الزبيدي: سنعيد النخبة الشبوانية أكثر قوة

> النص الكامل لخطاب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي

> رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات الجنوبية المسلحة  
الثلاثاء، 27 أغسطس 2019م
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله القائل: "الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ" والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، وعلى آله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.
أيها الشعب الجنوبي العظيم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نطل عليكم اليوم في هذه اللحظة الدقيقة من تاريخ شعب الجنوب، لنؤكد لكم ثباتنا على عهد الرجال للرجال، الذي قطعناه على أنفسنا أمام شعبنا، بقيادة سفينة الوطن والإبحار معاً حتى الوصول إلى شاطئ الأمان الذي اختاره شعبنا وناضل لأجله طويلاً، والمتمثل باستعادة استقلال الجنوب وبناء دولته الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو 1990م، ولن نحيد عن ذلك الدرب قيد أنملة بعون الله وتوفيقه، وبثباتكم وإرادتكم وإصراركم وقدرتكم بالتغلب على التحديات واجتياز المنعطفات بثقة المؤمنين الواثقين بنصر الله.

لقد تابعنا جميعاً الأحداث التي تلت عملية اغتيال الشهيد البطل منير اليافعي "أبو اليمامة" والتي كانت بداية لمخطط إسقاط العاصمة عدن بيد الجماعات الإرهابية المسنودة بقوات شمالية تعمل جميعها تحت مظلة الحكومة اليمنية بإدارة مباشرة من الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، إلا أن الإرادة الوطنية للقوات المسلحة الجنوبية كانت أقوى من مؤامراتهم، حيث انتصرنا وتخلصنا من هذه الجماعات التي كادت أن تدمر الإنجازات الوطنية الجنوبية، وما تلى ذلك من تأييد شعبي عظيم في السادس عشر من أغسطس 2019م، وبعد أن تأكدنا أن العاصمة عدن بخير وأمان، التزمنا مباشرة بالتهدئة التي دعت لها قيادة التحالف العربي وأوقفنا إطلاق النار، ثم استجبنا لدعوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية وذهبنا إلى مدينة جدة للتباحث حول الوضع في الجنوب.

لقد كانت دعوة المملكة العربية السعودية الشقيقة لقيادة المجلس الانتقالي للحوار في مدينة جده خطوة هامة حظيت باهتمامنا الكبير وتعاطينا معها تعاطياً إيجابياً ومسئولاً؛ حيث تبادلنا وجهات النظر مع صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب وزير الدفاع، وكذلك الفريق الركن الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز قائد القوات المشتركة، وكانت اللقاءات مثمرة وإيجابية نحو استقرار وأمن المنطقة وتعزيز دور التحالف العربي ضد التمدد الإيراني، إلا أن ذلك لم يرق للحكومة اليمنية التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين، والمتنفذون العسكريون وتجار الحروب، حيث قامت قواتهم العسكرية المتمركزة في مأرب مدعومة بعناصر تنظيم داعش الإرهابي والقاعدة بغزو محافظة شبوة بقوات عسكرية وجيش جرار يحمل مختلف الأسلحة الثقيلة، في تكرار كامل الأركان للغزو الذي تعرض له الجنوب في 1994م و2015م، وعلى إثر ذلك، تفجر الموقف، بينما التزمنا بوقف إطلاق النار والتهدئة في بيان رسمي أصدرناه في يوم الجمعة الثالث والعشرين من أغسطس 2019م، استجابة لدعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلا أن قرار التهدئة ووقف إطلاق النار تم استغلاله من قِبل قوات الإرهاب بهدف التقدم وتدمير قوات النخبة الشبوانية التي تكافح الإرهاب في عملية انتقام واضحة لصالح تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وإعادته إلى المحافظة، وخدمة لمشاريع إقليمية مشتركة بين داعمي الميليشيات الحوثية وجماعة الإخوان المسلمين، في عملية اختراق واضحة تستهدف المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف.

يا جماهير شعبنا الجنوبي العظيم..
إننا لن نحمل المسؤولية غيرنا ولن نتهم جهات داخلية أو خارجية بأنها خذلتنا كما تفعل ذلك ما تسمى بالحكومة اليمنية وقياداتها التي تلجأ عادةً إلى التباكي وكيل الاتهامات والشتم والتجريح والإساءة حتى لدول التحالف، بل إننا نتحمل المسؤولية الكاملة بكل شجاعة لما حصل لقواتنا في شبوة، وإننا نؤكد قدرتنا الكاملة على تجاوز ما حصل ونقولها بثقة عالية نستمدها من الله ومن إرادتكم ومن قناعاتنا الوطنية بأننا سنعيد النخبة الشبوانية أكثر قدرة وقوة على التصدي للجحافل الإرهابية التي تركت الحوثي يسرح ويمرح بمناطقها ووجهت قواتها نحو شبوة والجنوب، في دلالة واضحة على عدم وجود أي جدية تجاه التخلص من جماعة الحوثي في الشمال، وقد فسرت العملية التي حدثت في شبوة حاجة قيادة التحالف العربي إلى مراجعة الوضع في الشمال طيلة السنوات الأربع الماضية بشكل دقيق ومفصل.

يا مغاوير قواتنا الجنوبية المسلحة..
إننا نقدر عالياً حماسكم واستبسالكم، واستعدادكم لخوض معركة الوطن، ونؤكد لكم أن استمرار استهدافكم من قِبل أعداء الله والوطن هو ثمن وقوفكم مدافعين عن قضيتكم وعن شعبكم، وهو ثمن امتلاككم للكرامة والأنفة والوطنية التي فقدها الآخرون، إن ثباتكم على الحق ما هو إلا دليل على صدقكم ووفائكم، وإننا جميعا فخورون بكم وبدوركم البطولي في التصدي لقوى الشر والإرهاب، وسنكون معكم وإلى جانبكم حتى تحقيق الأهداف الوطنية المنشودة في الجنوب.

إن قوات النخبة الشبوانية هي جزء لا يتجزأ من مؤسسات القوات المسلحة والأمن الجنوبي، ونتحمل مسؤولية إعادة بنائها، وإعادة اعتبارها، وهذا وعد أمام الله وأمامكم، سنكون معها لتعود أقوى مما كانت، وستكون قياداتها المخلصة وعناصرها الوطنية رائدة لهذا المشروع الوطني في محافظة شبوة المتمثل في إعادة فرض الأمن ومكافحة الإرهاب والتطرف، إننا نحيي صمودهم الأسطوري، وتضحياتهم واستبسالهم، نحيي وطنيتهم، وسيكون النصر حليفنا جميعاً في شبوة.

الأخوات والإخوة..
كما كشف هذا العدوان السافر على أرض الجنوب، بأن ذلك الجيش القابع في معسكرات مأرب ووادي حضرموت والمهرة وأجزاء من شبوة، بما يمتلكه من عتاد وأسلحة وتجهيزات وقوة بشرية هائلة، لا يبالي بمسألة تحرير صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الحوثي، ولا يهمه أهلها بقدر اهتمامه بفرض سيطرته على منابع ثروات الجنوب وآباره النفطية، التي استحوذت عليها وتقاسمتها قوى الغزو الفاشي إبان الاجتياح العسكري الغادر لأرض الجنوب في صيف عام 1994م، غير عابئةٍ بقرارات الشرعية الدولية المتمثلة بقراري مجلس الأمن الدولي (924- 931 لعام 1994م) ولا البيان الصادر عن اللقاء الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي، والتي أكدت على عدم فرض الوحدة بالقوة، ودعت إلى حوارٍ عاجل بين الطرفين لحل النزاع، ها هو اليوم العدو ذاته يبعث ميليشياته الحزبية الحاقدة مشحونة بنفس عدواني، ومدفوعة بفتوى دينية تبيح لها قتل أبناء الجنوب بحجج واهية.

لقد كشفت أحداث الأسابيع المنصرمة في عدن وأبين وأخيراً في شبوة حجم التواطؤ والتنسيق والتماهي فيما بين الحوثي والإخوان المسلمين، وباقي التنظيمات الإرهابية، وهو ما وضعنا وسائر الشعب الجنوبي الثائر، أمام خيار التصدي لمخططات الأعداء، لأن أي خيار آخر سوف تكون نتيجته الإضرار الكامل بقضيتنا وشعبنا ومنجزاتنا الوطنية المكتسبة.

وبرغم قدراتنا وإمكانياتنا على صد العدوان الغاشم، إلا أننا بقينا عند تعهدنا الذي قطعناه أمام التحالف، رغم مآخذنا وعتبنا على طريقة تعاملهم مع الأحداث، الذي جسد انحيازاً واضحاً للطرف الآخر رغم تعديه وعدوانه، واستخدامه لعناصر إرهابية، وانتهاجه سياسة الأرض المحروقة، وهذا لا يلغي أبداً حقنا في الدفاع عن محافظة شبوة الباسلة حتى تأمينها بشكل كامل.

وعليه، فإننا ومن موقع المسؤولية الملقاة على عاتقنا:
- نؤكد على موقفنا الثابت والمبدئي إلى جانب التحالف العربي، واستمرارنا في محاربة التمدد الإيراني ومكافحة الإرهاب في المنطقة، كما نجدد رفضنا القاطع لأي تواجد عسكري شمالي على أرض الجنوب.
- ندعو كافة الفاعلين الإقليميين والدوليين لدعم قدرات أجهزة الأمن ومكافحة الإرهاب في الجنوب، واتخاذ موقف حازم وحاسم، من القوى الساعية لتدمير مؤسساتنا العسكرية والأمنية التي أثبتت جديتها في مكافحة الإرهاب، ونؤكد أننا لن نقف مكتوفي الأيدي.

- نؤكد على أن تأمين شبوة ووادي حضرموت والمهرة وأرخبيل سقطرى ومكيراس أولوية ملحة للجنوب وللأمن والسلم الإقليمي والدولي، ولا تقل أهمية عن تأمين العاصمة عدن، وندعو التحالف العربي والدول التي تشارك بمكافحة الإرهاب إلى إلزام القوات الشمالية الجاثمة في هذه المناطق الجنوبية على التوجه الى جبهات القتال لمواجهة الميليشيات الحوثية.

- على جميع الأجهزة الأمنية والوحدات العسكرية الجنوبية، التزام أقصى درجات الاستعداد والتنبه واليقظة الدائمة ورفع الجاهزية، وتحمل مسؤولياتها الوطنية في هذا الظرف الدقيق، لحفظ أمن واستقرار الجنوب، والتعامل الحازم مع أي مجموعات إرهابية او اختلالات أمنية.

- نُهيب بكافة المواطنين إلى اليقظة والحذر، وعدم الانسياق وراء الشائعات المغرضة التي تروجها مطابخ الأعداء لإرباكهم وتدمير معنوياتهم، وندعوهم لمساندة الأجهزة الأمنية، والتنبه لأي خلايا إرهابية والإبلاغ عنها، والاصطفاف الوطني الجامع لحماية الجنوب والحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، وكشف الإشاعات والدعايات المغرضة.

- نشكر القطاعات العسكرية الجنوبية التي تحارب ميليشيات الحوثي خارج الجنوب على مواقفهم التي جاءت في بياناتهم الرسمية يوم أمس، وعليه ندعوهم لرفع الجاهزية والاستعداد للدفاع عن الجنوب وشعبه وقضيته.
وختاماً، نبعث تعازينا ومواساتنا إلى أسر الشهداء، سائلين الله أن يتغمدهم بواسع رحمته وغفرانه. والشفاء للجرحى، ونعاهد الله والشعب أن دماءهم الطاهرة لن تذهب هدرا..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى