> مودية «الأيام» حيدرة واقس:
يعد القطاع الزراعي في المنطقة الوسطى بمحافظة أبين من أهم الموارد التي يعتمد عليها السكان بشكل رئيسي، ورافداً كبيراً للفواكه والخضروات لعدة محافظات في البلاد وبعض دول الجوار.
وتشتهر المناطق الوسطى (مكيراس، ولودر، والوضيع، ومودية) بزراعة كافة أنواع الحبوب والخضروات وبعض الفواكه، التي تتميز بجودتها وطبيعتها من حيث خلوها من المبيدات الكيميائية التي طالما يلجأ المزارعون لاستخدامها.

مزارعون: ارتفاع سعر المحروقات وتدهور العملة أثرا على الإنتاج الزراعي
ويعتمد المزارعون في هذه المناطق على مياه الأمطار والسيول بشكل أساسي لزارعة الحبوب، فيما يعتمدون على مياه الآبار في زراعتهم للخضروات والفواكه.
مؤخراً تراجع الاهتمام بالزراعة في المناطق الوسطى بشكل كبير لعدة أسباب وعوامل؛ أبرزها قلة الدعم والاهتمام بالمجال الزراعي من قِبل الجهات المعنية، بعد أن كانت الزراعة تُعد فيها أبرز الركائز الأساسية لتنمية البلد، وأحد أهم الموارد الاقتصادية بشكل عام، وهي الأمور التي أهلت في الماضي مدينة مودية لأن تشهد إنشاء أول جمعية تعاونية زراعية على مستوى دولة الجنوب العربي في عام 1957م باسم «التعاونية الزراعية».

ويعود ازدهار الزراعة قديمًا في المنطقة الوسطى للاهتمام الحكومي التي أولته السلطة آنذاك للمزارعين، ومدتهم بمعدات وبذور زراعية مجانية، لدعم الناتج المحلية للمنطقة.

وأشار في حديثه لـ «الأيام» إلى أن «من أبرز الحبوب التي تشتهر هذه المناطق بزراعتها حبوب الذرة، والسنيسل، والسمسم، والدجر، والدخن، وغيرها الكثير».

يُعاني المزارع الأبيني في الوقت الحاضر بصفة عامة من قلة الدعم الذي نادرًا ما يلقاه من الجهات المعنية والمنظمات الداعمة، وهو ما أثر سلباً - وما زال - على عملية الإنتاج الزراعي لديهم.
وأكد المزارع علي محسن صالح بأن دور السلطة المحلية ومكتب الزراعة ضعيف جدًا تجاه المزارعين.

وقال لـ «الأيام»: «نحن بحاجة إلى نزول ميداني من المختصين لمعاينة الأراضي الزراعية، ورفد المزارعين بالدعم اللازم الذي يحتاجونه من أسمدة وبذور ومبيدات حشرية وغيرها»، مناشدًا في الختام الجهات المعنية بـ «النظر بعين الاعتبار لهذا القطاع المهم، الذي سيشكل رافدا اقتصاديا مهما للمنطقة إن تم الاهتمام به بالشكل المطلوب».
فيما أكد المواطن محسن العلهي بأن ارتفاع المشتقات النفطية وانهيار العملة المحلية كان له تأثير كبير على القطاع الزراعي في المحافظة.
وأوضح لـ «الأيام» أن «الكثير من المزارعين تخلوا عن حراثة أراضيهم نتيجة لارتفاع قيمة مادة الديزل والتي يستخدمونها بكميات كبيرة أثناء الزراعة، فضلاً عن تسببها بغلاء الحبوب».

وطالب العلهي السلطات المحلية بوضع حل لهذه المشكلة، وعمل خطة لرفد المزارع بمادة الديزل في بداية المواسم على أن يسدد قيمتها بعد جنيه المحصول، والتي قال: «إنها فكرة من شأنها أن تُحفز الكثير من المزارعين على إعادة القطاع الزراعي كما كان في الماضي».
اجتاحت أسراب الجراد في مديريات أبين الوسطى محاصيل المزارعين مؤخراً بشكل كبير وغير مسبوق.
وقال مصدر محلي لـ “الأيام” بأن أسرابا من الجراد اجتاحت المحاصيل الزراعية، ولازالت مستقرة فيها. وأشار المزارعون إلى أنهم لا يمتلكون أي معدات أو مبيدات لمكافحة تلك الأسراب عدا الطرق التقليدية.
هذا، ويشار إلى أن المنطقة وخلال هذه الشهور شهدت أمطاراً غزيرة جداً مما جعل أغلب المزارعين يعاودن زراعة أراضيهم بالحبوب والخضروات.