من ملاعبك يا عدن تعلمت

> د . محمد فيصل باحميش

> * بصعوبة بالغة تخلصتُ من قيود الحياة المملة ، وعقدتُ العزم على حزم أمتعة السياحة الكروية لأشاهد عجلة الدوري التنشيطي ، وهي تدور لترسم أجمل اللوحات الكروية ولأن الرحلة تحتاج إلى رفيق درب يُؤنسك وقع اختياري على حلقة في سلسلة الصداقات فيها مقومات الشراكة اللازمة.
 * ومن غير سابق توقع وعبر فراغه الرقمي أرسل بضع كلمات سلبية أربكت حساباتي فألغيت رحلة السياحة الميدانية ، واستبدلتها برحلة الفكر في عالم المستديرة ، لأرسم عبر معطياتها أشكال الجمال الهندسي الكروي ، بأبعادها القيادية والإدارية  ، لأساهم في تغيير الصورة النمطية التي ترسخت حول الكرة كترسخ الشوائب في قاع الكأس ، إلا أنها لم تؤثر في جوهره ، فبعد هذا العرض الدرامي ، ستمسك بيدي وتقول : هيا بنا  لنشاهد جماليات الكرة وهي تتقاطع في مربعاتها الكلاسيكية.

 * من ملاعبك يا عدن تعلمت أن كعب الجماعة دوماً أعلى من كعب الفرد وأن اللعب بعقلية المجموعة هي الوسيلة المثلى لتحقيق إنجازات نوعية وأن ثقافة العقلية الواحدة ، وإن حققت بعض المكاسب إلا أنها لا تصنع الفارق وأن انتصاراتها دوماً هامشية.
* من ملاعبك يا عدن تعلمت أن الانتظار في موقعك لصد هجمات الخصوم قد يوفر لك مزيداً من الجهد ، إلا أنه عادة ما يعرضك لنكسات وهزائم كارثية ، لذا لا بد من شن هجمات خاطفة تربك حسابات الخصم وتشل من حركته ، وتمهد طريقك لانتصارات دراماتيكية.

 * من ملاعبك يا عدن تعلمت أن ثقافة الانهزام ، لا مساحة لها في عالمنا ، وأن معانيها ليست في قاموسنا ، وأن ثقافة العزيمة والإصرار هي حافزنا ، فيجب علينا الإيمان بقدراتنا ، والاستثمار الأمثل في مهاراتنا وألا نرفع راية الاستسلام إلا عند صافرة الختام.
 * من ملاعبك يا عدن تعلمت أن الملعب هو مضمار التنافس الشريف فيجب أن أسلم بكل ما آل إليه النزال من نتائج ، وإن كانت كارثية، وأن أتقبل الهزيمة بردة فعل مثالية ، وأن أوجه للمنتصر برقيات تهان ، وهو لا يزال في مضمار الفروسية ، وألا أغادر ساحة النزال إلا بابتسامة فرائحية.

 * من ملاعبك يا عدن ، تعلمت بأن خاصية الانسيابية والمرونة ، هما أهم صفات الاستمراية الحياتية ، وأن فقدانها ، يعني أن تصبح سهل المنال ، ولن يجد الخصم أي مقاومة تذكر في افتكاك كرة الحياة منك ، لتصبح أحد عناصر منظومته الفاعلة ، وتسهم وأنت لا تشعر في تحقيق أهدافه.
  * من ملاعبك يا عدن تعلمت بأن أستخدم أسلوب المناورة ، مستثمراً في مهاراتي وقدراتي الفنية ، ريثما يتمكن أعضاء الفريق من إعادة التموضع والانتشار فوق أرضية الملعب التنافسي ، فتتيح هذه الاستراتيجية بعض الوقت لاسترداد الأنفاس والانطلاق نحو البناء المؤسسي بنفسية مغايرة.

 * من ملاعبك يا عدن تعلمت بأن القوة الجسمانية هي من تحسم معادلة التنافس لصالحك بإعطائها الوزن القيمي الذي تريده ، لهذا لا بد أن تستثمر في جسدك وأن تمنحه مساحة في خططك ، فإن الجسد الذي يمتلك قوة التحمل ، هو وحده القادر على ترجمة خطط الحياة الورقية إلى نتائج واقعية .. فهل وصل الدرس يا صديقي؟​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى