعلق بقدرته على الأداء والكفاءة.. وفشله مرتبط ومرهون بضيق الأفق وعصبية الارتباط، إما للثقافة التي عاشها وتربى عليها، وإما لسلوكه وأخلاقه التي مارسها طيلة حياته في أداء مهامه.
لذا فإن أسباب ذلك الانهيار تعود أولاً وأخيراً إلى تلك الأفكار التي غرست وترعرعت ونضجت وصارت عناوين بارزة في إدارة البلاد والعباد.. وتلك هي منظومة الفساد.
* كما أن غياب مبدأ المساءلة التي يتوجب أن تشمل كل من ارتكب فعلا فاسدا أو يساهم في تعزيز الفساد من موقعه المسئول فإن الأمر يتعزز في تقوية منظومة الانهيار العام للمجتمع ويضرب بشكل مباشر في تهديم صرح الدولة ومفهومها المدني والقانوني، ويعضد منظومة الفساد التي تصير صاحبة الأمر والنهي التي ترتهن لها السلطة والشعب.
* وإسقاطاً على البعض، فإن ثمة بشر من هؤلاء يتمتعون بهذه الصفات التي تصيب المجتمع في مقتل.
إن تعري بعض هؤلاء الناس عن قدرتهم على إدارة مسئولياتهم ينطلق من خطين: إما نجاح أو فشل في الإدارة.
* إننا ونحن نعيش هذه اللحظة من الزمن التي أصابت المجتمع برمته من التشوش والانهيار لمنظومة الحكم وعلى كافة المستويات، فإننا لا نتوانى في المساهمة، إما بقصد أو بغير قصد في خلق مثل هذه الأجواء.. سلطة وشعبا.. مشاركين جميعاً في هذا الانهيار والتعري لقيم الإنسان والمجتمع.
* ولكي نحمي أنفسنا والجيل القادم والمجتمع كله فإن الأمر يتطلب إعادة صياغة مفهوم الناس للأخلاق التي ترفض كل ما هو مشين وفاسد.. وأن نبحت عن قيم جديدة لإعادة بناء دولة أساسها الحب والاستقرار.. وفوق كل ذلك القانون على الجميع.