بلادي إلى المجد هيا انهضي

>
 يؤكد الكثير من أساتذة التاريخ والمثقفون أن إعمار الثورات طويلة وقد تفوق إعمار الأفراد القصيرة، وذهب البعض بوضع حدود تقريبية أن الثورات تحقق أهدافها من 80 إلى 100 عام، لذلك لا نستبعد أن الأهداف التي ناضل من أجلها أجدادنا في ثورة أكتوبر منذ منتصف القرن الماضي وأنشدوا بالحلم الكبير بالمجد والنهضة «بلادي إلى المجد هيا انهضي، وسيري بعزم الشباب الأبي، بدأنا كفاح البناء فاهنئي، لينعم شعبي بعيش هني» ستتحقق تلك الأهداف اليوم وفي عهد جيلنا، وأننا أخيراً وبعد الكفاح الطويل سنحصد اليوم سنين النضال وستنهض البلاد إلى المجد وسنعيش في حياة كريمة.

ليس بغريب أن المشوار الكفاحي الذي سلكه الشعب في الجنوب وبدأه راجح بن غالب لبوزة من جبال ردفان الشماء، عندما أطلق أول شرارة في 14 أكتوبر عام 1963م سيستمر ويأخذ كل هذا الوقت والثورات والمنحنيات، ويختمه اليوم عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي بإعلان السيطرة على العاصمة عدن ومن ثم استعادة الدولة الجنوبية حرة مستقلة استقلالا حقيقيا ترفرف رايتها من على عدن، فالأجيال حلقة مستمرة والشعوب مجبولة منذ القدم بعشقها للحرية والتقدم عبر سلسلة نضالات متتالية لا تتوقف ولا تنقطع، مهما طالت المدة، ولن تكل أو تمل الشعوب أو تتهاون مع تضحيات الشهداء الأبرار ولن تقبل من يساومون على قضاياها المصيرية.

هذه هي الشعوب الحية التي لم تخضع لدكتاتور أو محتل، عندما يصبح الشعب رجالاً ونساء، صغاراً وكباراً، غير راضين عن ظروفهم المعيشية وأوضاعهم الاقتصادية وحياتهم المعرضة للذل والهوان، ولن يستطيع أحد أن يقف في طريقهم، سيمضون في طوفان بشري قدما نحو تحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم، ويتقدمهم ممثلوهم، وتاريخياً الشعوب لا تمثل بقيادات وهمية غير موجود على الأرض، الشعوب تمثلها قواها الحية والفاعلة، قوى الثورة التي تستند على أرض الواقع وتقف على تراب الوطن، وتسعى إلى تحقيق أهداف الشعب وطموحاته.

الثورة الفرنسية التي استمرت قرابة 80 عاما، منذ انطلاقها في العام 1789م إلى عام 1871م، خلال هذه الفترة شهدت فرنسا مدا وجزرا وقيام 4 ثورات متتالية وكانت تسير نحو الأمام إلى أن حقق الشعب تطلعاته وأهداف ثورته المباركة بقيام الجمهورية الفرنسية الثالثة، بفضل قوة الإرادة الشعبية ووعي الجماهير والتوحد خلف قيادتهم الثورية، جميعها عوامل صبت نحو التغيير للأفضل والتخلص من الأوضاع المتردية القديمة والقضاء على الحكم المطلق والامتيازات التي كانت تستأثر بها طبقة الملوك والنبلاء والارستقراطية والبرجوازية التي نحن مازلنا نعاني منها حتى يومنا هذا.

أيها الجنوبي الكريم انهض إلى المجد ولا تلتفت إلى الوراء، فأعداء أرضك كثيرون لا يريدون لك الخير والحرية والاستقلال والسيادة على أرضك، أنت من تحمي أرضك وتديرها وأنت صاحب القرار فيها وليس غيرك المستوردون من الشمال، إلى المجد انهض وأزح الستار وانفض الغبار، وسنخرج من النفق المظلم، والمطلوب هو الاصطفاف خلف قيادة المجلس الانتقالي في خطواته القادمة.​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى