أبين.. عام دراسي جديد تحفّه الكثير من الصعوبات

> تقرير/ عبد الله الظبي

> مع انطلاق العام الدراسي الجديد دخلت الأسر في محافظة أبين فيما يسمى بـ "استنزاف الجيوب" لاسيما أنه أتى عقب عيد الأضحى المبارك مباشرة.
وبدأت العملية التعليمية الأحد الماضي في ظل صعوبات كثيرة ومتراكمة يعاني منها هذا القطاع التعليمي، وفي مقدمتها النقص في الكادر التعليمي والكتاب المدرسي والمدارس أو في الفصول الدراسية، وعدم توفر الوسائل اللازمة للعملية التعليمية، وغياب البيئة المناسبة في كثير من المدارس، وكذا تغيّب المعلمين الأساسيين والاعتماد على البديل.
- نقص في الكادر والكتاب المدرسي وغلاء فاحش في مستلزمات العملية التعليمية
- نقص في الكادر والكتاب المدرسي وغلاء فاحش في مستلزمات العملية التعليمية

وفي المقابل، تشهد الأسواق الخاصة ببيع الأدوات المدرسية إقبالاً كبيراً على الرغم من ارتفاع أسعارها، والسبب في ذلك أن أولياء الأمور لا يستطيعون الامتناع عن شرائها ويعتبرونها عادة موسمية وتلبية لرغبات أبنائهم كما يقولون، معبرين عن انصدامهم من الارتفاع غير المسبوق الذي طال أسعار المستلزمات الدراسية من زي مدرسي وحقائب وأدوات وغيرها.

من جانبها، قالت المعلمة أم عبدالله: "بفضل الله بدأنا دوامنا المدرسي والأمور طيبة، وجميع الطلاب والطالبات والمعلمين المعلمات باشروا التدريس بعد أن توقفت العملية التعليمية في المدارس بسبب الأوضاع الأمنية التي شهدتها المحافظة خلال الفترة القليلة الماضية، وما نتمناه هو أن تستقر الأوضاع الأمنية وأن يمضي العام الدراسي الجديد من دون أي اختلالات أمنية تمنعنا والطلاب من الذهاب إلى المدارس".

نقص في الكتاب المدرسي
وأكد عبدالله، وهو طالب في المرحلة الثانوية بمديرية زنجبار، أن عدم توفر الكتاب المدرسي في بعض المراحل الدراسية كان أحد أهم المشاكل التي واجهت الطلاب خلال العام الماضي، آملاً أن يمضي العام الدراسي الجديد من دون أي منغصات أمنية أو مواجهات مسلحة تمنعهم من الذهاب إلى مدارسهم.
ويطمح عبدالله إلى تحقيق نسبة نجاح عالية في المرحلة الثانوية لكن هذا يرتبط بمدى قدرة المدرسين هذا العام على تقديم الدروس بشكل جيد، كما يقول.

فيما قال الطلاب محمد علي: "نحن سعداء جداً بالعودة إلى الدراسة ومتفائلون بالعام الدراسي الجديد، ونتمنى أن يكون أفضل من الأعوام السابقة، وأن يكون عام تعليم خالٍ من المواجهات المسلحة التي عادة ما تمنعنا من الذهاب إلى المدارس، كما نأمل أن يعُم السلام والأمن ربوع الوطن وأن نحقق نجاحات في التحصيل العملي؛ لنتمكن من إكمال دراستنا إلى المرحلة الجامعية".

غلاء فاحش
وأشار المواطن علي، وهو والد لتلميذين، إلى أن الحالة المادية أصبحت لا تحتمل، والأسعار في ارتفاع مستمر، مؤكداً أنه "لم يعد من السهل على أي أسرة تحديد ميزانية لشراء مستلزمات المدارس مسبقاً في ظل الارتفاع الجنوني لقيمة هذه المتطلبات".
وأضاف في حديثه لـ«الأيام»: "لجأ البعض إلى شراء ما يحتاجه أبناؤهم على مراحل؛ ليسهل لهم توفير كل الاحتياجات من زي مدرسي وحقائب وأحذية وغيرها من متطلبات العملية التعليمية".

من جانبه، قال المواطن جمال العبد: "أسعار الملابس هذا العام نار، وبتنا نُعاني في كل عام من ارتفاع قيمة الزي نتيجة تدهور العملة". مضيفاً: "نتعرض إلى ضغوط وأعباء مالية كثيرة من زي مدرسي وشراء الكتب المدرسية من الأسواق لعدم توفرها في المدارس، وما إلى ذلك، في حين أن قدراتنا المالية محدودة جداً".
فيما قال مالك مكتبة بيع وشراء المواد الدراسية في زنجبار: "هناك إقبال كبير على شراء المواد الدراسية (القرطاسية) من الأسر بالتزامن مع افتتاح المدارس أبوابها".

وأعاد سبب ارتفاع أسعار المواد القرطاسية إلى تجار الجملة في العاصمة عدن، والذي قال إنهم "يستوردونها بالعملة الصعبة".

صعوبات متعددة    
وأكد مدير مدرسة المراقد الابتدائية بزنجبار، أ. محسن ماطر، بأن "وضع قطاع التربية والتعليم بشكل عام يمر بظروف صعبة أبرزها عدم اختيار القيادات المناسبة، وعدم توفر الإمكانيات، وغياب دورات تدريبية من شأنها أن تساعد من تحسين أداء المعلمين، فضلاً عن صعوبة المناهج الدراسية".
ولفت ماطر في حديثه لـ«الأيام» إلى أنه على الرغم من الأوضاع الأمنية الصعبة إلا أن المدارس بدأت بالعملية التعليمية للعام الدراسي الجديد، مع إقبال كبير من الطلاب.

الصعوبات ذاتها أشار إليها مدير ثانوية أبو بكر الصديق في زنجبار، أ. مرسي حسن عبدالله. وأضاف: "نعاني أيضاً من عدم توفير الوسائل التعليمية اللازمة للعملية التعليمية، والبيئة المناسبة في كثير من المدارس، وصعوبات أخرى أبرزها المعلم الذي أضحى مصاباً بحالة من الإحباط نتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة ووعود الحكومة المطاطية، وهناك منهم من أصبح لا يذهب للمدرسة إلا خوفاً من استقطاع راتبه الزهيد أصلاً".

معوقات 
من جهته، قال مدير إدارة التربية والتعليم في المحافظة، د. وضاح المحوري: "مع انطلاقة التدشين لبدء العام الدراسي 2019 - 2020م، نحث أنفسنا جميعاً كفريق عمل في إدارة التربية والتعليم في المحافظة ومديري التربية بالمديريات ومديري ومديرات المدارس على بذل قصارى الجهود المخططة والمنظمة التي تستثمر الفرص المتاحة ومواطن القوة، وكلنا نعرف تماماً أن هناك صعوبات ومعوقات كبيرة متعددة ومتنوعة ومؤثرة، ويجب علينا التغلب عليها أو الحد منها بقدر المستطاع، من خلال استثمار المتاح لبلوغ الهدف والغاية التربوية المنشودة مع بداية هذا العام الدراسي الجديد، وعلينا جميعاً أن نتذكر أننا نحمل رسالة عظيمة ومسؤولية كبيرة تجاه أبنائنا وبناتنا، مع بذل جهود لمحاولة تجاوز كل التحديات للوصول إلى أهدافنا التربوية البحتة".

وأضاف في تصريحه لـ«الأيام»: "بدأنا هذا العام، رغم بعض الصعوبات المتعلقة، بنقص المعلم والوسائل التعليمية من كتب وأثاث مدرسية، التي من شأنها أن تساعد على سير العملية التعليمية، فبالنسبة للأثاث المدرسية، تم توزيع بعض من الطاولات والكراسي لبعض المديريات، وكذلك الكتب المدرسية من الصف الأول ابتدائي إلى الرابع ابتدائي، وننتظر وصول مديري إدارات التربية في المديريات التي لم تستلم حصتها لاستلامها، وبخصوص نقص المعلم، فقد كانت هناك بعض المعالجات التي ساعدتنا في بعض المديريات على التغلب على هذه المشكلة من خلال الاستفادة من منحة الوظائف التعاقدية لبعض المديريات الأشد احتياجاً وفقاً لمعايير منظمة (الأوتشا)، وهي: سباح، سرار، المحفد، وجيشان، وحالياً نسعى لمعالجة النقص الموجود في المديريات الأخرى مع الصندوق الاجتماعي والمنظمات الأخرى في معالجة نقص المعلمين؛ كون غالبية المعلمين تجاوزوا أحد الأجلين؛ بل بعضهم تجاوز الأجلين، بالإضافة إلى تدخلات منظمة "اليونيسيف" في مديرية خنفر لعدد 30 مدرسة تشمل ترميم المدارس وتدريب التوجيه الفني في المديرية والمحافظة، وتدريب المعلمين والإدارات المدرسية وإنتاج الوسائل التعليمية، وتدريب مجلسي الآباء والأمهات والطلاب، وستستمر هذه المنحة لمدة سنتين لمتابعة الأثر".​

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى