الكبار لا يرحلون!

> فؤاد باضاوي

> تسارعت بنا الأيام والسنين ويأتي العيد ليجمع شمل الأهل والأحباب وتهل علينا الذكريات بحلوها ومرها.. ويطل علينا المذياع بأغنية العيد "أقبل العيد" رائعة الشاعر غالب باعكابة كلمات ولحن وأداء صوت المكلا الراحل كرامة سعيد مرسال، الذي غادرنا قبل سنوات إلى دار البقاء والخلود وسط زحمة وفرحة عيد الأضحى المبارك..
رحل صوت المكلا الصادق ورحلت معه ذكرياتنا الحلوة.. رحل مرسال الطرب الحضرمي والأصالة ولكنه لم يرحل إلا إلى القلوب التي أحبته ليسكن الوجدان ويحرك الأشجان، فالكبار لا يرحلون وإن رحلت أجسادهم.. فتخلدهم أعمالهم ويسجلون في صفحات التاريخ بأحرف من نور ليظلون منارا للأجيال كلما أطل موعد الفراق وذكرى الرحيل.
ومرسال المكلا وحضرموت تاريخ لا ينسى ولن يمحو من الذاكرة مطلقا.

نعم تشتاق لك المكلا وشواطئها ومياه بحرها وأزقتها وكل شبر فيها، فأنت فيها سيد العشاق وحيا زمن فيك رائق عدى ويا ليت لا عدى الزمن لي راق.
تعيش أنت وتبقى خالدا فينا إلى ما شاء الله، وتظل أغنياتك وألحانك عائشة تتجدد مع مر الأيام، أقبل العيد وسروري من سرورك ولبيك يا موطني ولبيك يا تاج اليمن ومتيم وغيرها الكثير من الروائع اللحنية الخالدة، تمر بنا عيد الأضحى تذكرنا وتحزننا في عز الفرح بعد ما عز اللقاء في أحد أيامه قبل سنوات وآه ما أقسى الفراق.
خمس سنوات انصرمت على يوم وفاته كأنها اليوم ثقيلة ثكلى تمر علينا بهدوء مثل ساير الأيام ويتذكرك الأحباب والعشاق وكل شارع وزقاق يتردد صدى صوتك يناجيك، أي شيء غير حبي لك، أهديه وأفخر، كل عام يا حبيبي أنت في خير وأكثر.

في مثل هذه الأيام كانت الفاجعة وأزف للمدينة الخبر الحزين، الفنان كرامة مرسال في ذمة الله، توشحت مكلانا السواد في عيدنا الأكبر عيد الأضحى المبارك، وتوقفت أغنياتك وألحانك، وتوقفت حركة المدينة وصار خبر وفاتك حديث المدينة وأهلها، وتوقفت لغة الكلام وساد الصمت الرهيب المكان، ولا حديث إلا للدموع وتراتيل الحزن. آه أي يوم هذا اللهم لا اعتراض على قضائك وقدرك.

في مثل هذا اليوم رحلت كرامة مرسال فصار هذا اليوم عنوانا للوداع الأبدي. فسلاما كرامة مرسال يوم ولدت، ويوم رحلت، ويوم أن تبعث حيا!​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى